واكب المهرجان الدولي لفن الفيديو الذي يصل لعمره/ دورته 20 والذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، كل التحولات التي عرفها النظام الجامعي والتحولات التي عاشتها كلية الآداب بنمسيك، على جميع المستويات الأكاديمية والعمرانية والإصلاحية، سيما تحولات الدارالبيضاء بل تحولات العالم، وضمنه عالم الصورة المتحول باستمرار. انطلق المهرجان سنة 1993، مع العميد الأول المؤسس حسن الصميلي، وعرف مراحل صعود ونزول وفق إكراهات والتزامات وتوجهات الجهة المنظمة وعاش مراحل تحولية هامة في سنواته العشر الأخيرة مع عميد الكلية عبد المجيد القدوري، وتنطلق مرحلته الجديدة في عقده الثاني مع العميد الجديد ومديره السابق الأستاذ عبد القادر كنكاي، الذي يحتفي بالمهرجان وبالكلية في ذكرى تأسيسها الثلاثين. بمناسبة المهرجان وذكرى تأسيس الكلية، عقدت اللجنة المنظمة ندوة صحفية صباح يوم الجمعة 11 أبريل 2014، بقاعة الاجتماعات بالكلية، وكان اللقاء تواصليا اعتبر بإجماع مكوناته التي مثلت المنابر الإعلامية الوطنية، لحظة تفكير في المهرجان بصوت مشترك ليبقى منارة أكاديمية وتواصلية وإشعاعية داخل الكلية وخارجها بل للبيضاء ككل، باعتباره مفتوحا في وجه الطلبة والمهتمين والفاعلين والعموم، في جل الفضاءات التي ستعرف التنصيبات والعروض والورشات والمحاضرات. وضعت اللجنة المنظمة الحضور عند أهم وأقوى محطات ومتميزات الدورة 20 من المهرجان، بسط في بدايتها رئيس المهرجان وعميد كلية الأداب والعلوم الإنسانية بنمسيك د.عبد القادر كنكاي أهم المحطات التاريخية التي جذرت الفعل الثقافي والفني بفضاء كلية الآداب بنمسيك التي تحتفي بمرور ثلاثين سنة على تأسيسها، وتحتفي بوصول مهرجان هام من مهرجانات الكلية إلى الدورة العشرين، إذ يعتبر هذا الاحتفاظ والانجاز لوحده حدثا يحسب للجامعة المغربية ولكلية الآدب بنمسيك تحديدا . وعن الهدف الأساسي وراء الحفاظ على هذا المهرجان رغم الإكراهات التنظيمية وقلة الداعمين، صرح العميد، أنه من الأهداف المركزية للكلية والجامعة ككل تأهيل الشباب إلى سوق الشغل، وقد «تحقق لنا هذا الهدف ببرنامجنا الأكاديمي وبالخصوص المقاربة الثقافية والفنية بالمهرجانين اللذين تنظمهما الكلية، المهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي يصل إلى عمره ودورته 26 والمهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء الذي يصل عمره ودورته 20، وجملة من المبادرات آخرها "الفن والجامعة" بفضل هذه المقاربات، «لم يكن عملنا ترفا زائدا بل مشروعا تنمويا اندماجيا فتح باب الشغل الفني والثقافي والإعلامي لخريجينا على عدة مستويات وهم الآن فاعلون بالمحطات الإذاعية والجرائد الوطنية والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزية والمراكز الثقافية الوطنية والأجنبية، ومبدعين محترفين في الساحة الإبداعية في عدة تخصصات . و قال رشيد الحضري نائب عميد الكلية والمكلف بالمهام البيداغوجية لهذه الكلية: سنحدد خلال السنة الأولى100 طالب لمباشرة الدراسة بهذه المؤسسة التي تنطلق السنة المقبلة، وسنعتمد ثلاثة تخصصات وهي السمعي البصري، مهن المسرح والإشهار والتصميم، يتم الولوج إلى المدرسة العليا للفنون التطبيقية عن طريق مباراة انتقائية وتمنح المدرسة للطالب المتخرج منها دبلومين، دبلوم لمهن الفنون "باك+ 2 " والدبلوم العالي لمهن الفنون "باك + 5". وستنطلق المدرسة العليا للفنون التطبيقية الفنون بتهييء الإجازة المهنية للطلبة الملتحقين بالسنة الرابعة بالمهن الفنية.كما ستعمل لاحقا على تهيئ دراسات على مستوى الدكتوراه. وبمناسبة الندوة بسط عبد المجيد ساداتي المدير الفني للمهرجان البرنامج المتميز لهذه السنة والذي يحتوي على تنصيبات تفاعلية، إنجازات سمعية بصرية، الرقص، عرض شرائط فيديو. ستقدم هذه العروض في عدة فضاءات من مدينة الدار البيضاء بدءا بفضاء الكلية الذي يضم التنصيبات وورشات التكوين ومحاضرات متخصصة، وسينفتح المهرجان على فضاءات جديدة رواق مسرح 2 بوركون، رواق أماديوس أنفا، وبالفضاءات التقليدية المعتادة المركب الثقافي مولاي رشيد، المعهد الفرنسي للدار البيضاء. يحافظ المهرجان بالإضافة لما سبق على طابعه البيداغوجي التأطيري وذلك من خلال تنظيم عدة ورشات تكوينية ومحاضرات يستفيد منها أكثر من 150 شابة وشابا من مختلف المؤسسات الوطنية والدولية، يشرف على تنشيطها فنانون وجامعيون من داخل المغرب وخارجه. الدول المشاركة في الدورة 20 من المهرجان: ألمانيا، بلجيكا، بلغاريا، كندا، إسبانيا، فرنسا، إيران، الولاياتالمتحدةالأمريكيةبريطانيا العظمى، رومانيا والمغرب البلد المنظم. ستهدى الدورة 20 إلى روح المبدع العالمي وصديق المهرجان "باولو روسا" مدير استوديو أزوروا بميلان الإيطالية، الذي سبق له في الدورات السابقة أن عقد ورشات تكوينية لفائدة الطلبة القادمين من مختلف الجامعات ومدارس الفنون داخل وخارج الوطن. وستصادف هذه الدورة كذلك تكريم المبدع العالمي "بيل فيولا" عبر تقديم تنصيب فني وعروض فيديو من إبداعه، وشريطا وثائقيا عن المحتفى به من إنجاز المخرج والناقد السينمائي الفرنسي "جان بول فارجيي"، وسيشتغل "مارك ميرسي" أحد مؤسسي المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء على ذاكرة المهرجان.