عاش مسجد الشهداء بالدار البيضاء ليلة السبت الأحد المنصرمة ليلة قرآنية اعتبرها الحاضرون ممتعة، سهرت فيها آلاف القلوب الخاشعة إلى وقت متأخر من الليل. وشارك فيها مجموعة من القراء المتألقين بالعاصمة الاقتصادية والمغرب والعالم العربي والإسلامي يتقدمهم القارئ العيون الكوشي ومصطفى الغربي ومحمد إراوي وعادل مسلم ويونس الغربي. وتفاعلت جموع المصلين مع هذه الأمسية التي استمرت إلى ما بعد منتصف الليل، إذ كانت أرجاء المسجد تهتز بالتكبير والتبريك لعذوبة صوت القراء وتلاواتهم العطرة والمؤثرة. ويأتي تنظيم هذه الأمسية القرآنية في سياق الأنشطة التي سطرها المجلس العلمي المحلي بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي احتفاء بشهر رمضان المعظم وذكرى وفاة الملك محمد الخامس رحمه الله. وفي السياق ذاته، أوضح رئيس المجلس العلمي المحلي بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، الدكتور محمد الوكيلي، أن تنظيم هذا النشاط يأتي في سياق أهداف المجلس، والتي منها العناية بالقرآن الكريم تلاوة وتجويدا وحفظا وتعليما، مؤكدا في تصريح لالتجديد أن هذا الاهتمام يتقوى بمناسبة شهر رمضان الكريم، لأنه شهر القرآن. وأضاف الوكيلي أن المجلس العلمي المحلي بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي ينظم مجموعة من الأنشطة الأخرى في مجموعة من الفضاءات بالعمالة كالمساجد وغيرها لتكثيف التواصل مع الساكنة، كما أراد ذلك أمير المؤمنين محمد السادس. ومن جهته، أوضح القارئ مصطفى الغربي وإمام مسجد الشهداء أن رمضان موسم من مواسم الخير، وفرصة سانحة للمسلم أن يجدد علاقته بخالقه من جهة، ويأخذ قسطا من التمرين على طاعة الله عز وجل من جهة أخرى. وبدوره، قال المقرئ العيون الكوشي إمام مسجد الأندلس بحي أناسي بسيدي مومن، إن الحضور لمثل هذه الأنشطة عربون لحب المغاربة لكتاب الله في كل شهور السنة، وفي شهر رمضان الكريم خاصة. مضيفا أن هذه خاصية مغربية منذ الأزل إلى الآن، وستبقى كذلك إلى أبد الآبدين. كما اعتبر القارئ محمد إراوي صاحب المسيرة القرآنية لهذه السنة التي تذاع على شاشة القناة الأولى أن الإقبال على التراويح أسهم فيه القراء المتألقون الموجودون في الساحة إسهاما كبير في استقطاب الكثير ممن كانوا يتكاسلون عليها. مضيفا أن هذه الأنشطة التي تنظمها المجالس العلمية تثري هذه الليالي المباركة، كما اعتبر استمرار حضور الناس إلى غاية منتصف الليل للاستمتاع بالقرآن دليل على حب المغاربة لكتاب الله وحبهم لمجالس الذكر والقراء المجيدين. ومن جهته، قال عادل مسلم أستاذ لأحكام التجويد بمجموعة من مساجد العاصمة الاقتصادية إن المغرب بدأ يهتم اهتماما كبيرا بالقرآن وعلومه، ويتجلى ذلك حسب المتحدث نفسه في مجموعة من الأشياء، منها إحياء حلقات تحفيظه وتجويده بالمساجد والكتاتيب القرآنية من قبل المجالس العلمية. إضافة إلى إحياء مثل هذه الأمسيات التي شنف فيها ثلة من القراء الأفاضل أسماع المؤمنين بتلاوات عذبة بأصواتهم الشجية والندية. كما أكد المقرئ يونس الغربي نائب إمام مسجد الشهداء أن هذه المناسبة العظيمة سببها رمضان الأبرك، إذ يشارك فيها ثلة من القراء كبار الشأن. معتبرا ذلك شرفا كبيرا لهذا الحي ولهذه المدينة وللمغرب، أن يكون لهم مثل هؤلاء القراء.