سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نهاية مذلة للكرة المغربية وأسود الأطلس لم تعد تزأٍر حتى داخل عرينها .. مهزلة مغربية ليست للنسيان ومطالب بتصحيح أوضاع المنتخبات الوطنية قبل فوات الأوان ..
ودع المنتخب المغربي لكرة القدم التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأسي العالم و افريقيا 2010، و ختم الجولة الأخيرة صغيرا كما بدأها كذلك بعد استسلامه أمام المنتخب الكامروني بملعب المركب الرياضي بفاس وتقبله لهدفين دون رد ليسجل الخسارة الثالثة في التصفيات اثنتان منها داخل قواعده دون الحصول على أي انتصار طيلة مشوار هذه التصفيات و ختتم بالتالي مسيرته متذيلا الترتيب العام بهذه المجموعة، في سابقة لكرة القدم المغربية لم تعشها من قبل, ورصيده لم يتجاوز الثلاث نقاط ليحكم عل نفسه بالغياب عن منافستين هامتين في مطلع السنة القادمة.. ولم يظهر المنتخب المغربي الذي عرف تقلبات كبيرة منذ بداية هذه التصفيات بدءا من تغيير طاقمه التقني وتعليق الهفوات و الإخفاقات عليه إلى عدم القدرة على التوفر على ترسانة بشرية قارة على خلق التواصل و الانسجام و الروح القتالية و كأن قدر منتخبنا أن يبقى كذلك في كل المناسبات، إلى « الفشوش» الذي لا يتوفر سوى في منتخب مثل الذي نتوفر عليه وصل حد اللعب على الأهواء ومغادرة المنتخب في أي وقت دون حسيب و لا رقيب وهو ما يفسر الفوضى و التسيب الذي عاشته الممارسة الكروية و يجعل هذا الأمر بمثابة سابقة لا يشهدها سوى بلد مثل بلدنا ما يزال يغرق في الهواية ممارسة و عقليات لمكونات هذا الجسم المريض الذي يحتاج بترا كاملا والبحث عن الدواء ما دامت العلة أصبحت واضحة للعيان وأعطتنا في الأخير منتخبا بلا هوية وبلا روح وطنية ولا انتماء في الوقت الذي كان أسودنا تهابهم كل الأسود و الفهود و النمور بإفريقيا ... ******************** أشبال في مواجهة أسود غير مروضة وبالعودة لأجواء اللقاء فمنذ بداية الجولة الأولى عرف المنتخب الكامروني كيفية التحكم في المواجهة و ضبط إيقاعها على مقاساته بعد استغلال الارتباك و التخوف الذي بدا على المنتخب المغربي بالرغم من المحاولات الخجولة التي بدأ بها اللقاء بالاعتماد على تمرير الكرات بين اللاعبين في وسط الميدان، بمقابل ذلك تمركز أسود المدرب بول لوكوين في الدفاع ومراقبة تحركات العناصر الوطنية في محاولة لقراءة لعب المغاربة، وهو ما مكن الضيوف من التعرف على منهجية الفريق المغربي، وعمد المنتخب الكامروني الى تنويم المباراة و العودة لبناء هجمات مرتدة شكلت في غالبيتها خطورة على مرمى الحارس نادر المياغري الذي تعذب كثيرا خلال لقاء هذا السبت وكانت أول أبرز محاولة خلال الجولة الأولى من الجهة اليمنى بواسطة اللاعب ايمانويل اشيلي بعد تلقيه لكرة في العمق في الجهة اليمنى أرسلها بقذيفة جامدة تصدى لها المياغري في حدود الدقيقة الثالثة من اللقاء، ليرد عليها عادل تاعرابت، الذي كان الأبرز خلال الجولة الأولى من هذه المباراة، بعد انسلاله من الجهة اليسرى لمرمى الحارس الكامروني كاميني دون أ، يشكل أي خطر على مرمى الأخير، وعاود نفس اللاعب محاولة مماثلة من نفس الوضعية في حدود الدقيقة التاسعة ليشل الهجوم المغربي بعد تسجيل هدف السبق للضيوف في حدود الدقيقة الثامنة عشرة من اللقاء بواسطة المهاجم ويبو أشيل الذي استغل تثاقل الدفاع المغربي وأركن الكرة في المرمى معلنا عن هدف السبق الذي هز مدرجات حوالي ألفي مشجع كامروني حضروا لمساندة منتخبهم بكل الوسائل المتاحة منذ صباح يوم اللقاء ..واستمرت الجولة الأولى على نفس الإيقاع من الترقب الكامروني و انتظار مبادرات مغربية، على قلتها ، لقصها في وسط الميدان و تحويلها الى هجمات خاطفة في اتجاه سامويل ايطو الذي شكل خطرا دائما على المرمى المغربي، وهو ما أفلح فيه منتخب الأسود غير المروضة التي حولت أسود الأطلس الى أشبال غير عارفة بقانون المنافسة و شراسة المعركة، لتنتهي الجولة على إيقاع فارق الهدف .. أشبال تحولت إلى سلاحف وزادت الجولة الثانية من تأزيم وضعية المنتخب المغربي و تمنت جل عناصره و طاقمه التقني صافرة الحكم، ولو قبل الأوان، للخروج من اللقاء بأقل الخسائر بعد أن عجز الفريق نهائيا خلال هذه الجولة عن الوصول لمرمى الحارس الكامروني الذي ظل في راحة تامة ، على عكس نظيره المغربي الذي عانى مرة أخرى خلال هذه الجولة و تمكن من التصدي لأكثر من كرة كان بالإمكان أن تزيد من تعميق جرح أشبال المدرب مومن الذي استمر جالسا طيلة اللقاء .. وعلى عكس الجولة الأولى بادر زملاء صامويل ايطو للتغيير من أسلوب لعبهم و البحث عن الضغط على نظرائهم المغاربة في منتصف الميدان مما مكن الفريق الضيف من خلق العديد من الفرص السانحة بتوسيع الفارق، وكانت المحاولة الأبرز استغلال المهاجم ايمانا ارتباك الدفاع المغربي في الدقيقة الثالثة من هذه الجولة وانفراده بالحارس المياغري الذي تمكن من رد هذه الكرة منقذا المغاربة من هدف جديد، وبنفس الخطأ ، بعد سوء تفاهم بين بنجلون والمهدي أمين تتحول الكرة الى زاوية أولى نفذها ايمانا اشيليل في اتجاه معترك العمليات لينقض عليها المدافع سانغ في اتجاه النجم ايطو الذي اركنها في مرمى المياغري معلنا عن هدف الاطمئنان لأسود الكامرون التي ضمنت التأهل للمونديال بعد هذا الانتصار السهل، وواصل الضيوف زحفهم في اتجاه المرمى المغربي دون تسجيل أهداف أخرى قبل أن يوضع حد لهذا النزال الذي اعتبره - حسب محيا اللاعبين - سهلا لمستوى الفريق الخصم .. حين يستمر الجمهور في السخط على كرته و ينوب طفل عن هدافينا في التسجيل امتلأت مدرجات المركب الرياضي بفاس بالجماهير الفاسية التي لبت نداء اللاعبين و الطاقم التقني وحاولت هذه الجماهير بكل الوسائل دعم منتخبها للوصول الى تحقيق نتيجة ايجابية خلال هذا اللقاء بالرغم من صعوبة المسؤولية سلفا، لكن ما خيب امالاها هو هزالة المستوى وارتباك لاعبي المنتخب الذين ظلوا خارج التغطية الى حين إعلان الحكم الجنوب إفريقي بينيت دانيال فريزر الذي أدار اللقاء عن وضع حد لهذا النزال وتحرير المغاربة للخروج من فوق عشب الملعب للدخول الى المستودعات، وهو الجمهور الذي زكى سخط الجماهير البيضاوية سابقا بعد الخسارة أمام الغابون و هو نفس الجمهور الذي سخط بالرباط في تعادل الطوغو، ما معناه إن كرتنا ليست بخير و ليس تغيير فضاءات المدن و تغيير الجماهير هو الذي بإمكانه تغطية الأخطاء فكرتنا «منخورة» في العمق و في الأساس و هذا هو ما يجب الإقرار به و العمل على تصحيحه لإعادة الاعتبار للكرة في هذا البلد .. وما أثار الاستغراب هو انه بالرغم من الحراسة المشددة بالمركب فقد تسلل طفل من المدرجات لينوب عن زملائه اللاعبين المغاربة و يسجل هدف الشرف في الوقت بدل الضائع مما يعني أن كرتنا لا يمكنها أن تسير إلا إذا بحثنا عن الخلف و عن جيل يمكنه أن يقودنا نحو استرجاع تاريخنا الكروي الحافل ..