بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب المفاصل، نظمت الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي ندوة صحفية تحت شعار " الروماتويد المفصلي: متى تصبح التغطية الصحية كاملة ؟ .تحت مصطلح " التهاب المفاصل " تجتمع أمراض التي من خصائصها الرئيسية يوجد الالتهاب وزيادة حجم المفاصل التي تغدو مؤلمة ومتصلبة. التهاب المفاصل الناجم عن تدهور الغضروف والتهاب المفاصل الروماتويدي، المعروف بالروماتويد المفصلي، يشكلان مرضان أساسيان ضمن هذه الأمراض. وفي مواجهة تصاعد حالات الإصابة بهذا المرض الخطير والمزمن في العالم، انطلق كجواب، تخليد اليوم العالمي لالتهاب المفاصل. وقد نجح هذا اليوم منذ إقراره، قبل بضع سنوات فقط، في تحقيق الشعبية المطلوبة. وهو الآن يجمع الملايين من الناس، عبر كل أنحاء المعمور، بما في ذلك قادة الرأي والمهنيين ومقدمي العلاجات الصحية، وسائل الإعلام، الأشخاص المصابين بالروماتويد المفصلي، والرأي العام. أما الهدف فيتجلى في الإخبار، والتحسيس بل وتحذير الناس من خطورة الروماتويد المفصلي. بلدنا بدوره ليس في منأى عن هذه المشكلة الصحية، فوفقا للتقديرات الحالية، يصيب الروماتويد المفصلي مابين 87.000 و350.000 شخص في المغرب. وبالنسبة للدكتور محمد صالح بنونة، طبيب اختصاصي ورئيس الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي، فإن " الاحتفال بهذا اليوم يسمح بالتفكير في تداعيات هذا المرض، والوقوف على حصيلة التدابير المتخذة لحماية المرضى واستشراف الإمكانيات من أجل أفضل تغطية صحية". في السياق المغربي، لا يستفيد هذا المرض من مستوى الوعي المطلوب لدى عامة الناس. وهكذا، لا يتم اكتشاف هذا المرض عموما إلا في مراحل متقدمة جدا وتحد التعقيدات من حظوظ نجاح العلاجات. ومع ذلك، تتوفر حلول بأسعار معقولة وفعالة وهي : التشخيص المبكر والتكفل الطبي الملائم. ومن هنا تبرز فائدة تكثيف خطوات الإخبار والتحسيس الموجهة لعموم المواطنين حول داء لا يزال غير معروف بالشكل الأمثل". وفيما يخص تحسين تشخيص المرض، فإن الجمعية تحيي الجهد المفعم بالمواطنة لمعهد باستور في المغرب، والذي منح مؤخرا تخفيضا في أسعار التحاليل الطبية اللازمة للمرضى المتصابين بالروماتويد. "هذه المبادرة الرمزية هي خطوة أولى نحو معرفة أفضل للمرض في المغرب ومرور سهل، خاصة للمرضى الفقراء الذين لا يتوفرون على تغطية صحية" يؤكد الدكتور بنونة. بيد أن هذه التعبئة لا نستشعرها لدى جميع الهيئات المعنية. فالروماتويد المفصلي لا يتم تقديره بنفس درجة الأمراض الخطيرة والمزمنة الأخرى. " فعلى سبيل المثال، قام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بتوسيع تغطيته الطبية للأمراض الطويلة الأمد إلى 98 ٪ دون إدخال الروماتويد المفصلي. هذه المنظمة المختصة في التعويض لاتزال تضع مآسي المرضى في الزوايا الأكثر ظلمة من اهتماماتها. ومن البديهي أن المريض الذي يستمر في دفع ثمن الظلم الذي توقعه عليه التذكرة المخفضة من صحته ومن التسديد المسبق للأدوية ، "يضيف الدكتور بنونة. إزالة التذكرة المخفضة بنسبة 30 ٪ المفروضة على المنخرطين المرضى هو ضرورة حيوية. وبصرف النظر عن تسببه في تدهور ملحوظ في نوعية حياة للمرضى، يخفض هذا المرض أمد الحياة ب 5 إلى 10 سنوات. وأكثر من ذلك، فهو يشكل عبئا اجتماعيا كبيرا. ثمة أشخاص توقفوا عن مزاولة نشاطهم المهني خلال الثلاث سنوات الأولى من المرض، وأطفال لمرضى يعانون من الروماتويد المفصلي توقفوا عن الدراسة وأزواج تطلقوا أيضا بسبب هذا المرض. باختصار، فإن التكاليف غير المباشرة تكون أكبر من التكاليف المباشرة لهذا المرض. ومن الناحية الاقتصادية، لابد أن يعي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أنه بعلاجه لهذا المرض في مراحله المبكرة، يمكن أن يوفر مصاريف كبيرة في العلاجات وعمليات التكفل الطبي المستقبلية للمرضى. من جهة اخرى ، ينبغي على هذا الجهاز أن يعجل بالتكفل العلاجي المسبق للنفقات الطبية، حيث يتعين لزانا على المرضى لحد الآن دفع مبالغ خيالية من جيوبهم لينتظروا عملية استردادها التي تتأخر في غالب الأحيان. ولابد من توفير حل على وجه السرعة حتى يتجنب المريض هذا الدفع المسبق وترك تسوية التكاليف العلاجية بين الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصيدلية. أخيرا، وعلى غرار باقي المرضى المصابين بأمراض مزمنة، فإن سؤال الضريبة على القيمة المضافة المفروضة على الأدوية يبقى ذو راهنية كبيرة بالنسبة للروماتويد المفصلي. هذه الضريبة على القيمة المضافة لابد أن يتم إلغاؤها أو تعويضها بضرائب أخرى تقتطع من الممتلكات الفاخرة أو السجائر ولمواجهة هذه الحالة الفوضوية، فإن أصوات التنديد والسخط من أعضاء الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي ما فتئت تعلو أكثر فأكثر. ولحد الآن، فإن عزاءهم الوحيد يبقى هو تخفيض الأسعار التي قدمها معهد باستور على بعض التحاليل الطبية. وللإستفادة، سوف تقدم بطاقة العضوية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب المفاصل. هذه المبادرة النبيلة ستخفف بالتأكيد من المعاناة غير المنقطعة التي يتحملها مواطنونا المرضى.