عُقدت دورة مجلس مقاطعة الفداء العادية لشهر شتنبر 2009، وتضمنت عدة نقط بجدول الأعمال لم تختلف عن باقي المجالس السابقة حسب بعض المتتبعين حيث توضع خارطة الطريق لكل مجلس هدفها «الرفع من مستوى التنمية المحلية وتحسين الخدمات اليومية لصالح الساكنة»، مخلفة العديد من الأسئلة وردود الأفعال، سواء في ما يخص التركيبة ومسألة الانسجام أو القدرة على الاستجابة للعديد من الانتظارات... دورة شتنبر رغم أنها الأولى في عمر هذا المجلس، لم تطرح ما تعانيه الساكنة من مشاكل عويصة كانت ومازالت تئن تحت وطأتها كمشكل النظافة ومعضلة الباعة المتجولين الذين يحتلون أزقة بكاملها و ما يرافقهم من ضجيج وكلام نابٍ يصدر عن بعضهم يؤذي السكان داخل منازلهم، ونسوق كمثال حي عمر بن الخطاب وحي الفرح قرب حمام النخلة وزنقة القاهرة ودرب الفقراء.. هذه الأزقة «محتلة» عن آخرها من طرف الباعة المتجولين دون تدخل صارم، حيث تُرك السكان في محنتهم اليومية مع هذا المشكل، كما أن هناك قضية احتلال الملك العمومي بشكل فظيع بجميع تراب المقاطعة . إن المهتمين بالشأن المحلي بمقاطعة الفداء كانوا ينتظرون أن تكون دورة تعطي الانطباع بإمكانية القطع مع ما سبق، وعدم السماح باستنزاف ميزانية المقاطعة في غير ما ينفع الناس، إلا أنه رغم ضعف المنحة التي تخصص للمقاطعة تمت الزيادة في فصل البنزين لإرضاء خواطر بعض المستشارين، وبدأ «توزيع» سيارات المصلحة والهواتف النقالة، حيث كانت إحدى سيارات المصلحة من «نصيب» أحدهم، هي التي كانت مبرمجة أثناء مجلس 2003-97 لصالح مصلحة حفظ الصحة، فتحولت لخدمة المستشارين وتركت المصالح وشأنها. كما أن إسناد مسؤولية بعض المصالح أثار العديد من «الغبار»، كما هو شأن تعيين السائق الخاص أثناء الحملة الانتخابية مسؤولا بإحدى المصالح، رغم أنه غير مؤهل لذلك!! إن ما سبق ذكره من «نقائص» البداية جعلت المتتبعين والمهتمين بالشأن المحلي يطرحون أكثر من سؤال بشأن القادم من الأيام وما تحبل به من مفاجآت؟! إن أي زائر للمنطقة سيشاهد كثرة الدور التي هدمت والتي رحل أصحابها فتحولت إلى حطام مما ضاعف من بشاعة المكان، فأصبح اللقب الجديد المتداول حاليا بهذه الكريانات بين صفوف الأطفال وساكنة المنطقة (غزة، الفلوجة، قندهار..) بسبب مناظر الأنقاض المنتشرة هنا وهناك ... يقول مصطفى فاعل جمعوي يسكن بكريان طوما: «هل تتصورون المعاناة التي نقاسيها. لا يخفى على وزارة الإسكان ما يجري بتراب مقاطعة سيدي مومن باعتبارها أحلك نقطة اجتماعيا بعمالة مقاطعات البرنوصي ، ولا يخفى على جل المتتبعين للشأن المحلي ما تتعرض له هذه الفئة المحرومة من حقها في السكن اللائق والمشاكل العالقة التي تتخبط فيها الكريانات بجهة الدارالبيضاء الكبرى، ومنها عدم مراعاة مشاكل الأسر المركبة، فنجد مثلا عائلات مكونة من مجموعة من الأسر من 1 إلى 4 أبناء متزوجين ومع ذلك منحوا نصف بقعة؟ بدل نهج معيار الحالة المدنية، دون إغفال «العشوائية» في انتقاء البلوكات الموجودة بالكريان، حرمان بعض الأرامل والعزاب بالرغم من توفرهم على معيار «باب واحد» .. كلها عوامل أدت، حسب بعض المتضررين، إلى إفراغ المشروع من محتواه الاجتماعي، المخصص لفائدة فقراء ساكنة المنطقة! هذا ويتساءل المعنيون من ساكنة الكريانات: ترى هل فكر المسؤولون في إيجاد حلول جدية لهذه المشاكل، علما بأنهم يحملون على عاتقهم شعار «مدن بدون صفيح في أفق سنة 2010» ، بدل الحلول الترقيعية، وذلك لإنقاذ المنطقة من التهميش والمعاناة؟.