مع قدوم شهر رمضان المبارك يزداد إقبال المغاربة نساء ورجالا، شبابا وأطفالا، على المساجد، إقبالا أكثر من أيام السنة، توازيه استعدادات للمسؤولين على المساجد لكي تكون في أجمل وأبهى حلة لتستقبل الراكعين الساجدين الذكرين الله، ومع هذا الإقبال تعجز بعض المساجد على استيعاب المصلين المقبلين عليها خاصة بمدينة الدارالبيضاء، إذا ماتزال بعض الأحياء لا تتوفر على مساجد واسعة مبنية وفق الشروط المعمارية المعروفة على الطريقة المغربية، بل اجتهد سكانها في إقامة مساجد بلاستيكية في انتظار أن يقدم المسؤولون المباشرون على حل هذه المعضلة.. >التجديد< زارت بعض أحياء الدارالبيضاء فنقلت واقع المساجد بها ضمن هذا الاستطلاع: طال الانتظار بمشروع الحسن الثاني بمدينة الدارالبيضاء يوجد مسجد تمت بنايته بالخيام البلاستيكية كتب عليه مسجد كاريان سنطرال، وعلى مقربة من هذا المسجد البلاستيكي يوجد سوق عشوائي، يقول أحمد مشيرا بأصبعه إلى السوق إن تلك الأرض المقام عليها السوق هي المكان المخصص لبناء المسجد ومنذ سنة 1999 ونحن ننتظر من الجهات المسؤولة أن تشرع في البناء، فقد أخبرنا بعض المسؤولين أنه في شهر ماي الماضي ستبدأ أشغال البناء غير أنه لا جدوى من ذلك. صالح (65 سنة) بدوره يشرح دواعي إقدام السكان على بناء مسجد بلاستيكي قائلا: مشروعنا السكني بدون حمام ولا مسجد، ولا يمكننا الذهاب إلى مسجد آخر نظرا للبعد لذلك قمنا ببناء هذا المسجد البلاستيكي بعد إذن السلطات. رغم أن تجزئة الحسن الثاني يوجد بها مسجدين بلاستيكيين غير أنهما لا يسعان للمصلين، يقول السيد مصطفى نحن ننتظر منذ مدة أن يبنى لنا مسجد لكن التأجيل دائما هو الجواب، ولقد طال الانتظار. صلاة في العراء بحي التشارك، من أكبر أحياء مدينة الدارالبيضاء، لا يوجد مسجد مكتمل البناء، فهناك مسجد تشرف على بنائه إحدى السيدات المحسنات توقفت أشغاله لفترة من الزمن لتستأنف أعماله حاليا، كما يجري حاليا بناء مسجد آخر بالحي نفسه، وفي انتظار إتمام البناء استعان السكان ببناء مساجد بلاستيكية هنا وهناك لعلها تخفف من حدة الازدحام التي تعرفها المساجد المجاورة. يقول يوسف (18 سنة): هذا المسجد البلاستيكي لا يسعنا وما زلنا لحد الساعة ننتظر أن يتم بناء المسجد الموجود على تصميم الحي، ويرى يوسف أن الحل لهذا المشكل مستقبلا في قوله ما ينبغي على المسؤولين هو أنه عندما يتم إنجاز تصميم أي تجزئة سكنية ينبغي أن يتم بناء المسجد بالموازاة معها. ويقول الحسين (23 سنة، عامل) نؤدي بهذا المسجد الصلوات الخمس. اما صلاة الجمعة فنؤديها في مسجد قريب منا الذي لا يسع المصلين يوم الجمعة، إذ إن أغلب الناس يصلون خارج المسجد في العراء. يقاطعه شاب آخر بالقول أما رمضان فيطرح مشكل الازدحام بشكل كبير، إضافة إلى أن كبار السن لا يستطيعون أداء صلاة الجمعة بسبب بعد مسجد الحي المجاور عنا. يعاني سكان حي الشباب بمقاطعة عين السبع بعمالة عين السبع الحي المحمدي من عدم وجود مسجد يؤدون فيه صلواتهم المفروضة، وهي معاناة يومية تضطرهم إلى التنقل إلى مساجد بعيدة عن سكناهم أو تأديتها في محلات ضيقة وغير لائقة، بل تزداد المعاناة يوم الجمعة وخلال شهر رمضان المبارك، وتوجد أرضا خالية مرصود جزء منها لبناء مسجد وما يزال ينتظر من يفك أسره. المعاناة نفسها نجدها عند سكان حي القدس بمقاطعة سيدي البرنوصي والذي يضم عشرون إقامة، هذه التجمعات السكنية تضم أكثر من 30 ألف نسمة وتمتد على مساحة تقارب أو تزيد على 10 هكتارات. أما سكان كل من حي أمل 2 وأمل 3 بمقاطعة سيدي البرنوصي يعانون أيضا من عدم وجود مساجد للصلاة رغم أن تصميم التهيئة الأولى كان متضمنا لمسجد بحي آمل 2 ، لكن تدخل بعض الجهات حول جزءا من المكان المخصص للمسجد إلى بناية أصبحت فيما بعد مقرا لمندوبية وزارة الصحة. كل هذه المشاكل نقلها النائب البرلماني عبد الكريم الهويشري إلى وزارة الأوقاف عبر توجيه ثلاث أسئلة كتابية تهم بناء المساجد. جواب وزارة الأوقاف جاء ليؤكد أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تبذل قصارى الجهود لبناء مساجد جديدة والعناية بالمساجد القائمة وترميمها وإصلاحها وتجهيزها لأداء رسالتها المنوطة بها. وأشار جواب الوزارة إلى مخطط عمل مبني على مقاربة علمية منهجية تشاركية وتدريجية سيتم تنفيذ برامجه بولاية الدارالبيضاء الكبرى كمرحلة أولى، ليعمم فيما بعد على باقي الجهات والأقاليم. المطلوب: تكاثف الجهود يرى بعض المواطنين أن مسؤولية توفير المساجد مشتركة بين المواطنين والجمعيات الخيرية والدولة يقول سعيد: ينبغي أن تتكاثف جهود المحسنين من أجل بناء المساجد فلا ينبغي إلقاء اللوم دائما على وزارة الأوقاف والدولة. سعاد تشاطر مصطفى رأيه قائلة: مدينة الدارالبيضاء تعرف مشكلا كبيرا بخصوص المساجد مع ارتفاع النمو الديموغرافي، فالحل هو تظافر جهود المحسنين، ولا يبقى المواطن دائما ينتظر الدولة، علما أن المسجد له مكانة خاصة في قلوب المغاربة، فمجرد ما تقول للمواطن المغربي نريد بناء مسجد حتى تجد له الرغبة الكبيرة في المساهمة المالية . لم يخف أحد المهتمين بملف المساجد على أن مدينة الدارالبيضاء تحتاج إلى تعبئة شاملة من جميع الفاعلين في المجتمع المغربي من جمعيات مدينة ومحسنين ومواطنين، ويرجع سبب ذلك بقوله إن عدد ساكنة الدارالبيضاء كبير إضافة إلى اقتصادها الوازن خلافا للمدن الأخرى وتحتاج إلى مجهود استثنائي من أجل توفير مساجد تناسب ساكنتها