أدى حوالي 300 ألف مصل صلاة ختم التروايح الثلاثاء 23 شتنبر 2008 خلف القارئ عمر القزابري بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، وقد امتلأ داخل المسجد وخارجه بأفواج المصلين من مختلف الفئات العمرية، أطفالا، وشبابا، وشيوخا ونساء، وعدد من المصلين من الجالية المغربية بالخارج، الذين قدموا من ضواحي العاصمة الاقتصادية، وبعض المدن المغربية كالمحمدية والرباط ومراكش وفاس. وامتلأت باحة المسجد التي تفوق طاقتها الاستعابية 100 ألف عن آخرها. وفيما عاد آلاف المصلين إلى بيوتهم متحسرين على عدم الصلاة بسبب الازدحام والأعطاب التي تصيب بين الفينة والأخرى مكبرات الصوت التي فاق عددها الأربعين، اضطر آلاف آخرون إلى الصلاة بالشوارع المؤدية إلى حي كوبا المجاور للمسجد. وعاشت جموع المصلين أجواء إيمانية زادها الصوت العذب للقارئ عمر القزابري خشوعا وخشية، ودمعت العيون بين ثنايا الركعات الإحدى عشر، وأثناء دعاء الختم الذي استغرق حوالي 45 دقيقة، وانساب كالماء البارد على القلوب العطشى في جو رباني منقطع النظير غلفته نسمات البحر الرائعة. وسهر على تنظيم هذه الأفواج الهادرة حوالي 400 رجل أمن من مختلف التشكيلات، وأكثر من 200 رجل أمن خاص وعنصر نظافة، إلى جانب 150 فردا تابعا للوكالة الحضرية، وطاقم ديني تابع للمندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وبلغ عدد السيارات التي اكتظت بها المرآب والساحات والشوارع المؤدية إلى مسجد الحسن الثاني أكثر من 2000 سيارة و2000 دراجة نارية. وعبرت كثير من الشهادات المتطابقة في تصريح لـ التجديد عن أسفها لانتهاء أجواء التروايح بمسجد الحسن الثاني، راجية من الله العلي القدير أن يتقبل منها صيامهم وقيامها وأن تستمر في طريق الاسقامة والصلاح. ويشهد مسجد الحسن الثاني وباقي مساجد المغرب خلال العشر الأواخر من رمضان إقبالا جماهيريا مكثفا ففي مسجد الحسن الثاني بالبيضاء تتوافد جموع غفيرة من المصلين، يأتون من كل حدب وصوب، لا يثنيهم عن ذلك بعد المسافات أو معوقات النقل، فتكتظ بهم ساحات وجنبات المسجد والفضاءات والأزقة المجاورة له قبل آذان المغرب، حيث يتسابقون وهم يحملون مأكولات خفيفة للإفطار في الهواء الطلق، وفي موعد الإفطار تتشكل مجموعات متفرقة في جنبات المسجد، في أجواء إيمانية وأخوية مليئة بالحيوية، لتناول وجبة الفطور التي تتحول إلى مناسبة للتعارف، وقصدهم واحد، هو أداء صلاة خاشعة في هذه الليالي الربانية.