يخلد المغرب يوم الأربعاء المقبل 22 يناير اليوم الوطني لمحاربة مرض"الروماتويد" الذي يصيب مابين 0.5 إلى 1 بالمائة من المغاربة، أي أن ما بين 150 ألف و300 ألف شخص، حوالي 75 بالمائة منهم نساء يعانون من الروماتويد المفصلي وهو داء روماتيزمي التهابي مزمن، من الأمراض الانضدادية التي تؤدي بالجهاز المناعي لمهاجمة المفاصل، مسببة التهابات وتدميرا لها. ومن الممكن أيضا أن يدمر جهاز المناعة أعضاء أخرى في الجسم مثل الرئتين والجلد. وفي بعض الحالات، يسبب المرض الإعاقة، مؤدية إلى فقدان القدرة على الحركة والإنتاجية. ويرتبط هذا الداء عادة باحمرار وسخونة وتورم وألم عند الملمس، ويمكن أن يصيب الالتهاب أي مفصل لكن الأكثر إصابة هي التي تتحمل وزن الجسم أي الأرجل والركبة والأرداف والعمود الفقري كما يمكن أن يصيب مفاصل اليد. وتتسبب التهابات المفاصل والآلام الحادة المصاحبة لها في عدم قدرة المريض على استعمال المفاصل الطبيعية المصابة وهو ما يؤدي إلى العجز عن الحركة، وحسب المعطيات المتوفرة لدى الجمعية المغربية لمحاربة مرض "الروماتويد"، فإن هذا المرض يفضي إلى تدهور خطير في جودة حياة المرضى كما أنه يقلص من أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات. فيما تكون الكلفة الاقتصادية والآثار الاجتماعية للمرض كبيرة، فهو يؤدي إلى إعاقة و آثار نفسية ومهنية خطيرة على المريض وتتجاوز هذه المعاناة المرضى لتنعكس على أفراد عائلاتهم ومحيطهم الأسري كله وخاصة الأطفال. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن هذا المرض يقلل العمر المتوقع عند الولادة ب 5 إلى 10 سنوات، كما أنه يدمر حياة الزوجية ل 10 بالمائة من المصابين الذين يصلون إلى الطلاق بينما يتسبب في توقف 50 بالمائة من المرضى عن العمل. بالإضافة إلى ذلك يجد المرضى صعوبة في الولوج إلى العلاج بسبب غلائه والظروف الاجتماعية للمصابين بهذا المرض، إذ أن 7500 من المرضى معوزين، ينضاف إلى ذلك أن الأعراض الجسدية للمرض (تورم المفاصل والألم وتيبّس المفاصل في الصباح والتعب العام) تؤثر على استقلالية المريض والاعتماد على ذاته وكذلك الاحتفاظ بوظيفته، حيث تشير التقديرات إلى أن حوالي ربع المصابين بالمرض يتوقفون عن العمل خلال فترة 5 أعوام من الإصابة الأمر الذي بدوره يؤثر سلباً على الاقتصاديات الوطنية. ولتقديم الدعم والمساعدة لهذه الفئة من المرضى، تأسست سنة 2007 الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد، وهي جمعية للمرضى تهدف إلى توفير المعلومات الواضحة حول هذا الداء للمصابين به وعائلاتهم، إلى جانب توضيح طرق التكفل العلاجي بالداء وتوعية المرضى بطرق العلاج الجديدة حتى يتمكنوا من تحسين جودة حياتهم، كما تقدم أيضا المساعدة الإدارية والدعم النفسي للمرضى. ومنذ نشأتها تطالب الجمعية بإدخال مرض الروماتويد ضمن لائحة الأمراض المعوض عنها ب 100 بالمائة كباقي الأمراض الطويلة المدى. فبالرغم من وجود "علاجات بيولوجية" جد فعالة إلا أنها تبقى مكلفة وتصل إلى (150 ألف درهم) ما يتطلب تغطية صحية، لذلك يضغط الفاعلون في هذا المجال في اتجاه توسيع التغطية الصحية لتشمل هذه العلاجات البيولوجية. وبمناسبة اليوم الوطني لمحاربة مرض الروماتويد، دعت الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد الجهات المعنية بتغطية شاملة لهذا المرض الذي يمس العديد من المغاربة خاصة وأن أثمنة الأدوية تثقل كاهل المرضى الذين ليس لهم سبيل آخر للجوء إليه ما عدا هذا النوع من الجمعيات التي عن طريقها قد تجد الدعم النفسي والصوت الذي ينادي ويدافع عنهم. هذا وأسفرت المجهودات المبذولة من طرف الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد إلى ارتفاع نسبة التعويض من 70 بالمائة إلى 93 بالمائة، في انتظار التغطية الشاملة للمرض وشمولها حتى العلاجات الجديدة.