تحت إشراف الكتابة الجهوية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة الرباطسلاالقنيطرة، والمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، نظم السبت 23 دجنبر 2023، بمقر الحزب أكدال، يوم دراسي بعنوان «الشباب والمشاركة السياسية: الدوافع والرهانات.» وشارك في تأطير أشغال هذا اليوم الدراسي، أعضاء من المكتب السياسي للحزب، ومن منظمة النساء الاتحاديات، ومن الشبيبة الاتحادية. وفي تقديم هذا اليوم الدراسي، أكد زياد بنصلة، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، أن هذا اللقاء يدخل في إطار الدينامية المتميزة التي أطلقها المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية. وأشار في هذا السياق، إلى انعقاد سلسلة من اللقاءات والندوات والأيام التنظيمية، التي أطرتها الشبيبة الاتحادية بمختلف الفروع بالجهات والأقاليم، والتي همت مواضيع غنية متعددة ومتنوعة. افتتح أشغال هذا اليوم الدراسي، الكاتب الجهوي للحزب الحسن لشكر، منوها بالعمل المسؤول والجاد الذي تقوم به الشبيبة الاتحادية، والدور الكبير الذي تضطلع به في التأطير والتكوين والتوعية السياسية والفعل الشبابي. وأكد لحسن لشكر أن الاتحاد الاشتراكي يقدم كامل الدعم للشبيبة الاتحادية في التأطير والتكوين والتوعية لفائدة الشباب بالرباط. من جانبه أكد فادي وكيلي عسراوي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، أن هذا اليوم الدراسي يندرج في إطار الدينامية التنظيمية التي تقودها الشبيبة الاتحادية بمختلف الفروع. وتطرق عسراوي إلى السياق الدولي وخاصة العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد الكيان الصهيوني. منوها في كلمته، بالزيارة التي قام بها رئيس الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي، وتأطيره للقاء بالشباب الاتحادي، بالمقر المركزي للحزب. وسجل فادي وكيلي عسراوي، استمرار الإضرابات المتواصلة للشغيلة التعليمية، وتأثيرها على حق التلاميذ في التمدرس وهدر الزمن الدراسي، مقابل الوعود الحكومية التي ظلت حبيسة الحملات الانتخابية لأحزاب الأغلبية. وخلص إلى أن الشبيبة الاتحادية منخرطة في هذه الدينامية التنظيمية المتميزة وبشبيبة قادرة وقوية ومسؤولة، متوجهة نحو المستقبل بكل تفاؤل وأمل. كما قام بتأطير هذا اليوم الدراسي كل من جواد شفيق، عضو المكتب السياسي للحزب، ونعيمة المكاوي، الكاتبة الجهوية لمنظمة النساء الاتحاديات، وعبد الإله المعتمد، نائب الكاتب العام للشبيبة الاتحادية. وفي هذا السياق، أكد جواد شفيق، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن موضوع المشاركة السياسية ذو راهنية لأنه يحدد الواجب والحق ويسلط الضوء على قضايا السياسة والانتخابات والعزوف السياسي والدستور وطبيعة الدولة وغيرها. وأضاف شفيق، في مداخلته أمام الشباب الاتحادي، أن كل ما يتعلق بتدبير المجتمع البشري يدخل في خانة السياسة، وبالتالي لابد من الانخراط فيها وممارساتها وفق الاختيارات المناسبة ، مردفا أنه: «عندما تصبح السياسة مجالا أمام عدم الأخلاق والتهريب والاتجار في المخدرات والاتجار غير المشروع، فإن هذا أمر غير مقبول بتاتا ولا يمكن تغطيته والتستر عليه.» وشدد جواد شفيق على أنه عندما يخفت اهتمام الناس ويضعف اهتمام الشباب بالعمل السياسي، يتم فتح المجال أمام مثل هذه الممارسات التي تطغى على المشهد السياسي العام، في وقت كانت الممارسة السياسية يطبعها النبل والقيم والمبادئ. وسجل المتحدث أن مفهوم الحرية والمساواة والديمقراطية هو الذي أسس للدولة الحديثة، مستعرضا التطور التاريخي لنشأة الدولة والممارسة السياسية على مختلف العصور البشرية، وصولا إلى تحقيق المجتمعات لحريتها وبناء الدولة وفق مبادئ المساواة والحرية. وتابع جواد شفيق أن الحرية هي الأداة لبناء الدولة والمجتمع، والحرية والدولة هي أساس المشاركة السياسية واستمرارها. مضيفا أن المشاركة هي الأداة الوحيدة التي تجعل الأفراد يمتلكون القدرة على الاختيار «المشاريع، الأشخاص، البرامج….» وحث عضو المكتب السياسي للحزب الشباب على امتلاك القدرة على الاختيار والمشاركة السياسية والوعي، للمساهمة في الديمقراطية والتنمية الشاملة، لافتا إلى أن العديد من القضايا المجتمعية والسياق العام، خاصة ما تشهده الساحة التعليمية من احتقان، أثر بشكل واضح على الزمن الدراسي والتحصيل المدرسي. وخلص إلى أنه لابد للشباب أن يكونوا فاعلين في السياسة عبر المشاركة والتنظيم والتأطير والتوعية والانخراط والتعبير. من جهتها أكدت نعيمة المكاوي، الكاتبة الجهوية لمنظمة النساء الاتحاديات، أن أي تنمية مجتمعية لابد أن تنطلق من انتظارات ورهانات الشباب، مشيرة إلى أن هذا الموضوع يكتسي أهمية بالغة فالرهان المطروح ظل دائما على فئة الشباب وانتظاراتها. وأوضحت أن التجربة الاتحادية تؤكد دور الأحزاب في تأطير الشباب والتنمية السياسية والمجتمعية ببلادنا، ولابد من إدماج فئة الشباب في برامج الأحزاب السياسية والبرامج الحكومية. وشددت المتحدثة على مدى قدرة الدولة على تمكين الأحزاب السياسية من الأدوات والوسائل لتأطير الشباب وتكوينهم وتوفير الظروف الملائمة لمصالحة الشباب مع السياسة، مشيرة إلى أن هناك ضرورة واضحة لانخراط الشباب في العمل السياسي والمشاركة السياسية، كأحد العوامل للتنمية المجتمعية، وهو ما أكد عليه جلالة الملك في العديد من خطبه السامية، وبالتالي لابد من تجاوز العقبات والمعيقات لتمكين الشباب من تملك أدوات ووسائل الانخراط في العمل السياسي. وخلصت المتحدثة إلى أن الرهان، اليوم، هو سن سياسة ترسي كل مقومات مشاركة الشباب في العملية السياسية، والانخراط في العمل الحزبي، والمساهمة في صناعة القرار، مذكرة في هذا السياق بأن الرهان المطروح على الشبيبة الاتحادية، هو توسيع التنظيم والقاعدة الشبابية، والعمل على الاستقطاب، واستعادة وهج القادة الاتحاديين، وتبسيط الخطاب الاتحادي ليشمل فئات عريضة من المجتمع، وتجاوز المعيقات السوسيوثقافية والمجتمعية. عبد الإله معتمد،عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، أكد في تدخله أن دوافع المشاركة السياسية متعددة ومتنوعة، مجتمعية وثقافية وغيرها، وبالتالي فإن كل شخص لديه دافع للمشاركة السياسية، وأشار المتحدث إلى أن منظمة الشبيبة الاتحادية نظمت أكثر من 120 نشاطا، وقامت بعملية التأطير والتكوين بمختلف الفروع بالأقاليم والجهات، منوها بالدينامية التنظيمية التي أطلقتها الشبيبة الاتحادية بكل جدية ومسؤولية، وتابع أن الشبيبة الاتحادية واعية بالمسؤولية الملقاة على عاتقها لممارسة أدوارها في التأطير والتكوين والتوعية السياسية. وسجل المتدخل أن الممارسة السياسية اليوم تطبعها الكثير من الشوائب وبالتالي لابد من التخلص منها، وفتح المجال أمام الشباب للانخراط في الأحزاب السياسية وتسهيل تأطير هذه الفئة وتكوينها، والمساهمة في المشاركة السياسية، وخلص إلى أن الرهان اليوم مطروح على الشباب، ولابد من أخذ المبادرة والانخراط في العمل السياسي والمشاركة في صنع القرار. وتفاعل الحضور، خلال هذا اليوم الدراسي، مع مداخلات المؤطرين، مؤكدا على ضرورة أخذ المبادرة من قبل الشباب والعمل على الانخراط في العمل السياسي بما يوفر لهم التعبير والإبداع والاهتمام بانتظاراتهم، كما شدد الشباب الحاضر على ضرورة تقوية أساليب التكوين والتأطير، وابتكار أدوات جديدة خاصة في ظل الرقمنة بما يتلاءم وحاجيات الشباب والعمل على الانخراط الحزبي والمشاركة في صنع القرار.