أكد مجموعة من المصلين لـ التجديد أن العديد من جنبات المساجد بالدارالبيضاء( مسجد عقبة بعمالة مقاطعات الحي المحمدي عين السبع، مسجد الخيرية بعمالة مقاطعات بن امسيك سيدي عثمان، مسجد حي الأمل بعمالة مقاطعات الفداء درب السلطان..)، أضحت ملاذا للمواعدة الآمنة بين ممتهنات الدعارة وزبائنهن، خاصة خلال أوقات ما بعد صلاة الظهر وما بين العشاءين. وأضافوا أن مشاهد هذا الواقع تتنامى تدريجيا، حيث أنها أصبحت شبه يومية، بعدما كانت لا تظهرإلا يومي السبت والأحد. مضيفين أنه يرون هؤلاء الفتيات يتعقبن على طول مسافة جنبات المسجد زبائنهن. خاصة المساجد التي توجد وسط التجمعات السكنية أو في أماكن آهلة بجانب الأسواق أو محطة الحافلات أو حدائق عمومية... وقالت إحدى ممتهنات الدعارة التي كانت تتصيد زبنائها وبرفقتها ابنتها الصغيرة أمام مسجد لـ التجديد، أنها تمتهن الدعارة و تجلب الزبائن بطرقها الخاصة لهذا المكان الآمن، مضيفة أن المسجد مكان للمصلين ولن يراود الشك السلطات الأمنية في إمكانية استغلاله لمهنتنا. وأشارت أن توزع المواعدة على أماكن مختلفة بجنبات مساجد بحي مولاي رشيد و آخر بحي مراد..، حتى لا تثير الشبهة. ولم تتردد في البوح بأنها تتقاضى مقابل ذلك 50 درهما. عبر بعض مرتادي مسجد حي الأمل بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، عن استنكارهم من سلوك مومسات بالحديقة الخلفية للمسجد، والتي يتخذن منها ملاذا آمنا للخطيئة، في الوقت الذي تعتبر المعبر الرئيسي للمصلين في اتجاه المسجد. واستنكر بعض مرتادي مسجد عقبة بالحي المحمدي ما يحصل أمام أعين الناس من حركات و لمزات غير عادية من مومسات تجاه زبنائنهن، سواء عبر الدراجات النارية أو أصحاب السيارات. وأجمعوا على أن الدور الأساسي للمسجد و محيطه هو الوقار والاحترام و العلم و المعرفة و خطوات الأجر وليس الترصد للموبقات، وقال لـ التجديد أحد المصلين: نتحمل جزئا من الوزر في عدم إحراج السلطات المعنية بالتبليغ لتتحمل مسؤوليتها في النازلة، أو باحتجاج المصلين . أو ربما مراسلة وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية لاطلاعها على تدهور الأوضاع أمام بيوت الله. معتبرا أن الوضع يسيء لسمعة مساجدنا، مضيفا أنه لا يمكن أن تكون هذه الممارسات على حساب المسجد و الأخلاق العامة فـ من ابتلي فليستتر. محاصرة المنكر حتى لا يستفحل الدكتور محمد عز الدين توفيق خطيب مسجد عقبة بن نافع بالحي المحمدي اعتبرأن هذه الظاهرة السلبية ليس سببها هو وجود مساجد في الشوارع، وإنما بسبب المومسات اللواتي يبحثن عن أماكن آمنة. مضيفا أنه لا يتصورأن هناك تعمدا لتحويل كل شارع فيه مسجد إلى سوق للنخاسة. وشدد أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بالدارالبيضاء على إنكار هذه الممارسات، وأفاد أن رؤيته لبعض المعنيين في وضعية مخلة بالأدب تدفعه للتدخل في إطار التوجيه لحرمة جوار المسجد، لكنه أكد أن ذلك من منكرات الظاهرة التي ينبغي على الشرطة أن تقوم بمكافحتها. وقال خطيب مسجد عقبة بن نافع في تصريح لـ التجديد: أتصور أن مكافحة الظاهرة لا تكون بالاعتقال، بل بوضع خطة لإعادة التأهيل والإدماج حتى تنقطع أعذارهن وتقوم عليهن الحجة.واعترف عز الدين توفيق أنه سبق وأن اتصل برجال الأمن و طلب منهم أن يقوموا بدوريات لمكافحة هده الظاهرة السلبية، و أنهم على إثر ذلك قاموا ببعض الحملات لكن يتجدد الأمر ليعود. ودعا بأن تكون الظاهرة محل اهتمام من الجهات المعنية لأن ذلك من شأنه أن يحقق الأمن الروحي في المجتمع و الأمن الاجتماعي و يحاصر المنكر حتى لا يستفحل و ينتشر، وأنه على المجلس العلمي أن ينتدب بعض أعضائه لتوعية هؤلاء و تبصيرهن في حكم الإسلام وتشجيعهن على تغيير هده الحرفة القبيحة و لابد أن يكون لهدا تذكير وصدى، لأن بدرة الخير موجودة في نفوسهن حسب الخطيب. وقال عز الدين توفيق أن الأمر يزداد قبحا و شناعة إدا كانت هذه الصفقات الخسيسة والسيارات التي تقف بجوار باب المسجد في وقاحة و جرأة، في حين أصحابها يرون الناس داخلين إلى المسجد وخارجين منه وهم يخالفونهم إلى معصية و الجميع يعرف لماذا تقف هده السيارة و لماذا تركب تلك المرأة. وأعرب خطيب آخر بمدينة الدارالبيضاء، عن استيائه للوضع الأخلاقي السيئ الذي أضحى أمرا مألوفا أمام كثير من مساجد المدينة، وقال في تصريح لـ التجديد: إن ما يحز في النفس هو الجرأة على الله وعلى بيوته بهذا المنكر، فالأمر لم يعد يطاق حيث أن ساحات بيوت الله تحولت إلى مواقف للبغاء على مرأى و مسمع من الجميع.لابد وأن يتحرك المسؤولون من أجل المحافظة على قدسية المساجد وطهارتها.