سيطرح في السوق المغربي ابتداء من سنة 2010 دواء حديث لعلاج التهاب المفاصل «الروماتويد المفصلي»، يدعى «توسيليزوماب»، وهو يعتبر أهم علاج لالتهاب المفاصل حيث يكون أكثر فعالية كلما بوشر العلاج في الشهور الأولى من المرض. ويمكن الدواء الجديد من تغيير مسار الروماتويد المفصلي باستباق خلل المفاصل المبكر المسؤول على التشوه وإعاقة المريض في مراحل متقدمة منه، إذ يعيق تطور المرض ويوقف تدمير المفاصل، تقول الدكتورة نجية حجاج حسوني، رئيسة مصلحة الروماتيزم بمستشفى العياشي بسلا :«أبانت خلاصات خمس دراسات سريرية خاصة بهذا العلاج عن نجاعته وفعاليته. فهذا الدواء يفرض نفسه حاليا كخيار واعد في علاج الروماتويد المفصلي». ويصيب التهاب المفاصل بين 0.5 و1 في المائة من الأشخاص، حسب الدكتورة نجية حجاج حسوني، أي 175 ألف شخص إلى 350 ألفا بالمغرب، كما يخفض من أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات. وهو بذلك يشكل مشكلا حقيقيا للصحة العمومية في المغرب، وفق التقديرات الحالية والدراسات التي أنجزتها ونشرتها مصلحة الروماتويد بمستشفى العياشي بسلا. ويتسبب التهاب المفاصل في تدمير المناعة الذاتية وفي الأوجاع والآلام مع تورم المفاصل، وهو ما يصعب على المريض الحركة وقد يتطور إلى تشوه وفي بعض الأحيان إلى شلل تام، وبالتالي تتدهور نوعية حياة المرضى. ويبقى الدواء الجديد أقل تكلفة بالمقارنة مع تكاليف الرعاية الطبية الناجمة عن العلاجات المتبعة بالمغرب في معظم الحالات، وفق الدراسات الصادرة عن مستشفى العياشي، وينبغي أن تترجم مقاربة الجودة الموصى بها من قبل منظمات السداد لفائدة مستفيدي القطاع الخاص بأفضل معدل لتغطية تكاليف الأدوية. ويعد التهاب المفاصل أو الروماتويد سببا في الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة الأخرى والقاتلة أحيانا، مثل أمراض القلب والشرايين وجلطة القلب الحادة وفقر الدم والتعب، ولهذه الأسباب شددت توصيات الرابطة الأوروبية لمحاربة داء الروماتيزم «أولار»، في نسختها لهذه السنة، على ضرورة الشروع مبكرا في العلاجات الأساسية التي تحد من التطور الخطير لهذا الداء، وتم التشديد على العلاجات الحديثة التي يأتي «توسيليزوماب» في مقدمتها.