ابراهيم الخطابي، الطفل القادم من الحي الشعبي «باب فتوح» بفاس، كان بحق رجل النزال الأخير الذي جمع بين المنتخبين المغربي والكامروني. قال الطفل «إبراهيم الخطابي» لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، التي صادفته في الوقت الذي كان أفراد الأمن يقتادونه إلى سيارتهم في حالة اعتقال:«أنا جد فخور بعد أن سجلت هدف الشرف في مرمى الكاميرون، ونجحت في رسم البسمة على محيى الجماهير المغربية التي كانت تتابع المقابلة، لأنني أحسست بالغبن وأنا أرى حارس مرمى الكاميرون في عطلة وراحة كاملة، ولم يتلق أي تهديد من قبل عناصر منتخبنا الوطني والذين فضلوا حمل الراية البيضاء. فبالرغم من أنني عرضت نفسي للاعتقال من قبل عناصر الأمن التي صفدت يدي وأودعتي بالحجز و ..و ..، بالرغم من كل هذا فقد أديت واجبي تجاه الجمهور المغربي الذي كانت عيونه مشدودة نحو مرمى الكامرون في انتظار من سيجرؤ على هز شباكها.. وفعلت ذلك حبا في وطني وغيرة على نخبتنا الوطنية التي كانت كاليتيم في العيد». ابراهيم الذي يمتهن حرفة الخرازة، ظل محافظا على شذرات الأمل الرفيعة، كغيره من المغاربة. لكن سرعان، ما أن وجد نفسه أمام باب النزول نحو أرضية الملعب، لينجز ماعجز عن تنفيذه اللاعبون، وذلك في غفلة من عيون الحراس الذين كانوا هم أيضا تحت صدمة التواضع. ابراهيم لم يستسلم للأجواء التي رافقت هذه المباراة التي أكدت مجددا، أن الكرة المغربية مازالت خارج الزمن الكروي الافريقي. قفز الخطابي كالسهم من المدرجات، ليمسك بالكرة، منطلقا بجنون لايقاوم، باتجاه الحارس الكامروني ومسجلا هدف الشرف، منتزعا تصفيقات وضحكات ملايين المغاربة. ابراهيم وهو مقيد اليدين من طرف رجال الأمن، الذين بدون شك التقطوا هذه الاشارة كغيرهم من المغاربة، قال كلمته الاولى «أنا جد فخور، بعد أن سجلت هدف الشرف... لقد أحسست بالغبن وأنا أرى الحارس الكامروني في عطلة وراحة تامين، ولم يتلق أي تهديد». لقد نجح ابراهيم في إنجاز ما عجز عنه اللاعبون الذين دخلوا هذه المباراة، وهم مدركون أنهم الأضعف في هذا النزال الذي غابت عنه أسماء ظلت دائما حاضرة، لكن فضلوا هذه المرة تقديم شهادات طبية عوض شهادة المواطنة! عكس أصدقاء إيطو إيمانويل الذين جاؤوا إلى المغرب لرسم الطريق للكامرون نحو بلاد «العم مانديلا». باقي التفاصيل في الصفحة الرياضية