ناشدت "الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد" مؤسسات التعويض والتأمين الصحي في المغرب بتوفير تغطية صحية جيدة، خلال ندوة صحفية، نظمت، مساء الجمية الماضي بالدارالبيضاء، بمناسبة إحياء الجمعية لليوم العالمي للروماتويد، الذي يمس أزيد من 350 ألف حالة، تشكل النساء فيها نسبة 80 في المائة. وأفادت ليلى نجدي، رئيسة الجمعية، أن المرضى يعانون رفض الاستجابة لطلباتهم بالتعويض عن المصاريف العلاجية بالأدوية البيولوجية الجديدة، من قبل بعض هيئات التعويضات الاجتماعية الصحية، رغم حظوة هذه الأدوية بموافقة من وزارة الصحة. وناشدت نجدي مؤسسة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إعادة النظر في المدة المسموح بها لإيداع ملفات المرض، مذكرة بانتقال نسبة التغطية لدى الصندوق من 70 في المائة إلى 73 في المائة. وذكرت نجدي، في تصريح ل"المغربية"، أن مرضى الروماتويد، الذين لا يتوفرون على أي نوع من التغطية الصحية الإجبارية، يتابعون علاجاتهم في المستشفيات في إطار نظام المساعدة الطبية "الراميد"، مع إدراج المرض ضمن مخطط وطني تشرف عليه وزارة الصحة. ولم تستطع نجدي تحديد عدد المعوزين المستفيدين من البرنامج الوطني، لغياب إحصاء وطني من قبل الوزارة الوصية، مشيرة إلى أن المرضى يعجزون عن تحمل الكلفة المالية الباهظة للعلاجات الجديدة، في ظل مجموعة من معيقات التعويض الصحي، ما يضطر الأطباء إلى وصف علاجات تقليدية، تشكل خطرا جديدا على صحتهم، لمضاعفاتها الخطيرة، وتسببها في أمراض، مثل السكري وأمراض القلب والشرايين. في السياق نفسه، قال محمد صالح بنونة، رئيس اللجنة العلمية للجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد، إن العلاجات الجديدة تساهم في وقف تطور المرض ووقاية المصابين من العجز الحركي الناتج عن تدمير مفاصلهم، داعيا المسؤولين إلى إيلاء الأهمية الضرورية للتشخيص المبكر والعلاج المناسب، والتكفل الطبي المناسب، موازاة مع غلاء كلفة العلاج. من جهة أخرى، أوضحت نجدي أن الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد حظيت بشراكة مع الجمعية المغربية للنساء والرياضة والثقافة، برئاسة العداءة فاطمة عوام، التي قالت إنها تساند الجمعية وتقدم لها المساعدة، لإخراج المرضى من دائرة التفكير في المرض، وخلق أجواء جديدة للرفع من معنوياتهم، بالمشاركة في أنشطة رياضية وثقافية تساعدهم على نسيان الأثر السلبي للمرض. وتخلل اللقاء عرض شريط لمجموعة من شهادات المرض، قدمت خلالها نساء مصابات مشاكلهن في مواجهة المرض، وتبعاتها النفسية والسوسيواقتصادية، إذ منهن من تسبب في طلاقها وفي استبعادها اجتماعيا، وبين من حال دون زواجها، وتعرضها للإهانة والعنف اللفظي. وتأتي هذه التشوهات نتيجة التهابات المفصل والآلام الحادة المصاحبة له، التي تؤدي إلى عدم قدرة المريض على الاستعمال الطبيعي للمفاصل المصابة، ما يؤدي إلى العجز، الذي يختلف تبعا لشدة الالتهاب والمفصل أو المفاصل المصابة. وكشفت الشهادات أن الداء يشكل عبئا على المستوى الاجتماعي، لمسؤوليته عن توقف مزاولة المصابين لنشاطهم المهني في غضون 3 سنوات الأولى من الإصابة، ومسؤول عن ارتفاع معدلات الطلاق والهدر المدرسي، خاصة لدى الفتيات، قصد الاهتمام ورعاية أمهاتهن المريضات. يشار إلى أن الروماتويد المفصلي عادة ما يرتبط باحمرار وسخونة وتورم وألم عند الملمس. ويمكن أن يصيب الالتهاب أي مفصل من جسم الإنسان، لكن أكثرها إصابة، هي التي تتحمل وزن الجسم، مثل الأرجل والركب والأرداف والعمود الفقري، كما يمكن أن يصيب مفاصل اليد. ويشكل الروماتويد المفصلي إشكالية حقيقية للصحة العمومية بالمغرب، إذ تفيد التقديرات أنه يصيب بين 0.5 و1 في المائة من السكان، أي 175 ألفا إلى 350 ألف شخص بالمغرب. ويتميز المرض، الذي يصيب المناعة الذاتية، بآلام يرافقها تورم في المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى العجز الكلي، إذ يفضي إلى تدهور خطير في جودة حياة المرضى، كما يقلص من أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات.