فن الفيديو رؤى جديدة تعتزم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، تنظيم الدورة العشرين للمهرجان الدولي لفن الفيديو بالدار البيضاء، تحت شعار: «فن الفيديو رؤى جديدة» خلال الفترة الممتدة من22 إلى 26 أبريل الجاري بمدينة الدار البيضاء. لقد أصبح هذا الحدث المتعدد الوسائط، مرجعية وطنية ودولية في مجال فنون الفيديو والفنون الرقمية، يجمع كل سنة محبي التجديد والاستلهام والتلاقح الفني وجديد التكنولوجيات. تضم البرمجة المتنوعة عروضا في فن الفيديو وتنصيبات وورشات تكوينية لفائدة الطلبة القادمين من مختلف الجامعات ومدارس الفنون داخل وخارج الوطن. الدورة مهداة إلى روح المبدع العالمي وصديق المهرجان «باولو روسا» مدير استوديو أزوروا بميلان الإيطالية، حيث يقدم الفنان «بيل فيولا» تنصيبا فنيا وعروض فيديو من إبداعه، وشريطا وثائقيا عن المحتفى به من إنجاز المخرج والناقد السينمائي الفرنسي «جان بول فارجيي». أما الدول المشاركة فهي ألمانيا، بلجيكا، بلغاريا، كندا، إسبانيا، فرنسا، إيران، الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا العظمى، رومانيا، والمغرب البلد المنظم. وتتوزع أنشطة المهرجان على كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، والمركب الثقافي مولاي رشيد، والمعهد الفرنسي للدار البيضاء، ورواق مسرح2 بوركون، ورواق أماديوس أنفا. وبمناسبة الإعداد لهذا المهرجان، احتضنت قاعة الاجتماعات بكلية الآداب بن مسيك، ندوة صحافية، تم من خلالها استعراض أبرز محطات هذه الدورة. فقد بسط رئيس المهرجان وعميد الكلية عبد القادر كنكاي أهم المحطات التاريخية التي جذرت الفعل الثقافي والفني بفضاء هذه المؤسسة، التي تحتفي بمرور ثلاثين سنة على تأسيسها، وتحتفي بوصول المهرجان إلى الدورة العشرين، إذ يعتبر الاحتفاظ على هذا المكسب حدثا يحسب للجامعة المغربية ولكلية الآداب بنمسيك تحديدا، إنه مسار طويل وغني ومتنوع جعل من الدار البيضاء الكبرى قطبا عالميا للتعبير الفني الذي خلق دينامية ثقافية معترف بها داخل هذه المدينة، سيما وهو يجمع شباب العالم الذين يقصدون الدار البيضاء لتبادل لذة الحياة واللقاء والمحبة. وعن الهدف الأساسي وراء الحفاظ على هذا المهرجان، رغم الإكراهات التنظيمية وقلة الداعمين، أكد العميد كنكاي، أنه يتمثل في تأهيل الشباب لسوق الشغل، وقد تحقق هذا الهدف بالبرنامج الأكاديمي وبالخصوص بالمقاربة الثقافية والفنية للمهرجان ولجملة من المبادرات آخرها «الفن والجامعة»، فبفضل هذه المقاربات-يضيف كنكاي- لم يكن العمل ترفا زائدا بل مشروعا تنمويا اندماجيا، فتح باب الشغل الفني والثقافي والإعلامي لخريجينا على عدة مستويات وهم الآن فاعلون بالمحطات الإذاعية والجرائد الوطنية والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزية والمراكز الثقافية الوطنية والأجنبية، ومبدعون محترفون في الساحة الإبداعية في عدة تخصصات، مما أهل الكلية أن تحتل مراتب متقدمة في تشغيل خريجيها في فضاءات كانت حكرا على خريجي باقي الكليات والتخصصات. وتتويجا لهذا المسار، أسست بالكلية مدرسة عمومية متخصصة في مثل هذه الفنون، اختير لها اسم «المدرسة العليا للفنون التطبيقية». وأشار رشيد الحضري نائب عميد الكلية والمكلف بالمهام البيداغوجية لهذه الكلية، إلى أنه خلال السنة الأولى سيتم تحديد 100 طالب لمباشرة الدراسة بهذه المؤسسة التي تنطلق السنة المقبلة، وسيتم اعتماد ثلاثة تخصصات وهي السمعي البصري، مهن المسرح والإشهار والتصميم، ويتم الولوج إلى المدرسة العليا للفنون التطبيقية عن طريق مباراة انتقائية وتمنح المدرسة للطالب المتخرج منها دبلومين، دبلوم لمهن الفنون «باك+ 2 « والدبلوم العالي لمهن الفنون «باك + 5». وستنطلق المدرسة العليا للفنون التطبيقية، بتهييء الإجازة المهنية للطلبة الملتحقين بالسنة الرابعة بالمهن الفنية.كما ستعمل لاحقا على تهيئ دراسات على مستوى الدكتوراه. وبسط عبد المجيد ساداتي المدير الفني للمهرجان، البرنامج المتميز لهذه السنة والذي يحتوي على تنصيبات تفاعلية، إنجازات سمعية بصرية، الرقص، عرض شرائط فيديو. ستقدم هذه العروض في عدة فضاءات من مدينة الدار البيضاء بدءا بفضاء الكلية الذي يضم التنصيبات وورشات التكوين ومحاضرات متخصصة، وسينفتح المهرجان على فضاءات جديدة رواق مسرح2 بوركون، رواق أماديوس أنفا، وبالفضاءات التقليدية المعتادة المركب الثقافي مولاي رشيد، المعهد الفرنسي للدار البيضاء. ويحافظ المهرجان بالإضافة إلى ما سبق، على طابعه البيداغوجي التأطيري، وذلك من خلال تنظيم عدة ورشات تكوينية ومحاضرات يستفيد منها أكثر من 150 شابة وشابا من مختلف المؤسسات الوطنية والدولية، يشرف على تنشيطها فنانون وجامعيون من داخل المغرب وخارجه. تجدر الإشارة إلى أن المهرجان الدولي لفن الفيديو منذ تأسيسه سنة 1993، كان ومازال مهرجانا جامعيا، وفضاء للقاء والحوار والتفاعل بين الثقافات، وبهذه الصفة لعب دورا مهما في تأسيس دبلوماسية ثقافية موازية خلقت شروط إشعاع المغرب في جميع بقاع العالم، من هنا لا ينظر إليه منظموه كمهرجان تجاري يجري وراء كثرة الداعمين والممولين، بل يلتزم منظموه بكونه منتوج جامعة وطنية عمومية توفر التكوين المجاني والفاعل المفضي إلى سوق الشغل والمنفتح على المؤسسات، وبالتالي وفي إطار هذا التصور التنموي والخدماتي، يرحب بالمؤسسات المواطنة لتساهم بدورها في إعداد الشباب المتكون المساهم في بناء مجتمعه، وبهذا الصدد أكد رئيس المهرجان عبد القادر كنكاي أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، تحرص على تنمية وتطوير إبداع فن الفيديو والفنون الرقمية بالإضافة إلى التقنيات الحديثة في المغرب، والمساهمة الفعلية في إمتاع الشباب، مبدعين وجمهورا، في عالم بدأت فيه الصورة تأخذ أهمية كبرى في مختلف مجالات الحياة.