سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الملتقى الجهوي الأول للشبيبة الاتحادية بالجهة الشرقية: الحبيب المالكي: السياسة بدون فكر تؤدي إلى الطريق المسدود وتؤدي إلى ممارسة نوع من البراغماتية العمياء
أكد لحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بأن كل ما له علاقة بالإصلاح الدستوري مرتبط بالتوافق مع جلالة الملك وهو الذي يقرر في كل ما له علاقة بالإصلاحات الدستورية، وذلك في معرض حديثه عن النقاش الوطني الذي فتحه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مع الأحزاب الممثلة في البرلمان لتفسير الإصلاحات السياسية والدستورية، حيث قال: «لا يمكن أن نتقدم في هذا الملف بكيفية ملموسة إذا لم نساهم في خلق جو يساعد على انخراط عدد كبير من الأحزاب، وأن نوفر الشروط لأن الاتحاد الاشتراكي لوحده من الصعب جدا أن يفرض الإصلاحات التي نطمح إليها...». وأضاف عضو المكتب السياسي، مساء السبت الماضي في افتتاح الملتقى الجهوي الأول الذي نظمته فروع الشبيبة الاتحادية بالجهة الشرقية بتنسيق مع المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية والكتابة الجهوية للحزب تحت شعار: «معا من أجل التفكير في صلب اهتمامات الشباب المغربي» والذي احتضنته مدينة السعيدية وحضره عضو المكتب السياسي عبد الحميد جماهري و علي اليازغي الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، إلى جانب عدد كبير من المناضلات والمناضلين الاتحاديين، أضاف بأن «الفاعل السياسي ببلادنا أصبح يستهلك ولا ينتج كما أصبح يمارس ردود الفعل، لأنه لا يتسم بمواقف تميزه عن الفاعلين السياسيين الآخرين، ومواقفه أصبحت بعيدة عن الابتكار وعن الاجتهاد...» واستطرد « لقد غيبنا الفكر داخل الاتحاد الاشتراكي وأصبحنا نمارس السياسة بكيفية مغلقة بدون أرضية وبدون مرجعيات، كما أصبحنا نتغذى من توتراتنا الداخلية، والسياسة بدون فكر تؤدي إلى الطريق المسدود وتؤدي إلى ممارسة نوع من البراغماتية العمياء وهذا ما ينخر جسد الكيانات الحزبية المحترمة ببلادنا...» داعيا في هذا الإطار فروع الشبيبة الاتحادية إلى الاهتمام بالبعد الفكري في المجال السياسي وإعادة الاعتبار للفكر داخل الحزب «إذا أردنا أن نطور الممارسة السياسية في بلادنا»، والاجتهاد لإغناء الاتحاد الاشتراكي من خلال اقتراحاتهم في مختلف المجالات، لأن الخطر -يقول المالكي- «الذي يهدد حزبنا والذي يهدد العمل السياسي ببلادنا هو تغييبنا للفكر...» مركزا على ضرورة المبادرة والتكوين والاهتمام بالفكر لأن «المفاهيم الجديدة للبناء الديموقراطي والانتقال الديموقراطي كانت كلها من صنع النخبة الشابة التي كانت تناضل في صفوف الاتحاد الاشتراكي» يضيف المالكي. وتطرق أيضا إلى ضرورة العمل على التعبئة لإنقاذ السياسة في بلادنا وتجديد العلاقة بين الشباب والسياسة وبين المواطن والسياسة، وذلك من خلال اجتهادات فكرية وخطاب معبر وواضح يجد كل واحد منا نفسه فيه، ولتحقيق ذلك أكد لحبيب المالكي بأن الحل بين أيدي الاتحاديات والاتحاديين وخاصة الشباب وذلك بتسريع وتيرة إعادة بناء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من خلال إنجاح الندوة التنظيمية التي ستعقد قبل حلول فصل الصيف، وقال في هذا الصدد «إذا ساهمنا جميعا في إنجاح هذه الندوة أعتقد بأن عدة تساؤلات وعدة قضايا مرتبطة بالديموقراطية الداخلية ومرتبطة بأسلوب جديد لتنظيم علاقاتنا على جميع المستويات، وكيفية احترام بعضنا البعض كيفما كان الاختلاف إذا كان الجميع متشبث بالوحدة وبالهوامش في مجال حرية التعبير وفي مجال الاجتهاد وفي إطار احترام الضوابط، كل ذلك سيساعدنا على جعل الاتحاد كيانا حيا، كيانا مفكرا، كيانا يمارس مكالمة الشعب المغربي...» وأضاف بأنه «علينا أن نتعبأ جميعا من أجل إنجاح الندوة التنظيمية لأن نجاحها سيساعد على طمأنة كل الأخوات والإخوة الذين يطرحون الآن عدة تساؤلات حول مستقبل حزبهم»، داعيا الجميع إلى الانخراط محليا، إقليميا، جهويا ووطنيا في مسلسل التحضير للندوة التنظيمية، والاهتمام بالقضايا التنظيمية انطلاقا من مواقعهم وانطلاقا مما يمكن أن يساهموا به من أجل إنجاح هذه الندوة التنظيمية. وفيما يتعلق بالشبيبة الاتحادية وأدوارها الطلائعية كقاطرة داخل الاتحاد الاشتراكي، أشار لحبيب المالكي بأن الاتحاد الاشتراكي كان دائما يعتبر بأن تطوره مرتبط ارتباطا عضويا بتنظيم شبيبته واليوم -يقول المالكي- «نعيش انطلاقة جديدة رغم الصعوبات من خلال هذا الملتقى، ونعتبره معبرا عن إرادة حقيقية في التغلب على كل المشاكل حتى تستمر الشبيبة الاتحادية مدرسة لكل الاتحاديات والاتحاديين الشباب...» مؤكدا بأن الاتحاد الاشتراكي في حاجة إلى شبيبته والشبيبة بحاجة إلى حزبها، مذكرا في هذا السياق بما استطاع الحزب أن يقوم به في كل المحطات الانتخابية طيلة السبعينات والثمانينات والتسعينات حتى العشرية الحالية بفضل قدرة الشبيبة الاتحادية على التعبئة وعلى رفع الشعارات وعلى شرح برامج الحزب محليا، إقليميا، جهويا ووطنيا، لذلك يضيف لحبيب المالكي «لابد من جعل هذه المحطة محطة الأمل، محطة متجهة نحو المستقبل ومحطة تجاوز كل المشاكل التي عشناها، منفتحين على بعضنا البعض موحدين إرادتنا في التغيير لتصبح الشبيبة الاتحادية ملكا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومن ركائز رأس ماله الرمزي، لأنكم أنتم الشباب من مصادر قوة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومن الأسباب التي ساعدت الاتحاد وضمنت استمراريته...» واسترسل قائلا «انتم أيها الشباب عندما تتوقفون يتوقف الحزب وعندما تستنهضون يستنهض الحزب وعندما تعيشون توترا يعيش الحزب توترا مزدوجا، لذلك لابد من مساءلة الذات اليوم ولابد أن نجعل من المكاشفة البناءة والإيجابية مصدرا لاسترجاع الثقة فيما بيننا جميعا كيفما كانت الحساسيات وكيفما كانت الاجتهادات لأننا يجب أن نجعل من حزبنا حزبا متماسكا حزبا موحدا وحزبا قويا...». هذا وأفاد عضو المكتب السياسي بأن تنظيم هذا الملتقى، والذي يهدف إلى فتح نقاش حول قضايا تهم الشباب، موقعهم، دورهم ومنهجية تدبير عدة ملفات في كل الواجهات التي تهم الشباب اليوم على المستوى التلاميذي والمستوى الجامعي... والاهتمام بالتكوين، بمدينة السعيدية يحمل في طياته رسالتين: رسالة اقتصادية واجتماعية، بحيث أن السعيدية أصبحت من الأقطاب السياحية المهمة في بلادنا رغم المشاكل المرتبطة بتدبير عدة مشاريع ومنجزات. ورسالة سياسية لكون السعيدية مدينة حدودية وهذا اللقاء -يقول لحبيب المالكي- «يتضمن نداء إلى الشباب الجزائري والشباب المغاربي حتى لا نجعل من التراجعات الحالية ومن ابتعاد تحقيق ذلك الحلم الكبير المتعلق بإنجاز المغرب الكبير واقعا، علينا أن نقاوم كل القوى وكل التيارات في كل البلدان، وخاصة داخل الجزائر الشقيقة، ليستمر القطار المغاربي لأنه بدون استمرار القطار المغاربي لا يمكن للجزائر أن تتطور ولا يمكن كذلك للمغرب أن ينجز ما يطمح إليه في كل المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي وحتى المجال الثقافي». كما تطرق للحديث عن الأسباب الرئيسية للعزوف والمتمثلة «في الحملة التي شنت ضد الأحزاب منذ سنة 2002» وأكد على ضرورة التذكير بذلك «لأن خصوم الديموقراطية في بلادنا يستعملون تكنولوجيات جديدة وأصبحوا يمارسون احترافية عالية في خلط الأوراق وفي تضبيب الأوضاع لجعل المشهد السياسي ببلادنا مشهدا غامضا»، وقال بأن «العزوف ليس بموقف يعلن على أن المواطن المغربي لا يهمه الشأن العام، بل العزوف رسالة لخصوم الديموقراطية ببلادنا»، مضيفا «بطبيعة الحال نتحمل جزءا من المسؤولية، وأكدنا ذلك في مواقفنا وفي بياناتنا وقمنا بنقد ذاتي مؤكدين على النقص في التواصل مع المواطنين وفي جعل المعارك داخل الحكومة، منذ سنة 1998 إلى اليوم، معارك مغلقة لا علم للمواطن بما كان يجري من مقاومة ومن صمود ومن تفكير في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذا شيء لابد من تسجيله من باب النقد الذاتي الذي بدون شك سيساعدنا بالنسبة للمستقبل على تغيير منهجية تدبير الشأن العام في السنوات المقبلة.» ونحن على أبواب فاتح ماي، دعا عضو المكتب السياسي إلى تعبئة الشباب للمشاركة داخل المقرات أو في الشارع لإحياء هذا الحدث العمالي وتجديد الارتباط بالحركة العمالية ببلادنا، والاهتمام بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية «لأن هويتنا كاشتراكيين ديموقراطيين هو أن نجعل من المسألة الاجتماعية مسألة دائمة ومستدامة، وأن نجتهد في كل ذلك بل أكثر من ذلك يجب أن نؤسس لنموذج اجتماعي مغربي متميز»، مؤكدا بأن «الاتحاد الاشتراكي، نظرا لاختياراته ولتجربته وارتباطاته على المستوى الدولي، هو المرشح الوحيد للتفكير في نموذج اجتماعي يساعد المغاربة على جعل أوضاعهم المالية تتسم بنوع من الاطمئنان في كل القضايا التي أصبحت تفرض نفسها علينا »... علي اليازغي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية استحضار روح وفكر عمر تأكيد على المهام الملقاة على عاتقنا يسعدني أن أتناول الكلمة باسم إخوانكم في المكتب الوطني للشبيبة الاتحادي، وان أهنئكم على حسن تنظيم هذا الملتقى الذي يندرج في إطار الدينامية التواصلية والتكوينية التي دأبت منظمة الشبيبة الاتحادية على تنظيمها، هذا الملتقى الذي ينعقد بتزامن مع ذكرى اغتيال شهيد الشبيبة الاتحادية «محمد كرينة»، وهي مناسبة لاستحضار قيم الالتزام والوفاء التي ناضل من أجلها. وإذا كان للزمان دلالاته، فإن للمكان دلالاته أيضا، إذ لا يمكن ذكر المنطقة الشرقية ببلادنا دون استحضار اسم شهيدنا «عمر بنجلون» لذلك فإننا نعتبر هذا الملتقى لحظة متميزة تدعونا لاستلهام فكر عمر بنجلون، واستلهام ما قدمه هذا المناضل التقدمي من تضحيات جسام في سبيل تطوير وتوضيح الخط المذهبي والهوية السياسية لحزبنا. ولهذا لم يكن اعتباطا، أو من صدف التاريخ أن تكون لحظة تأسيس الشبيبة الاتحادية هي لحظة استمرار للفكر الاشتراكي التقدمي الذي انتهجه شهيدنا عمر بنجلون، ولذلك كان الشعار: «إذا اغتال المتآمرون عمر فكلنا عمر». إن استحضار روح عمر وفكر عمر ليس من باب النوستالجية السياسية بقدر ما هو من باب التأكيد على المهام التي لازالت ملقاة على عاتقنا اليوم كشباب اتحادي من أجل مواصلة معركة البناء الديموقراطي وتحصين المكتسبات التي حققها حزبنا منذ نشأة الحركة الاتحادية إلى اليوم، والتي تطرح على كاهلنا مسؤولية التفكير والاشتغال والعمل على تحقيق جيل جديد من الإصلاحات بما ينسجم والقضايا الراهنة للشباب المغربي مع ما تتطلبه من تعبئة واسعة في صفوف الشباب بشكل خاص وعموم المواطنين بشكل عام، من أجل رد الاعتبار للعمل السياسي وتعزيز روح المشاركة السياسية، ومقاومة اليأس وتجفيف منابع التطرف والحقد والتضليل والكراهية والسطو على نضالات الحركة التقدمية ببلادنا وفي مقدمتها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. أخواتي، إخواني إن الشبيبة الاتحادية اليوم، وبعد الدينامية التي أطلقتها وانخرطت فيها منذ إعادة هيكلة مكتبها الوطني، والتي تصب في مسلسل البناء والتحضير للمؤتمر الوطني الثامن، الذي نريده مؤتمرا نوعيا يعطي نفسا جديدا على مستوى التفكير والعمل، ويفتح آفاقا جديدة تستوعب التحولات المجتمعية وانعكاساتها على قضايا ورهانات واهتمامات الشباب المغربي، مع ما تتطلبه من انفتاح على كل الطاقات الشبابية والقوى الحية ببلادنا. ولعل مستوى الحضور اليوم لخير دليل على أن الشبيبة الاتحادية قادرة على لعب أدوارها الطلائعية إلى جانب الشباب المغربي من أجل مغرب لكل المغاربة. إننا هنا والآن، نعلن عن قرار الشبيبة الاتحادية بتنظيم قافلة الوحدة بمناسبة ذكرى مؤتمر طنجة، هذه القافلة التي ستنطلق من مدينة العيون إلى المركز الحدودي «جوج بغال» بمشاركة إخواننا في الشبيبة الاستقلالية والشبيبة الاشتراكية وشبيبة الحزب الاشتراكي الموحد، موجهين نداء باسم الشباب المغربي إلى الشباب الجزائري من أجل العمل سويا لتخطي كل الحواجز التي تعوق بناء المغرب العربي، ومواجهة مختلف التحديات الإقليمية والدولية التي تهدد مستقبلنا الذي هو بالتأكيد مستقبلنا نحن الشباب المغربي. خالد الفاضل، الكاتب الجهوي للاتحاد المغربي للشغل التحاقي يأتي في سياق أن المغرب في حاجة إلى اتحاد اشتراكي قوي بكل مناضليه «اسمحوا لي أن أقول إنني جد متأثر بحضوري في ملتقى الشبيبة الاتحادية هذا، وسعيد كذلك بأن أقول لكم، بتركيز شديد، خلاصة عقدين من الممارسة في المسؤوليات السياسية، سواء كانت في اليسار أو النقابة ككاتب جهوي للاتحاد المغربي للشغل وكعضو اللجنة الإدارية لهذه المنظمة. هذه الخلاصة تتجلى في التحاقي بالاتحاد كمناضل بسيط، حزب المهدي بنبركة وعمر وعبد الرحيم بوعبيد. التحاقي بالحزب في هذه الظرفية التي تعيشها بلادنا والعالم كذلك، يأتي في سياق أن المغرب في حاجة إلى اتحاد اشتراكي قوي بكل مناضليه، فلا يمكن أن يراهن المغاربة على أحزاب تطبخ هنا أو هناك، لا يمكن الرهان إلا على حزب أدى من جلده وأبنائه تضحيات جسام في سبيل تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في هذه البلاد.. بكل وعي، هناك حالة تعثر أكيد، آمل من كل المناضلين والمناضلات ومن كل اليسار، من أجل البلاد، ومن أجل النضال الديمقراطي، ومن أجل العدالة الاجتماعية.. أن يلتحقوا بحزب القوات الشعبية، حزب الاتحاد الاشتراكي. أريد أن أقول بأن المغرب كان بحاجة لمؤسسات مهمة في الماضي، وستبقى مهمة في المستقبل كذلك. أريد أن أتوجه إلى الشباب بثلاثة اقتراحات بسيطة أدعو إلى مناقشتها في هذا الملتقى: المقترح الأول هو إعادة صياغة اشتغال الشبيبة الاتحادية في الحركة الطلابية، وهو معطى يجب التعامل معه، حيث لا يمكن أن تبقى الجامعة كما ننظر إليها الآن. المقترح الثاني الانخراط في مبادرة التنمية البشرية، وأدعو في هذا الصدد الشبيبة الاتحادية إلى المواكبة بالأرقام كل ما يجري في الجهة الشرقية، في دور الشباب و في عدد من المبادرات الاجتماعية.. على أن يكون للشبيبة الاتحادية رأي فيها مبني على التحليل. المقترح الثالث، أدعو الشبيبة الاتحادية من خلاله لكي تلعب دورها في تحليل المعطيات بالجهة الشرقية.. فهناك شباب معطل ينبغي أن تكون لنا رؤية و تصور من أجل إيجاد فرص شغل الشباب لصالحه.. وعلى الشبيبة الاتحادية أن تكون سباقة مع الأطراف المعنية، حكومة أو قطاعا خاصا، لكي تنجز وثيقة عملية واقعية يمكن أن تخلق هذه الفرص. .فشكراً لكم عن هذا الاستقبال، وأتمنى أن نشتغل جميعا لما فيه مصلحة حزبنا، وبلادنا. وبهذه المناسبة أريد أن أشكر كذلك الأخوين محمد عبيد والأخ عبد الله الادريسي على فتح النقاش منذ 2 أكتوبر 2009. شكراً لكم جميعاً. كلمة عكيوي عبد الحفيظ عن إدارة الملتقى نسجل صفحة أخرى من صفحات نضال شبيبتنا ونأمل أن تكون المحاولة قد سدت فراغا باسم الإخوة في إدارة الملتقى أحييكم، وأرحب بكافة الهيئات والمنظمات التي استجابت لدعوتنا لحضور حفل افتتاح أشغال الملتقى الجهوي الأول هنا بمدينة السعيدية. لقد حرصنا على أن نجتمع هنا، مناضلات ومناضلي الشبيبة الاتحادية بالجهة الشرقية وفي هذا اليوم بالضبط أي 24 أبريل، نظرا لأهميته في نفوسنا، فاليوم تكون قد مرت 31 سنة كاملة على استشهاد أخينا ورفيقنا شهيد الشبيبة الاتحادية «محمد كرينة»، هذا لنثبت لخصومنا وأصدقائنا على أننا ماضون ولن نتوقف في السير على درب النضال حتى نحقق الأهداف التي كان يناضل من أجلها شهداؤنا المهدين، عمر وكرينة. سيداتي سادتي، إخواني أخواتي إن لقاءنا وملتقانا هذا، يندرج في إطار الأنشطة الداخلية التكوينية والتي دأبت منظمتنا على تنظيمها من أجل التفكير معا وبصوت واحد وكشباب مغربي في انشغالاتنا واهتماماتنا، خصوصا وأن المغرب يعيش تحولات كبرى على جميع الميادين، ونحن كشبيبة اتحادية أو كقوة اقتراحية بلقاءاتنا هاته ونقاشاتنا نسهم إلى جانب إخواننا في الحزب في بلورة تصورات واستراتيجيات لخدمة قضايا الشباب المغربي، التي ينبغي تناولها في إطار العمل على خلق استراتيجية وطنية مندمجة تأخذ بعين الاعتبار الشأن العام المحلي والوطني، من خلال التنسيق الجاد بين كافة القطاعات الحكومية أو فعاليات المنظمات الشبابية والأجهزة المنفتحة والفاعلين الاقتصاديين لتوحيد الجهود وتحديد الأهداف والنتائج لهذه الاستراتيجية، في أفق إحداث هيئة استشارية للشباب تتولى مهام تجميع الأفكار والبرامج الخاصة بالشباب مع مراعاة شباب الجالية المغربية بالخارج لكون هذه الاستراتيجية تعد السبيل السليم لضمان حق الشباب في تصريح حكومي قوي لقضيتنا وقضية الأجيال القادمة لتنعكس بشكل إيجابي في برامج الحكومة والأجهزة المنفتحة، لكون الشباب صلب التنمية وجوهرها، وعدم الاستثمار في الشباب هو خسارة لحاضر البلاد ومستقبلها والشباب ليس مشكل بقدر ما هو حل. سيداتي سادتي، إخواني أخواتي في خضم الهزات السياسية والتنظيمية، والتي عرفها حزبنا وشبيبتنا والناتجة عن تقاطع عدة عوامل موضوعية وذاتية، وطنية ودولة، جعلتنا نواجه تحديات كبرى تحتم علينا مواجهتها لتجاوز سلبياتها بإعادة النظر في فكرنا ومقاربتنا للواقع السريع التحول، وفي تصورنا لمعالجة المشاكل المطروحة على المغرب والمغاربة. ومن باب الحرص على مشاركتنا كشباب اتحادي في تدبير شؤون مجتمعنا وشبابنا في كل أبعاده الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وللتفكير معه ولأجله في صلب اهتماماته، نجتمع اليوم شابات وشباب من أجل استكمال مسيرة بدأناها منذ 1975 لنبين أننا جديرون بتاريخ حزبنا ووطننا، معنيون بحاضرهما منخرطون في بناء مستقبلهما، ذلك المستقبل الذي استشرفه شهداؤنا بتضحياتهم وأفكارهم، فالمجد والخلود لشهدائنا، شهداء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والشبيبة الاتحادية. سيداتي سادتي، إخواني أخواتي إن المغرب والمغاربة اليوم يستشرفون مستقبلا جديدا وذلك بتبني الجهوية الموسعة كخيار استراتيجي، متمسكة بثوابت الأمة المتمثلة في وحدة الدولة والوطن والتراب، واعتماد التناسق والتوازن في الصلاحيات والإمكانات وتفادي تداخل الاختصاصات بين المركز والجهات، وكذا تمكين الجهة من الانتقال من كونها مجرد وحدة إدارية إلى قطب اقتصادي حقيقي وكيان له صلاحيات حقيقية. إن تبني الجهوية الموسعة يشكل ثورة ديموقراطية بالنسبة للبناء الديموقراطي للبلاد، وتعزيزا للانتقال الديموقراطي، الذي تبناه المغرب منذ حكومة أخينا عبد الرحمن اليوسفي. إننا في الشبيبة الاتحادية نرى أن إصلاح المشهد السياسي والحزبي، أصبح ضرورة ملحة، وهو يجيب في حصيلته العامة عن إرادة واختيار جماعي، للقطع مع سلوكيات عهد سياسي سابق، وإحقاق نوع من التصالح السياسي بين المواطن والأحزاب السياسية، بتحديد وعقلنة أدوار الدولة عكس أدوارها السابقة المتمثلة في صناعة خريطة سياسية بمقاييس خاصة ومسبقة. إننا نرى أن البلاد لم تعد قابلة لتبخيس العمل السياسي، وبقدر ما هي بحاجة إلى إعادة الثقة للمواطن في العمل السياسي، وهذا لن يكون إلا بالعمل على تقاطبات سياسية منطقية وواقعية، وبإعادة العمل بقواعد الديموقراطية والشفافية في إنشاء الأحزاب السياسية. سيداتي، سادتي، إخواني أخواتي إن مقترح المغرب بمنح المناطق الجنوبية الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو سبيل لوضع حد لمشكل الصحراء المغربية المفتعل من طرف الجمهورية الوهمية. وفي هذا الإطار نوجه نداءنا كشبيبة اتحادية بالجهة الشرقية لكل معني بالأمر، ومن هنا وعلى بعد كيلمترات معدودة من دولة الجزائر الشقيقة، نطالب من الإخوة المسؤولين في الجزائر بتذويب خلافاتها، وتليين موقفها في ملف الصحراء، وعدم عرقلة التوصل إلى تسوية واقعية للنزاع المفتعل بالصحراء المغربية الذي مازال يحول دون تحقيق الاندماج المغاربي. كما نطالب بفتح الحدود، لأن الاستمرار في إغلاقها يحول دون بناء اتحاد مغرب عربي يضطلع بدور قوي وفعال في إطار الشراكة الأورومتوسطية في ظل الوضع الذي يوجد عليه حاليا. ختاما نأمل ونحن نسجل صفحة أخرى من صفحات نضال شبيبتنا أن تكون هذه المحاولة الشابة قد سدت فراغا أو جزءا من فراغ طالما عانى الشباب المغربي من ويلاته، كما نأمل أن تكون الشبيبة الاتحادية في مستوى المسؤولية التي أنيطت بها من أجل أن نجسد فعلا شعارا رفعته الشبيبة الاتحادية في مؤتمرها السابع ونرفعه اليوم في هذا الملتقى، ألا وهو التفكير في صلب اهتمامات الشباب المغربي من أجل تحقيق وبناء مجتمع التحرر والديموقراطية والاشتراكية. عبد الله الإدريسي الكاتب الجهوي ليكن هذا الملتقى منطلقا لتأسيس الإطارات التنظيمية على المستوى الجهوي الإخوة شابات وشبان الاتحاد المشاركون في الافتتاح من أطر ومسؤولين أرحب بعضوي المكتب السياسي، الأخوين الحبيب المالكي وعبد الحميد اجماهيري، متمنيا لهما مقاما سعيداً في ربوع السعيدية جوهرة الشرق، كما أرحب بحضور أعضاء المجلس الوطني للحزب وكتاب الأقاليم وكافة الحضور والمساهمين في هذا الملتقى الجهوي بهذه الجهة الواعدة المناضلة.. حيث الشبيبة الاتحادية قامت في العقود السابقة، ولازالت، بتأطير الشباب والشابات والعناية بقضاياهم واهتماماتهم، وكانت، ولازالت أيضا، خزاناً للاتحاد على مر الحقب بأطر كفؤة من مناضلات ومناضلين من مسؤوليات رفيعة تقلدت مسؤولية الحزب. إن الشبيبة الاتحادية شكلت دوما مشتلا لإنتاج الأفكار، لمستقبلها ولمستقبل هذا الوطن بجهته الشرقية.. والكتابة الجهوية تهنئ المكتب الوطني على نجاح اختيار كاتب عام الشبيبة ونائبه. أتمنى لقيادتكم كامل التوفيق والنجاح في مهمتها.. وتثمن الكتابة الجهوية ما تحقق في 20 فبراير 2010 وتعلن مؤازرتها ومصاحبتها لأجل إنجاز برامج ومهام الشبيبة والتعبئة من أجل الإصلاحات السياسية والدستورية و التهييئ للندوة التنظيمية والمساهمة في بلورتها على أسس واختبارات التجربة الميدانية وإصلاح القوانين الانتخابية وأنماط الاقتراع ومراجعة قانون الأحزاب ونظام اللامركزية واللاتركيز وقانون تأسيس الجمعيات الذي ينبغي أن يساير تحولات النسيج المجتمعي ومطالب المجتمع المدني. الشبيبة الاتحادية ينبغي أن يكون في صلب اهتماماتها الدفاع عن المشروع المجتمعي، وهي قادرة بكفاءتها وقدراتها لإحداث هذ النقلة. وفي هذا السياق أهنىء ما قامت به الشبيبة في الملتقى العالمي للشباب 28,27,26 مارس 2010 بالسويد، حيث استطاعت إقناع شباب العالم بمشروعية ووجاهة الحكم الذاتي وتغيير الموقف العالمي الداعي للانفصال، والحوار المباشر على أرضية الحكم الذاتي، ومن جهة أخرى، تقدر الكتابة الجهوية قيمة وأهمية الحوار الوطني التي تباشره الشبيبة الاتحادية مع تنظيمات الشبابية للأحزاب الوطنية والتقدمية من أجل خوض النضالات المشتركة وتوحيدها، كما تحيي المبادرة الشبابية المنسقة في أفق تنظيم قافلة في اتجاه الحدود المغربية الجزائرية التي تصر الجزائر على بقائها مغلقة. الكتابة الجهوية تراهن على هذا الملتقى الجهوي كمنطلق لتأسيس الإطارات التنظيمية والبنيوية على المستوى الجهوي وتقوية أدائها والانخراط في صلب قضايا الشباب باعتماد سياسة القرب من أجل تأهيل الموارد البشرية المؤهلة وإشراكها في المعارك ضد الفساد واليأس بالجهة الشرقية، حيث يقتضي الأمر من شبيبتنا أن تولي عناية خاصة لمسألة الشباب وتأطيره ليتحول من حالة اليأس إلى فاعل رئيسي في المجتمع عبر تأسيس نوادي وجمعيات للمساهمة في المعرفة ونشر الثقافة ومكافحة التهريب وحماية المستهلك ومحاربة ترويج المخدرات بما فيها الأقراص المهلوسة.. عزيز بنته، الكاتب الإقليمي ببركان الشبيبة الاتحادية هي أمل التغيير يطيب لي باسم الكتابة الإقليمية لبركان، أن نحضر ونشارك في هذا الملتقى الشبيبي الجهوي الأول، والذي يأتي في سياق الاحتفال بالذكرى الواحدة والثلاثين لاغتيال شهيد الشبيبة الاتحادية «محمد كرينة». إن التئام فروع الشبيبة الاتحادية بالجهة الشرقية وبهذا الإقليم المناضل، ليعيد مظهرا من مظاهر التأبين والاحتفال ليس للذكرى فحسب، بل من أجل مواصلة معركة التغيير والبناء، لأن الشبيبة الاتحادية هي أمل التغيير، تناضل من أجل بناء مجتمع اشتراكي ديموقراطي متحرر، من أجل حقوق الشباب الاجتماعية والسياسية، من أجل حركة نقابية داخل الجامعات والثانويات، من أجل وضعية اجتماعية عادلة للمرأة المغربية، من أجل حقوق الإنسان بالمغرب، من أجل نبذ التطرف وتثبيت أسس الحرية والمثل والقيم الإنسانية الكونية وتعميم ثقافة حوار العقل والفكر العلمي والحداثة، من أجل مجتمع مدني فاعل وممارسة مواطنة كاملة، من أجل صيانة الوحدة الترابية واستكمالها من أجل إحلال السلم والسلام والتضامن بين كافة شعوب وشباب العالم. تلكم هي شبيبتنا، الشبيبة الاتحادية، مدرسة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فأنتم هم هذه المدرسة أتيتم بانضباطكم ومسؤوليتكم لمناقشة قضايا وطنكم وحزبكم ولتجددوا الوفاء والعزم على المضي قدما لتوسيع مدرستكم لتحتضن كل شباب المغرب، وما الشعار الذي اخترتموه لهذا الملتقى ليعكس بجلاء مدى وعيكم بالمهام المنوطة بكم. أيها الإخوة، إننا نفتخر بكم، ونعتز بوعيكم بحساسية المرحلة التي يجتازها وطننا وحزبنا، فبعزيمتكم ونضجكم سنتمكن من اجتياز كل العراقيل في سبيل مغرب ديموقراطي حداثي، إنه طموح كل الاتحاديات والاتحاديين وهي رغبة تعكسها هذه الحلقة من حلقات النضال في درب التحرير والديموقراطية والاشتراكية.