أكد عدد من المواطنين بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بالدار البيضاء ، بأن الباعة المتجولين المنتشرين بجميع أرجاء المقاطعة، أصبحوا يشكلون قلقا حقيقيا لراحة السكان خاصة بحي القدس، وبعض الأحياء الأخرى، كما أنه لم تعد تراعى حرمات المساجد ولا مشاعر المصلين، كما يقع بجوار مسجد فاطمة الزهراء، حيث ترتفع نداءات الباعة لبيع سلعهم، وتختلط بنهيق الحمير المتواصل، مما يزعج المصلين ويشوش عليهم !! دون الحديث عن السكان القريبين الذين ألفت آذانهم سماع الكلمات والعبارات النابية، ومعاينتهم ل«فتيخ الجوانات» وسقي المشروبات الكحولية ك«الروج والماحيا» وابتلاع الأقراص المهلوسة «القرقوبي»! ويذكر أن السلطات بالمنطقة تمكنت في وقت سابق من بناء مجموعة من الأسواق النموذجية لإيواء الباعة المتجولين حيث تم نقل السوق العشوائي القديم الذي كان يسمى (سوق الأكراد)، لكن غياب الصرامة جعل بعض الباعة الجائلين «يقيمون» أسواقا عشوائية أخرى لم تستطع السلطات إبادتها، بل إن بعض السكان تحدثوا عن حمايتها من جهات «نافذة» بالمنطقة. وهذا ما شجع بعض الباعة على بناء «أعشاش» بجوار الأسواق النموذجية! وأوضحت مصادر مطلعة على أمور المنطقة أن المشكل متعلق في الاساس بأن العديد من المستفيدين من الاسواق النموذجية بالمنطقة مازالوا ينشطون في الشارع محولين محلاتهم إلى مستودعات للسلع، أو أن يستفيدوا منها في إطارالكراء، أو البيع، وهو ما يكرس انتشار الأسواق العشوائية في الأزقة والشوارع، وذلك في غياب تدخل صارم من طرف السلطات بالمنطقة! وتكريسا للعشوائية التي تعيشها منطقة البرنرصي، فقد رفع عدد من السكان شكايات إلى المسؤولين بمن فيهم قائد الملحقة الإدارية، ورئيس المقاطعة، وعامل المنطقة، وكذا إلى مجلس المدينة، للنظر في عمليات البناء العشوائي التي تطال مجموعة من الأحياء خاصة حي القدس ، حيث ارتفعت وتيرة إضافة الطابق الثالث في العديد من المنازل، رغم أن التصميم الأصلي لا يرخص إلا بطابقين، وهو الأمر الذي جعل بعض السكان يتهمون جهات معينة بحماية هذه الخروقات، والوقوف ضد مصالح السكان المتضررين لأغراض شخصية. وفي نفس الإطار أفاد متضررون من المنطقة بأن شكاياتهم المتكررة إلى عامل عمالة البرنوصي لا تصل إليه، حسب مصادر من نفس العمالة، وهو ما يزيد من غموض ملف التصاريح ببناء طابق إضافي. وارتباطا بالبناء العشوائي بمنطقة البرنوصي، فقد راسل عدد من سكان حي امباركة وزير الداخلية ووزير الاسكان والتعمير ووالي المدينة وعامل المنطقة، لإخطارهم بمجموعة من الخروقات تهم احتلال الملك العمومي من طرف عمارتين بالمنطقة. وأمام انتشار العشوائية بالبرنوصي فقد تشجع عدد من أصحاب المحلات التجارية، وقاموا باستغلال الأقواس، وبناء أدراج اسمنتية فوق الرصيف الخاص بالراجلين مما جعل المرور من هناك صعبا، وهو ما يشكل خطورة عليهم بمرور السيارات والشاحنات، علاوة على تأثير هذا البناء على المنظر العام للتصميم الموحد بالمنطقة، وهو ما سيشجع الباقين على سلك نفس المنهج واحتلال الملك العمومي، وتحويل المنطقة إلى عشوائية مفرطة. انتشار الباعة المتجولين رغم وجود أسواق نموذجية مغلقة تكفي لإيواء الكل، وتكاثر الأبنية العشوائية بإضافة طوابق غير قانونية، واحتلال الملك العمومي، وخروقات عشوائية أخرى، من شأنها أن تجعل منطقة سيدي البرنوصي، أحد أهم الأحياء البيضاوية تكريسا للعشوائية في كل شيء!!