تفتتح اليوم الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي لفن الفيديو، الذي خلق له حدثا جديدا ذا أبعاد فنية تتمثل في إقامة محترف فني بمدينة مراكش لفائدة مجموعة من الشباب الأفارقة والمغاربة، كما تتميز هذه الدورة بتجاوز المحاور المركزية المتمثلة في معاهد البعثات الأجنبية ووسط المدينة نحو الهوامش، انسجاما مع شعار الدورة «الفضاء الحضري في الفن المعاصر». يفتتح اليوم، رسميا بالمركز الثقافي آنفا المهرجان الدولي لفن الفيديو في دورته السادسة عشرة، والمنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني المحمدية-الدارالبيضاء، وتمتد فعاليات هذه الدورة من12 إلى52 أبريل الجاري. تحتوي هذه الدورة على عروض أشرطة الفيديو، ومحترفات تكوينية لفائدة الطلبة والشباب، وتنصيبات ومجسمات يشارك بها فنانون وطلبة من رومانيا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا والنمسا والدانمارك وكندا والولايات المتحدةالأمريكية والإكواتور وكولومبيا وسوريا والأردن والجزائر ولبنان والسنغال ومالي والطوغو والكاميرون ومالي والبنين بالإضافة إلى المغرب. وتعقد بهذه المناسبة مائدة مستديرة في موضوع :«الفضاء الحضري في الفن المعاصر» يشارك فيها فنانون في مجال الفيديو وسوسيولوجيون وأنتربولوجيون، ونفسانيون، ومعماريون للتفكير حول الفضاء الحضري بكل تجلياته ومتناقضاته. وقد سبق هذه الدورة، تنظيم محترفات إبداعية لفائدة فنانين شباب من أفريقيا جنوب الصحراء والمغرب إلى جانب طلبة من هولاندا في مدينة مراكش، مابين 21 و02 ابريل الجاري، بشراكة مع المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش وجامعة القاضي عياض، وسيتم عرضها في فقرات المهرجان. عن الجديد الذي تحمله هذه الدورة، صرح لنا عبد القادر كنكاي مدير المهرجان، بأن المهرجان راكم تجربة طويلة تمتد على مدار61 سنة، جعلته يكتسب إشعاعا وطنيا ودوليا، ومن خلالها استطاع أيضا أن يفرز طاقات شابة على مدار جميع المحطات أصبحت الآن وجوها بارزة على المستوى الفني بالساحة الوطنية، وفي هذا السياق تنفتح هذه الدورة على الشباب أكثر بتنظيم مسابقة في الفيلم القصير لا تتجاوز مدته دقيقة، محورها «الفضاء الحضري» من اجل إعطاء هؤلاء الشباب الفرصة لتناول هذا الموضوع بواسطة فن الفيديو بشكل نقدي يرصد تجلياته وتناقضاته، ويضيف كنكاي أنه فضلا عن ذلك هناك بعد بيداغوجي يهدف إلى جعل هؤلاء المتبارين يتحكمون في إبلاغ رسالتهم في وقت وجيز لتكريس فعالية التواصل وتحفيزهم على الاهتمام بمحيطهم اليومي، مشيرا إلى أن فلسفة المهرجان تراهن على تأكيد قيم الحوار والتبادل بين مختلف التجارب العربية والإفريقية والأجنبية. من جهته ركز، موليم لعروسي، في ندوة صحفية أقيمت بمناسبة إعلان برنامج الدورة بكلية الآداب بنمسيك على انفتاح المهرجان على التجارب الأفريقية، نظرا لخصوصية أفلامها التي تنسجم مع الإطار العام لفن الفيديو باعتباره حقلا للتجارب والمغامرات البصرية المستمرة، التي تخلخل ثوابت الصور المألوفة في مجالي السينما والتلفزيون، كما أشار إلى أن فن الفيديو ساهم بدور كبير جدا في إعادة النظر في مجالنا الحضري من حيث المواضيع التي يعالجها بشكل حر ومستقل، إذ يرصد المشاكل الحقيقية القائمة على مستوى الأفراد والجماعات بمحيطهم الحضري بكل تناقضاته ومفارقاته، مستدلا بالتجربة التي قامت بها شريحة من المعوقين والتي تدل من منظوره على مدى فعالية فن الفيديو وقدرته على طرح الأسئلة الجوهرية التي تهم فئات في وضعية صعبة وتعاني من واقع الهشاشة الاجتماعية. على مستوى آخر،أكد موليم لعروسي إصرار إدارة المهرجان على تجاوز المحاور المركزية لمدينة الدارالبيضاء، والانفتاح على هوامشها عملا بمبدأ القرب ودمقرطة المنتوج البصري حتى لا يظل حكرا على المراكز الثقافية الأجنبية. وبخصوص لجنة التحكيم أشار موليم لعروسي إلى أن المهرجان التزم بضمان الموضوعية للنتائج وذلك بالاحتكام إلى لجنة علمية وفنية من مختلف التخصصات لاختيار المتفوقين في جائزة «دقيقة ميديتيل»، بناء على خصوصية المعالجة الأسلوبية وفرادة الموضوع وعمق الرؤية الفنية وعلى التجريب والتخييل. كما أعلن عن عزم الدورة المقبلة الانفتاح على المؤسسة السجنية لخوض تجربة فنية بصحبة ومشاركة النزلاء ذوي الاهتمام بفن الفيديو كأداة للتعبير الإبداعي والتواصل الجماعي.