مع حلول شهر رمضان المعظم، تطرح العديد من الأسئلة حول صيام اللاعبين المسلمين بمختلف الدوريات الأوربية من عدمه، حيث الشد والجذب بين اللاعبين المسلمين خاصة الذين يواظبون على شعائرهم الدينية، ويعتبرون صوم رمضان من المقدسات التي لا يجب المساس بها من جهة وبين مدربي تلك الفرق الأوربية الذين يرون أن صيام اللاعب قد يؤثر على مردودية الفريق طيلة فترة صيامه، وأن النتائج لاتكون في مستوى تطلعات الجماهير بفعل صيام هؤلاء اللاعبين. وصادف حلول شهر رمضان لهذا العام انطلاق مختلف الدوريات الأوربية، مما أدى إلى مطالبة مجموعة من الأندية الأوربية لاعبيها إلى العدول عن الصيام في هذا الشهر، ومن أبرز المنظرين لهذا القرار الدوري الفرنسي والذي يحوي بدرجاته المختلفة المئات من اللاعبين المسلمين سواء من العرب أو الأفارقة، حيث تعتبر فرنسا من أكثر الدول الأوربية جذبا لهم، ومع إعلان يوم السبت الماضي تاريخ بداية الصيام في فرنسا، خرج العديد من المدربين عن صمتهم وأعلنوا ألا مكانة للاعب يود الصيام خلال مباريات الدوري الفرنسي ومن أبرزهم مدرب فريق باريس سان جيرمان الفرنسي أنطوان كومبواري، الذي أكد في تصريح شديد اللهجة لوكالة أ.ف.ب أنه لن يسمح لأي لاعب يصوم رمضان بخوض مباريات الدوري الفرنسي الممتاز، وأكد أن اللاعب الذي يود صيام رمضان يوم المباراة عليه أن يبقى في بيته فلامكان للاعب يصوم رمضان يوم المباراة في خريطة فريقه، وتستند الفرق الأوربية في قراراتها الداعية اللاعبين المسلمين إلى الإفطار إبان المباريات في رمضان إلى كون عقد اللاعب مع الفريق لايتضمن بندا اسمه صيام رمضان بل بالعكس، فالفرق الأوربية تتذرع بما اتفق عليه الطرفان في عقد التوقيع والذي ينص على أن يضعوا كل إمكانياتهم في خدمة أنديتهم، وألا يقوموا أبدا بأي تصرف يتعارض مع بنود هذه العقود. ويجمع العديد من لاعبي المنتخب الوطني المحترفين بمختلف الدوريات الأوربية أنهم يفطرون يوم المباراة، على أن يقضوا ما فاتهم من أيام في فترات نهاية الدوري، وأكد عادل هرماش لاعب وسط ميدان لانس في تصريح للموقع الرسمي للنادي أن الصيام واللعب أمر مستحيل، وأوضح قائلا: «إنه أمر صعب، هناك تمارين، نبذل فيها جهدا مضاعفا، والتوقف عن شرب الماء، والأكل يجعل الأمور صعبة، فالمسألة شبيهة تماما بسيارة لا تتوفر على بنزين ونريدها أن تتحرك، أحاول قدر الإمكان أن أصوم، فرمضان شهر مقدس، لكن يوم المباراة لا أصوم.» وتستند مجموعة من اللاعبين المسلمين في إفطارهم يوم المباراة على الصيام إلى فتاوي دينية أهمها فتوى دار الإفتاء المصرية التي أباحت للاعبي كرة القدم الإفطار في شهر رمضان، لكنها قيدت هذه الرخصة بالمباريات الرسمية التي لا يمكن لهم الاعتذار عنها، حيث قالت إن اللاعب المرتبط بعقد مع ناديه مثل الأجير الملزم بأداء عمل معين، وفي حال تأثر العمل بالصوم فإن له رخصة للإفطار. وجاء في الفتوى: «اتفق العلماء على أنه يجوز الإفطار للأجير أو صاحب المهنة الشاقة الذي يعوقه الصوم أو يُضعِفه عن عمله، كما نُصَّ على ذلك في فقه الحنفية على أن من آجر نفسه مدة معلومة -وهو متحقق هنا في عقود اللعب والاحتراف- ثم جاء رمضان وكان يتضرر بالصوم في عمله فإن له أن يفطر وإن كان عنده ما يكفيه». وفي سياق متصل سمح فريق ريال مدريد الإسباني للاعبيه المسلمين الثلاثة لاسان ديارا وكريم بنزيمة ومحمد ديارا بالصيام خلال شهر رمضان، ووضع لهم برنامج غذائي خاص طيلة أيام رمضان، حيث طلب الجهاز الطبي للفريق من اللاعبين تناول كميات محددة من الطعام ليلا، وكذلك الحفاظ على وزنهم الحقيقى من خلال شرب خمسة لترات من الماء أثناء الليل. وأكد الجهاز الطبي للفريق الملكي أن الصيام لن يؤثر على اللاعبين بدنياّ و لكنه سيؤثر فى حالة لعب أي منهم لقاء بالكامل أكثر من ساعة. وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على لاعبي فريق البارصا والذي يتواجد في صفوفه مجموعة من اللاعبين المسلمين، وفريق إشبيلية مع النجم المالي المسلم كانوتي، الذي يصر منذ مجيئه إلى الليغا الإسبانية على الصيام، مؤكدا أن الصيام يمنحه القوة وليس الضعف. وهو تصريح دفع العديد من الصحافة الإسبانية للتوضيح للرأي العام المحلي عن هذا الشهر الذي يحمل إسم رمضان والذي يدفع مجموعة من نجوم الكرة من المسلمين إلى الصيام وعدم التقيد بنصائح الأجهزة الطبية التي تطالبهم بالإفطار، وهكذا شرحت صحيفة «الآس» للجماهير الإسبانية عن ما هو شهر رمضان عند المسلمين، وتحدثت عن كيفية الصيام والممتنعات فى أثناء الصيام من طعام وشراب وتدخين ومعاشرة جنسية وأن الإسلام يفرض الصيام على كل مسلم عاقل سواء رجل أو أمرأة ماعدا المرأة الحامل وأثناء الرضاعة كما يتم إعفاء الكبار والمرضى والأطفال .