تشير بعض التقديرات إلى أن مساجد الدارالبيضاء التي تضم 2,8 في المائة من عدد مساجد المملكة، تستقطب أزيد من مليون مصلي يوميا لأداء صلاة التراويح الرمضانية. واستنادا إلى معطيات يوم الثلاثاء 2 شتنبر 2008 تفيد أن عمر القزابري أم حوالي 80 ألف مصلي صلاة التروايح بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء فقط، وتفوق الطاقة الاستيعابية لباحته الخارجية100 ألف. ويشهد رمضان الحالي في الدار البيضاء تزايد عدد القراء الشباب الذين يفد إليهم الناس من كل أطراف المدينة. بل أيضا من المدن المجاورة مثل سطات والرباط والمحمدية.. فما إن يرتفع أذان صلاة العشاء حتى تعلن حالة الطوارئ بأغلب الأحياء التي تستقطب هؤلاء المقرئين، وتتحول حدائقها وساحتها إلى ملاحق تابعة للمساجد لاستيعاب المقبلين بكثرة على أداء صلاة التراويح. رجالا ونساءا وشبابا..وعائلات تهجر بيوتها منذ صلاة المغرب إلى حين انتهاء صلاة التراويح. تلك هي الصورة التي تختزل التفاعل القوي مع مقرئين بأهم مساجد العاصمة الاقتصادية، أمثال عمر القزابري بمسجد الحسن الثاني الضخم، وتنقل صلاته للتراويح كل ليلة على القناة السادسة المغربية، كما تحتشد أعداد كبيرة من المصلين للصلاة وراء القارئ الشهيرالعيون الكوشي بمسجد الأندلس بأناسي، وعبد الهادي كنوني بمسجد كاريان سنطرال، ومحمد الإراوي والكرعاني بالحي الحسني..ويلفت المصلون إلى أن عددا كبيرا منهم تبعوا القراء للاستمتاع بقراءاتهم الجيدة إلى المساجد التي يؤمون فيها صلاة التراويح، مؤكدين إلى أن هذا الإقبال يؤكد التنافس القوي على استقطاب أمثال هؤلاء القراء إلى مختلف المساجد لضمان إقبال المصلين بكثرة. هذه الأجواء التي تعيشها مساجد الدار البيضاء تذكر بأواخر ثمانينيات القرن العشرين وبداية تسعينياته حينما سطع نجم القارئ مصطفى الغربي بمسجد الشهداء. واعتبر القاريء العيون الكوشي أن ظاهرة الإقبال على مساجد الدار البيضاء شيء مشرف، مشيرا إلى أن الوضع تغير، فهناك صحوة جديدة وهناك تطورات مع الناس ومع الأشخاص..مضيفا أن الهم الوحيد والشغل الشاغل بالنسبة للشباب أصبح هوحفظ القرآن، وحتى من لم يحرص على الحفظ ويكتفي في ذلك ببعض السور، فالتوجه لإتقان وتعليم قواعد التجويد بات من الأساسيات التي لايغفل عنها قاريء كتاب الله بأي حال من الأحوال. وأكد الكوشي لـ التجديد بأن الناس تحج إلى مساجد المدينة من أماكن بعيدة لاتبالي بالمساحة أوالتعب أوأي شيء آخر من أجل سماع القرآن ينزل غضا طريا، وذلك عندما يكون القاريء يحسن القراءة والتلاوة ويتقن القواعد، وخصوصا إذا كان صوت الإمام حسنا وجيدا.