{ خلدتم اليوم الوطني لمحاربة الروماتويد، هل هناك إحصائيات حول أعداد المرضى حاليا في المغرب ؟ للأسف، نفتقد لإحصائيات مضبوطة في هذا المجال، والأرقام التي نتوفر عليها والتي تبقى أرقاما تقريبية والتي تعود إلى حوالي 4 سنوات من اليوم، تتحدث عن كون مرض الروماتويد يصيب ما بين 0.5 و1 في المئة من الأشخاص، أي بمعنى أن هناك ما بين 150 و 300 ألف مصاب في المغرب، ونحن نعتقد بأن الرقم اليوم ، تجاوز نصف مليون مغربي يعانون في صمت وفي ألم، وهو مرض يصيب النساء أكثر من الرجال بمعدل 4 نساء مقابل رجل واحد. { هل هذا يعني بأن أعداد المرضى في ارتفاع؟ بالفعل إن هناك ارتفاعا في أعداد المرضى الجدد، عكس ما كنا نطمح إليه، وهو أن يتراجع هذا المرض، بالمقابل الأشخاص الذين يتناولون الأدوية البيولوجية الصحيحة من اجل العلاج، يتوقف لديهم المرض ولايعانون من أية تداعيات أو مضاعفات، ويختفي منسوب الألم لديهم، وهي الوسيلة العلاجية اليوم التي من شأنها التخفيف من وقع المرض وحدته على المرضى. { دأبتم على تخليد هذا اليوم من أجل لفت الانتباه إلى خطورة المرض وتداعياته على المرضى، فهل تحققت أهدافكم؟ لايمكن القول بأننا حققنا أهدافنا التي لانزال نناضل من أجلها، وهنا أود توجيه الشكر من خلال ملفكم الطبي الجاد والملتزم بالقضايا الصحية للمغاربة، للمجهودات التي تقوم بها مختلف وسائل الإعلام لمواكبة خطوات الجمعية وتطورات المرض ووقعه على المرضى، وللدعم الذي يقدمه عدد من المحسنين للمساهمة في التخفيف من آلام المتضررين، فهما سندنا الوحيد لحد الساعة، في ظل عدم التجاوب مع مطالبنا ، سيما من لدن وزارة الصحة التي لاتتفاعل معنا. أما بخصوص الأهداف ، فنعتقد بأنه قد نكون وصلنا إلى تحقيق نسبة 40 في المئة من مجموع ما سطرناه كجمعية أسست في ماي من سنة 2007 ، بغاية توفير المعلومات الواضحة حول هذا الداء للأشخاص المصابين بالروماتويد المفصلي ولعائلاتهم، التكفل العلاجي بالداء وطرق العلاج الجديدة، حتى يتمكن المرضى من تحسين جودة حياتهم، حيث تتكون الجمعية أساسا من المرضى الذين يعانون من هذا المرض، وتعمل على تقديم المساعدة الإدارية أيضا والدعم النفسي للمرضى. وهي التي ظلت تطالب منذ تأسيسها بإدخال مرض الروماتويد ضمن لائحة الأمراض المعوض عنها بنسبة 100 في المئة، إسوة بباقي الأمراض طويلة المدى. وعليه عندما سنجد أن الأدوية البيولوجية والكلاسيكية على حد سواء، هي في متناول المرضى، وعندما سيتحقق لدينا شرط التشخيص المبكر ووجود مراكز مختصة في هذا الصدد، وعندما تتسع دائرة التحسيس والتوعية، ولايكون هناك عائق أمام المرضى للولوج إلى العلاج، آنذاك ستكون أهداف الجمعية قد تحققت. { إذن أمام هذا الوضع، ما الذي توفر لحد الساعة؟ هناك بعض المكتسبات التي تم توفيرها في هذا الصدد، ومنها رفع نسبة تغطية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من 70 إلى 93 في المئة، إدماج الجمعية في البرنامج الوطني لمرض الروماتويد. لكننا بالمقابل نطمح إلى تفادي بعض العقبات ومن بينها الأجل المحدد للمرضى في حالة عدم قبول الملف المقدر ب 60 يوما، وهو توقيت مستقر خصوصا في فترة العطل، بينما القانون المطبق من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يلغي الملفات المقدمة ما بعد أجل 60 يوما. وغايتنا التكفل المسبق بالمرضى لتمكينهم من الأدوية بالنظر إلى عدم قدرة شريحة واسعة على تدبر أثمنة الدواء وانتظار التعويض، والتغطية الشاملة في وقت تُرفض بعض الملفات الخاصة بالمرضى بدون سبب مقنع. { ما هي كلفة الأدوية البيولوجية، وهل للتأخر في تناولها تأثير على صحة المرضى؟ الأدوية هي جد باهظة وتتراوح قيمتها المادية ما بين 61 و 220 ألف درهم، وعددها 5 أدوية، وفي حال التوقف عن تناولها فإن المرضى يعودون إلى وضعية الصفر، ولدينا حالات لمرضى تناولوا 3 شحنات للأدوية، شحنة كل سنة، وفي السنة الرابعة أو الخامسة رفضت ملفاتهم الأمر الذي أدى إلى تدهور وضعيتهم، وهو أمر ينطوي على خطورة بالغة، لاتأخذها المساطر الإدارية الجامدة بعين الحسبان. { كيف تتعامل مؤسسات التأمين مع المرض والمرضى؟ لكل مؤسسة خصوصياتها، وبالتالي فإن التحمل ونسبه تنطلق من طبيعة التعاقد بين مؤسسة التأمين والمؤمّن، فهي لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مثلا، محددة في 93 في المئة، وعند صندوق الاحتياط الاجتماعي تبلغ نسبة 100 في المئة، وبالتالي فإن هناك تباينا واختلافا في هذا الصدد. { ما المقصود بتجديد تحمّل المصاريف الخاصة بالمرضى ؟ تحمل المصاريف الخاصة بالمرضى، هو المطلب الذي نؤكد عليه ، وبشدة، والمتمثل في تعميم التغطية الشاملة، وبالتكفل المسبق بالمرضى وتمكينهم من الدواء عوض الانتظارية التي لها تداعياتها السلبية. { كلمة أخيرة؟ أشكر مجددا كل المنخرطين معنا في هذه الواجهة النضالية الاجتماعية، من أشخاص ومؤسسات، الذين يمنحوننا الأمل للاستمرار في مسارنا، ويمنحون ذات الأمل للمرضى، لأنه هو عنوان للحياة، وذلك دون مركب نقص، حتى يتم القطع مع حالات الهدر المدرسي، الطلاق، وكل الأحزان ...، وحتى يتسنى للمرضى الولوج الصحيح للعلاج، وعندما أتحدث عن نهاية الأحزان، فلأن كل مرض مزمن يمكن التعايش معه متى توفرت القدرة على الولوج الصحيح للعلاج ، ومتى تم تفكيك تفاصيله، وذلك حتى لايبقى المريض أسيرا للمرض وتداعياته. * رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد