مثلما كان متوقعا أسفرت قرعة الدور الأخير الحاسم من تصفيات القارة الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، عن وجود المنتخب المغربي في مجموعة صنفت من قبل المتتبعين بالقوية والصعبة على جميع منتخباتها ، التي لها حضور بارز على الساحة الكروية القارية ، من قبيل المنتخب الكامروني الذي ترك صيتا له في مختلف نهائيات كأس العالم التي حضرها ، وخصوصا في ايطاليا ، وكذا المنتخب الطوغولي الذي أشر على قدومه للواجهة من خلال تأهله لمونديال ألمانيا سنة 2006 ، دون أن ننسى طبعا المنتخب المغربي الذي وان كان قد غاب عن الدورتين السابقتين في 2002 و 2006 ، فان له سوابق جميلة مع المونديال سيما في 70 و86 و 94 و98 ، وكان للصورة التي تركها في مشاركاته الأربع دور بارز في أن تنال القارة السمراء خمسة مقاعد من لدن الجامعة الدولية لكرة القدم الفيفا ، وأعطاها حق احتضان أول نهائيات للكأس العالمية بفضل إصراره الكبير على أن تعطى لإفريقيا مكانتها وحقها في تنظيم هذا الحدث الكروي العالمي الكبير ، من خلال تقدمه بطلب التنظيم أكثر من مرة قبل أن تنال جنوب إفريقيا هذا الشرف بفضل المغرب . نعود لقرعة التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم لنؤكد أنها لم تكن رحيمة بمنتخبنا الوطني ، خصوصا وأنها وضعته إلى جانب منتخب الكامرون القوي ، الذي لنا معه ألف حكاية وحكاية حيث لم يسبق لنا الفوز عليه في المباريات الرسمية، ففي مواجهاتنا الست التي واجهناه فيها فاز علينا في أربع وتعادلنا معه في مباراتين فقط ، وقد كانت البداية بتصفيات كأس العالم 82 عندما حرمنا من التأهل إلى مونديال إسبانيا 82 والنهاية بإقصائنا أمامه في دور نصف نهاية كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها بلادنا سنة 1988 . . دون نسيان حجز منتخبه الأولمبي لبطاقة التأهل إلى أولمبياد بكين الأخير على حساب منتخبنا الأولمبي.... هذا دون أن نغض الطرف عن منتخبي الطوغو والغابون اللذين لم يحجزا مكانهما في الدور التصفوي من غير أن يكون لهما ما يفرض احترامهما . ومن جانب اخر أسفرت القرعة ، عن وجود المنتخب التونسي، في نفس مجموعة العملاق الآخر العائد: نيجيريا. وضمت هذه المجموعة أيضا منتخبي كينيا وموزمبيق وهو ما ينبئ بكون المنافسة ستنحصر حتما بين منتخبي تونس ونيجيريا.وسبق لمنتخبي تونس ونيجيريا أن اعترضا سبيل بعضهما البعض في الطريق إلى النهائيات، حيث فازت تونس عام 1977 في لاغوس بالذات بهدف دون مقابل وتعادلت في المنزه.لكن المنتخب النيجيري أقصى المنتخب التونسي إثر ذلك بثلاث سنوات بضربات الجزاء بعد أن تبادلا الفوز بهدفين دون مقابل. ووضعت القرعة منتخب مصر إلى جانب الجزائر ورواندا وزامبيا، وهو ما يجعل مبدئيا من منتخب الفراعنة مرشحا للعبور، على أنّه يتعين عليه الأخذ بعين الاعتبار العودة القوية لمنتخب الجزائر وكذلك حساسية المواجهات العربية. كما أنّ منتخب زامبيا عادة ما يمثّل عقبة على ميدانه أمام المنتخبات العربية، في الوقت الذي تعدّ فيه رواندا من الآمال الصاعدة في القارة الأفريقية وآخر نتائجها فوزها على المغرب بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.أمّا المنتخب العربي الخامس المشارك في الدور الحاسم فهو منتخب السودان الذي وضعته القرعة في مواجهة غانا ومالي وبنين.ورّبما تعدّ الفرصة مناسبة للمنتخب السوداني القوي على ميدانه لصنع المفاجأة حيث أنّه من العادة أن لا يشكّل لقمة سائغة أمام المنتخب الغاني الذي يعاني بعض الشيء منذ فترة. وينطبق الأمر على المجموعة الخامسة التي ربما تشهد بدورها مفاجأة، فضمّت ساحل العاج وغينيا وبوركينا فاسو ومالاوي.ورغم الأسبقية التي يتمتع بها المنتخب العاجي الذي شارك في النهائيات السابقة، إلا أنّ منتخبي غينيا وبوركينا فاسو سيكونان من دون شكّ متراهنين جديين على البطاقة المؤهلة. وفيما يلي تكوين المجموعات: المجموعة الاولى الكاميرون - الطوغو - المغرب - الغابون المجموعة الثانية موازمبيق - نيجيريا - كينيا -تونس - المجموعة الثالثة: رواندا - الجزائر - مصر - زامبيا المجموعة الرابعة غانا - بنين - السودان - مالي المجموعة الخامسة ساحل العاج - مالاوي - بوركينا فاسو - غينيا ومعلوم أن بطل كل مجموعة سيتأهل إلى المونديال, فيما تحجز المنتخبات الثلاثة الاولى في كل مجموعة بطاقاتها إلى النهائيات القارية في انغولا. وكانت أنغولا التي شاركت في المونديال الأخير عام2006 والسنغال صاحبة الانجازات في مونديال2002 وجنوب إفريقيا أبرز المنتخبات الغائبة عن قرعة الدور الحاسم لكن الاخيرة لن تتأثر بهذا الامر لأنها مؤهلة إلى النهائيات مباشرة كونها الدولة المستضيفة, لكنها ستغيب عن العرس الإفريقي في انغولا. وتقام التصفيات في ست جولات من مارس الى نوفمبر المقبلين بحسب المواعيد التالية: - الجولة الاولى:28 و29 /مارس - الجولة الثانية:6 و7 يونيو - الجولة الثالثة:20 و21 يونيو - الجولة الرابعة:5 و6 سبتمبر - الجولة الخامسة:10 و11 اكتوبر - الجولة السادسة:14 و15 نوفمبر .