الطفل ابراهيم الخطار و هو محاط بعدد من أنصار المنتخب الكاميروني لحظة اقتياده من قبل رجال الأمن بزي مدني تحت صدمة واقعنا الكروي و الرياضي و الذي انكشفت عنه كل الأغطية لتعري كل شيء بملعب المركب الرياضي بمدينة فاس، ظلت أبصار الجماهير المغربية تحلم بالفوز و تنتظر إجراء عمليات حسابات التأهيل المعقدة.فإذا بالعلامات السوداء تدق أفئدتنا مع توالي دقائق المباراة و تدوس رويدا رويدا شذرات الأمل التي حاولنا جاهدين صياغتها في صبر رهيب و حارق.غير أن الطفل «إبراهيم الخطابي» ذي 15 ربيعا و الذي ينحدر من الحي الشعبي «باب الفتوح» بفاس و يمتهن حرفة «الخرازة» ،لم يستسلم لأجواء الكآبة التي غمرت مدرجات و هواء الملعب في الوقت الذي انهارت فيه نخبتنا الوطنية على ارض الميدان و بكراسي الاحتياط ،حيث اختار هذا الطفل و في غفلة من الجميع بان ينتفض ضد عباقرة الاحتراف الكاميروني و هو يقفز من المدرج إلى أرضية الملعب و يُمسك بالكرة لينطلق كالسهم مخترقا كل الحواجز بقتالية كبيرة إلى أن بلغ مرمى الكاميرون و سجل هدف الشرف تحت تصفيقات الجماهير الحاضرة بما فيها جمهور المنتخب الكاميروني الذي احتسب - في تصريحات أدلى بها للصحافة- هدف الشرف الذي أحرزه الطفل المغربي اعترافا منهم بحسه الوطني العالي و وطنيته الكبيرة.فيما قال الطفل «إبراهيم الخطابي» لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» التي صادفته في الوقت الذي كان أفراد الأمن يقودونه إلى سيارتهم في حالة اعتقال :»أنا جد فخور بعد أن سجلت هدف الشرف في مرمى الكاميرون و نجحت في رسم البسمة على محيى الجماهير المغربية التي كانت تتابع المقابلة،لأنني أحسست بالغبن و أنا أرى حارس مرمى الكاميرون في عطلة و راحة كاملة لم يتلق أي تهديد من قبل عناصر منتخبنا الوطني و الذين فضلوا حمل الراية البيضاء.فبالرغم من أنني عرضت نفسي للاعتقال من قبل عناصر الأمن التي صفدت يدي و اودعتي بالحجز و ..و ..،بالرغم من كل هذا فقد أديت واجبي تجاه الجمهور المغربي الذي كانت عيونه مشدودة نحو مرمى الكامرون في انتظار من سيجرأ على هز شباكها..و لذلك فعلت حبا في وطني و غيرة على نخبتنا الوطنية التي كانت كاليتيم في العيد «.