أفادت مصادر مطلعة أن مؤسسة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ستعقد، اليوم الثلاثاء، اجتماع مجلسها الإداري، الذي سيحدد خطة العمل المستقبلية والقرارات المزمع اتخاذها، وتحديد أنواع أخرى من الأمراض، التي ستدرج ضمن قائمة الأمراض المسترجعة لقيمة العلاج..إلى جانب نقط عديدة في جدول عمل الاجتماع. وأوضحت مصادر "المغربية" أن قرابة 350 ألف مصاب بداء الروماتويد المفصلي (الروماتيزيم) في المغرب، يترقبون نتائج الاجتماع المذكور، وينتظرون تجاوب المسؤولين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مع مطالب المصابين بالداء. ويطالب المرضى، المنضوون في "الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد المفصلي"، بإدراج الداء ضمن الأمراض المزمنة والخطيرة، ليستفيدوا من تكفل صحي شامل بنسبة 100 في المائة، وإعفائهم من الأداء المسبق لقيمة الولوج إلى العلاجات. وتابع عدد من المتتبعين والمهتمين لجوء عدد من المصابين إلى المواقع الإلكترونية للتعبير عن معاناتهم في رحلة البحث عن سبل للحصول على الدواء، واسترجاع قيمة النفقات، إذ وظفت عدد من المصابات المغربيات موقعي "اليوتوب" و"الفيس بوك" للحديث عن معاناتهن مع المرض، والمشاكل الاقتصادية، التي تعترضهن للحصول على الدواء، والمشاكل الاجتماعية المترتبة عن ذلك. واستخدمت المصابات الشبكة العنكبوتية لتبادل مشاكلهن مع عدد من المصابين عبر العالم، في محاولة للفت انتباه المسؤولين وعامة الناس إلى تفهم مشاكلهن، والتضامن معهن في حملة التحسيس بضرورة تمتيعهن بالتغطية الشاملة لكل العلاجات المرتبطة بالداء. وتقدر "الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتوييد المفصلي" عدد النساء المصابات بالمرض في المغرب بحوالي 150 ألف مريضة، يعتبرن أكثر المتضررين من المرض ومن تبعاته الاجتماعية. وخلصت نتائج دراسة سابقة، أنجزتها الجمعية المذكورة، إلى أن الداء يتسبب في تدمير الحياة الزوجية لكثير من المصابين، وأنه وراء 10 في المائة من حالات الطلاق وسط المصابين، كما يتسبب في توقف 50 في المائة من المصابين عن العمل، وفي انقطاع أطفالهم عن الدراسة، وفي خفض مدة العمر المتوقع عند الولادة، ب 5 إلى 10 سنوات. وقال محمد صالح بنونة، رئيس "الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتويد المفصلي"، ل"المغربية"، إن الجمعية تسعى إلى إقناع المسؤولين عن مؤسسات التدبير الصحي بإدراج مرض الروماتويد المفصلي ضمن الأمراض المزمنة والخطيرة، التي يحتاج المصابون بها إلى شملهم بالتغطية الصحية الإلزامية الكاملة. وذكر أن المصابين، المقدر عددهم ب 350 ألف شخص على الصعيد الوطني، يواجهون صعوبات متنوعة، بفعل ارتفاع تكلفة العلاج، مع عدم استفادتهم من تكفل علاجي مسبق، وارتفاع الضريبة على القيمة المضافة على الأدوية، إذ يكلف المرض إنفاق ما بين 7 و8 ملايين سنتيم سنويا، للولوج إلى الأدوية من الجيل الثالث، وإجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية والصور الإشعاعية. وأشار الأخصائي ذاته إلى أن التكلفة المرتفعة للأدوية تعود إلى حداثة ابتكارها، وخلوها من الأعراض الجانبية للأدوية الكلاسيكية، المتوفرة بأثمنة مقبولة في الصيدليات، وأغلبها ترتكز على مادة "الكورتيزون"، ذات الآثار الجانبية على باقي أعضاء الجسم، مبينا أنه في ظل غلاء الأدوية الحديثة، يجد الأطباء أنفسهم مضطرين لوصف الأدوية الكلاسيكية، لأنه لا خيار أمامهم. وأضاف بنونة أن خطورة المرض، وانعكاساته الصحية والاجتماعية تحتم إعفاء المصابين من التسديد المسبق للأدوية، وإزالة التذكرة المخفضة للنفقات الطبية بنسبة 30 في المائة، بالنظر إلى أن أغلب المصابين من الطبقة الفقيرة أو المتوسطة، ومن غير المشمولين بالتغطية الصحية الإجبارية. وتحدث بنونة، باعتباره أخصائيا في علاج أمراض الروماتيزم والمفاصل والعمود الفقري، عن أن المرض يحول المريض من إنسان سليم إلى معاق، إذ يدمر العظام والمفاصل في ظرف سنتين، فيعجز المريض عن الحركة، دون الاستعانة بمساعدة الآخرين. ويعرف مرض "الروماتويد" بأنه أحد الالتهابات المزمنة، التي تنشأ عن خلل في الجهاز المناعي للجسم، يصيب الأغشية المبطنة للمفاصل، خاصة الصغيرة، مثل مفاصل اليدين والرسغين، وفي الحالات المتقدمة، يزيد الوضع ويتفاقم ليحدث تلفا تدريجيا للمفاصل، واعوجاجا وتشوها في بعضها. ويتميز مرض "الروماتويد" بأنه يبدأ تدريجيا بتيبس والتهاب مفاصل اليدين والساقين، يليه حدوث انحراف في مسار اليد عكس مساره الطبيعي، مع حدوث خلع في مفاصل اليد، والشعور بآلام متواصلة، خاصة أثناء النوم. كما يتسبب في فقدان حركة المفصل، وأخيرا، إصابة المفاصل في أنحاء متفرقة من الجسم بتشوهات، مثل مفاصل اليدين والركبتين والكاحلين والرقبة والحوض، ما يعجل بعدد من المصابين إلى الدخول إلى عالم الإعاقة.