للعام السادس على التوالي يؤم القارئ عمر القزابري عشرات الآلاف من المصلين في مسجد الحسن الثاني الضخم، وتنقل صلاته للتراويح كل ليلة على قناة السادسة المخصصة للقرآن الكريم ، وبسبب الإقبال الكثيف على أداء صلاح التراويح في مسجد الحسن الثاني تجندت مختلف مصالح ولاية أمن الدارالبيضاء خوفا من أي انفلات محتمل وبغرض الحفاظ على الأمن وضبطه داخل المسجد وخارجه. "" وذكرت جريدة "المساء" أن عدد المصلين فاق 30 ألف شخص خلال صلاة تراويح اليوم الأول من شهر رمضان الحالي بمسجد الحسن الثاني في حين قدرت جريدة "التجديد " العدد بأزيد من 50 ألف شخص من بينهم حوالي 8 آلاف امرأة امتلأت بهن الساحة الخارجية للمسجد ، بينما بلغ عدد السيارات التي زارت المكان في الليلة نفسها حوالي 10 آلاف سيارة ملأت مرآب المسجد والساحات والشوارع والأزقة المؤدية إليه. وتشرف لجنة تنظيمية تتكون من 350 شخصا على صلاة التراويح بمسجد الحسن الثاني وهي لجنة مؤلفة من حراس أمنيين وتقنيين، إلى جانب طاقم ديني تابع للمندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإضافة إلى عدد من عمال النظافة التابعين لشركة خاصة. وقد تم تعيين المقرئ الشاب عمر القزابري ليؤم المصلين بصفة مستمرة في مسجد الحسن الثاني في رمضان 1425 ونتج عن ذلك إقبال متزايد للمصلين جاء بعضهم من مدن بعيدة بحثا عن الخشوع والتعبد بالاستماع للقرآن وتدبره. وساهم النقل المباشر لصلاة القيام في مسجد الحسن الثاني على أمواج الإذاعة والتلفزيون في التعريف بهذا المقرئ الشاب وتشويق الناس للصلاة خلفه. وكان المقرئ عمر القزابري، وهو من مواليد سنة 1974 بمراكش، قد تلقى القرآن على يد والده الشيخ أحمد القزابري وهو من علماء مراكش البارزين، وختم القرآن وعمره 11 سنة، وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا في التعليم الأصيل من مدرسة إبن يوسف بمراكش، سافر إلى السعودية عام 1997 حيث حضر دروسا بالمعهد الإسلامي بمكة، ومارس الإمامة في مسجد الجامعة بجدة. وخلال مقامه بالسعودية تلقى القزابري القرآن على يد عدد من كبار المشاييخ، منهم الشيخ محمود إسماعيل، من علماء الأزهر، والشيخ الفاه الموريتاني، قبل أن يعود عام 2002 إلى المغرب ويتولى الخطابة في مسجد الريان بحي الألفة في الدارالبيضاء. وبعد أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية بالدارالبيضاء، وتسليط بعض وسائل الإعلام الأضواء على الشيخ الشاب الذي درس بالسعودية، والذي تستقطب خطبته بمسجد الريان آلاف المصلين، الأمر الذي يتسبب كل جمعة في إغلاق الأزقة المحيطة بالمسجد، تم تعيين الشيخ القزابري ليؤم المصلين في مسجد الحسن الثاني سنة 2004. وتشكل أغلبية المساجد المغربية في رمضان مراكز استقطاب لعشرات الآلاف من المصلين الحريصين على ختم القرآن خلال شهر رمضان خلف قرائهم المفضلين. وتكتظ المساجد والفضاءات والأزقة المجاورة لها في وقت جد مبكر، حيث يتسابق المصلون بعد الإفطار بقليل الى الأماكن التي تمكنهم من متابعة القراءة بشكل أفضل. ويرتقب أن يصل عدد المصلين في قيام "ليلة القدر" بمسجد الحسن الثاني، والتي يخلدها المغاربة في ليلة 27 من رمضان، نحو 150 ألف مصل ومن المنتظر أن يفد المصلون من مدن مجاورة لمدينة الدارالبيضاء كمدينة الجديدة وسطات والرباط للصلاة وراء القزابري.