يصيب التهاب المفاصل 1 في المائة من المغاربة، ويقدر عدد المصابين بهذا المرض بحوالي 500 ألف حالة، وتمثل النساء 80 في المائة من المصابين. ويحتل التهاب المفاصل 38في المائة من الالتهابات الروماتيزمية المزمنة، ويبدأ بين سن 35 و45 سنة في أوروبا، في حين يظهر في المغرب بين 35 و40 سنة، وأن العلاج يجب أن يكون في الثلاثة أشهر الأولى من الإصابة، هذا ما تم تأكيده خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم، أول أمس الاثنين بالدار البيضاء، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب المفاصل الذي يصادف 12 أكتوبر من كل سنة. ويعتبر مرض التهاب المفاصل المسبب الرئيسي للإعاقة بالنظر إلى التدميرات والتشويهات المفصلية والعظمية التي يحدثها والمرتبطة شدتها بعوامل جينية وبيولوجية. ويعد الروماتويد المفصلي مشكلا حقيقيا للصحة العمومية بالمغرب، حسب ما أكدته نجية حجاج حسوني، رئيسة قسم أمراض الروماتيزم بمستشفى محمد عياشي بسلا، إذ إن الروماتويد المفصلي يصيب عددا كبيرا من الأشخاص في المغرب. ويتسبب هذا الداء في تدمير المناعة الذاتية ويتسبب في الأوجاع والآلام مع تورم المفاصل، ما يؤدي إلى صعوبة في الحركة ثم تشوه وفي بعض الأحيان توقف تام، وهو يفضي إلى تدهور شديد لنوعية حياة المرضى كما أنه يخفض من أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات. والمغرب، وعلى غرار البلدان الأجنبية، تقول نجية حجاج حسوني، ليس بمنأى عن التهديد الصحي الذي يشكله الروماتويد المفصلي، وفضلا عن الإعاقة التي يتسبب فيها المرض فهو يمثل ثقلا اجتماعيا كبيرا، إذ يعد مسؤولا عن توقف الأنشطة المهنية منذ السنوات الثلاث الأولى من الإصابة بالمرض، كما أنه مسؤول عن ارتفاع معدل الطلاق والهدر المدرسي خاصة لدى الفتيات الصغيرات اللواتي يفضلن عدم الذهاب إلى المدرسة والعمل على الاعتناء بأمهاتهن. وفي حالة الخضوع لعلاج مبكر للمرض يمكن الحد والوقاية من الإعاقة عند النساء بالمغرب، التي تمثل الشريحة الأكثر إصابة بهذا المرض، بنسبة 80 في المائة، ويمكن الحد من الهدر المدرسي عند أبناء المصابات بنسبة 20 في المائة، وأضافت حجاج حسوني أنه كلما كان التشخيص مبكرا كلما كان العلاج مناسبا وبأقل تكلفة. ودعا المتدخلون في الندوة إلى المساهمة في التكوين المستمر للأطباء العامين وتزويد الأطباء الأخصائيين بالمستجدات المتعلقة بالتكفل بمرض التهاب المفاصل. وأكد المختصون أنه يتم حاليا وضع سجل لمرض التهاب المفاصل بالمغرب بفضل شراكة بين هذه المختبرات والجمعية المغربية للأمراض الرثية. وتجدر الإشارة إلى أنه سيطرح في السوق المغربي، ابتداء من السنة المقبلة، دواء حديث لعلاج التهاب المفاصل «توسيليزوماب»، حيث يكون أكثر فعالية كلما بوشر العلاج في الشهور الأولى من المرض. ويمكن الدواء الجديد من تغيير مسار الروماتويد المفصلي باستباق خلل المفاصل المبكر المسؤول على التشوه وإعاقة المريض في مراحل متقدمة منه، إذ يعيق تطور المرض ويوقف تدمير المفاصل، تقول الدكتورة نجية حجاج حسوني: «أبانت خلاصات خمس دراسات سريرية خاصة بهذا العلاج عن نجاعته وفعاليته. فهذا الدواء يفرض نفسه حاليا كخيار واعد في علاج الروماتويد المفصلي».