تعيش مدينة الدارالبيضاء، منذ يوم الجمعة الماضي على إيقاع المهرجان الدولي للمسرح والسمعي البصري المنظمون أثناء تقديمهم لبرنامج الدورة بالدارالبيضاء (خاص) والذي يضم الدورة 23 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدارالبيضاء والدورة 18 للمهرجان الدولي لفن الفيديو، الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك- الدارالبيضاء، جامعة الحسن الثاني- المحمدية- الدارالبيضاء، إلى غاية 9 شتنبر2011، تحت شعار الهجرة والحركة والتحويل الثقافي. وأوضح المنظمون في ندوة صحفية احتضنتها مدينة الدارالبيضاء، أخيرا، لتقديم برنامج الدورة المنظمة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الغاية من الجمع بين الملتقيين، اللذين تنظمهما الكلية تتمثل في ترسيخ البعد الشمولي للفن، خصوصا فن المسرح، الذي أصبح يوظف جميع التكنولوجيات الجديدة في المجال السمعي البصري، وتوحيد الجهود بين اللجنتين المنظمتين ودمجهما في عمل متناسق، وأضافوا أن اختيارهم لموضوع الهجرة والحركة والتحويل الثقافي، يدخل في إطار الحركية والتحولات الثقافية التي يعرفها العالم اليوم جراء الانفتاح والعولمة. وفي هذا السياق، قال عبد المجيد القدوري، رئيس الملتقى وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك في الدارالبيضاء، في كلمة له بالمناسبة، إن الدورة الجديدة ارتأت الجمع بين المهرجانين في تجربة جديدة خلافا للدورات السابقة، لارتباط الفنون ببعضها، ولتركيز الجهود على مهرجان واحد فقط، وبخصوص موضوع المهرجان "الهجرة والحركة والتحويل الثقافي" أكد القدوري أن "الهجرة مرتبطة بتاريخ البشرية، لأن الإنسان كان رحالا في بداياته قبل أن يستقر، والهجرة لا ترتبط بالمصلحة فقط، بل هي تلاقح بين الثقافات والحضارات، إن المهاجر ينتقل من فضاء إلى آخر مشحونا بعاداته وبثقافته، وبالتالي فإنه يساهم بقدر وافر في إغناء ثقافة وحضارة الفضاء المستقبل". وأضاف "إننا باختيارنا موضوع الهجرة والحركة والتحويل الثقافي، نؤكد أن الفن، الذي شكل ويشكل على الدوام الطليعة في المخيال الإنساني، تناول الهجرة من منظور إبداعي في وقت يعاني العالم أزمات يردها البعض إلى ظاهرة الهجرة، ومن ثمة تنشأ في البلدان المستقبلة كراهية للمهاجر والخوف منه" وأكد القدوري أن الهدف من الملتقى تكوين طلبة الكلية وإعطاء فرصة للانفتاح والاحتكاك بين المشاركين، الذين ينتمون إلى مختلف القارات، عبر المزج بين الفن المسرحي وفن السمعي البصري، كما أعلن عن تأسيس مدرسة للفنون التطبيقية، ابتداء من السنة المقبلة، تصل مدة التكوين فيها إلى خمس سنوات. ويتميز هذا اللقاء الدولي، حسب القدوري، بمشاركة أزيد من 150 مشاركا، من 12 دولة من بينها إسبانيا التي ستحل ضيف شرف على الدورة، وستشهد فعاليات المهرجان، التي ستحتضنها المركبات الثقافية "مولاي رشيد وحسن الصقلي وسيدي بليوط" تقديم عرض مسرحية، وعدد من أفلام الفيديو، بالإضافة إلى تنظيم ورشات تكوينية سينشطها مبدعون ومتخصصون في الفنون البصرية من بينهم فنانون وباحثون جامعيون. وتتشكل لجنة تحكيم الدورة، حسب المنظمين من 5 نساء فقط، في إشارة إلى الاهتمام بالدور الأساسي للمرأة في المجالين الثقافي والفني، كما سيكرم المهرجان الممثلين الشعيبية العذراوي وأحمد الصعري. من جهته، قال عبد القادر كنكاي، المنسق العام للملتقى، إن المهرجان سيشهد توقيع اتفاقية مع جامعة أورينسي بإسبانيا، قصد إنتاج العديد من الأعمال المشتركة والانفتاح على التجارب الأخرى، مشيرا إلى المهرجان دأب على توقيع مثل هذه الاتفاقيات مع عدد من الجامعات العريقة ما أسفر عن إنتاج أعمال مشتركة لعل من أبرزها العرض المشترك بين طلبة الإجازة المهنية في الأبحاث المسرحية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن امسيك في الدارالبيضاء وطلبة جامعة هانفور الألمانية، الذي افتتح فعاليات هذه الدورة، إضافة إلى إنتاج مشترك آخر جمع بين المغرب والجزائر وإسبانيا. وبخصوص الفرق المشاركة في هذه الدورة، أكد عبد الله شاكيري، المدير الفني لمهرجان المسرح، أن الدورة ستشهد تقديم 19 عرضا مسرحيا، من 12 دولة هي إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، وألمانيا، وكرواتيا، ورومانيا، والجزائر، وتونس، ومصر، والمغرب، مشيرا إلى أن هذه الدورة ستشهد مشاركة المدارس العليا للفن الدرامي إلى جانب الفرق المشاركة، إذ ستشارك لأول مرة المدرسة الملكية للفنون الدرامية من مدريد، وأكاديمية الفنون من تونس. من جانبه، أكد عبد المجيد ساداتي، المدير الفني لمهرجان السمعي البصري، أن محاور الملتقى ستعتمد على الورش التكوينية والرقص والتكنولوجيات الجديدة والتنصيبات الفنية والإنتاج، مشيرا إلى أن هذه السنة ستتميز بالمشاركة القوية لأمريكا بإضافة إلى مدارس السينما. وأوضح ساداتي، أن قرار المزج بين مهرجان فن الفيديو ومهرجان المسرح، يعود إلى عدة عوامل، من بينها كسر الحدود بين الفنون، مشيرا إلى أن من بين مستجدات هذا الملتقى، أنه تقرر دمج الفريقين، اللذين كانا يسهران على كلا المهرجانين، في سبيل عدم تشتيت الجهود.