يعاني ما بين 150 ألفا و350 ألف شخص بالمغرب من مرض الروماتويد المفصلي، وتتفاقم معاناة هؤلاء بسبب غياب التكفل الصحي بهم. تقول ليلى نجدي، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي، «لا بد من تصنيف داء الروماتويد المفصلي ضمن خانة الأمراض طويلة الأمد التي من الواجب التكفل بها بالكامل من قبل الهيئات المكلفة بالتغطية الصحية الإجبارية، كما هو الشأن بالنسبة للأمراض الأخرى»، وذلك راجع، تضيف نجدي، إلى خطورة هذا المرض الذي يصيب جميع أعضاء الإنسان، والذي يعتبر علاجه جد مكلف بالنظر إلى نوعية الحقن التي تعطى للمرضى والتي يصل ثمنها إلى 12 مليون سنتيم. ونبهت رئيسة الجمعية، في ندوة صحفية نظمت الأربعاء الماضي بالدار البيضاء في موضوع «من السلبية إلى التدبير الفاعل، حالة المرضى المصابين بالروماتويد المفصلي»، إلى المشاكل التي يواجهها مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي الذين تستقبلهم الجمعية والذين غالبيتهم لايستطيعون احتمال تكاليف العلاج باهظة الثمن، لهذا طالبت بضمان أحقيتهم في العلاج بالمجان وإعفائهم من أداء النسبة المتبقية المفروضة على المؤمن عليهم في القطاع الخاص. من جهته، أكد الدكتور محمد صلاح بنونة، رئيس اللجنة العلمية للجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد، أن مرض الروماتويد المفصلي يطال ما بين 150 ألفا و350 ألف شخص بالمغرب، أي ما نسبته 38 في المائة من الروماتيزم الالتهابي المزمن، وأوضح بنونة، أن هذا المرض يمس أربع مرات النساء أكثر من الرجال ويظهر عموما ما بين 35 و45 سنة. كما أشار المتحدث إلى أن المشكل في المغرب ليس التشخيص ولكن العلاج، فدواء ميثوتريكسات الضروري للعلاج ليس متوفرا كعقاقير، كما أن مخزون الحقن المتوفرة يعرف نفادا في الصيدليات وهذا ما سيشكل خطورة على المصابين بهذا المرض مستقبلا خاصة المعوزين منهم. وحسب أحد المصابين بهذا المرض فإن معاناتهم مع المرض كبيرة بالنظر إلى المشاكل التي تتسبب فيها الإصابة به، فمثلا راجي عبد الوهاب، الذي بسبب إصابته بالروماتويد حرم من عمله وأصبح يعاني نفسيا واجتماعيا وماديا، يقول إنه لا يجد مصاريف للاستمرار في العلاج الذي أنهك عائلته، كما شرح الكيفية التي يؤثر بها المرض على مفاصل الشخص ويجعل أي حركة يقوم بها تشكل عناء عليه، حتى إنه يخال نفسه شيخا يبلغ من العمر أكثر من 80 سنة، فالمرض، يقول الراجي، يأكل العظام والمفاصل وتزداد حدته في حالة لم يعالج ولم يأخذ الحقنة التي تحد من انتشاره نوعا ما. وحسب آخر الإحصائيات يشكل الروماتويد المفصلي إشكالية حقيقية للصحة العمومية بالمغرب، فوفق التقديرات الحالية فإن الروماتويد المفصلي يصيب بين 0.5 و1 في المائة من الساكنة، ويتميز هذا المرض، الذي يصيب المناعة الذاتية، بآلام يرافقها تورم في المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب، وفي بعض الأحيان يؤدي هذا المرض إلى العجز الكلي، كما أنه يقلص أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات.