يواجه كثير من المصابين بداء الروماتوييد المفصلي، المنتمين ل"الجمعية المغربية للروماتوييد المفصلي" صعوبات متعددة للوصول إلى العلاجات ذات الجودة العالية والمتطورة، المتوصل إليها عبر بحوث علوم البيوتقنيات، بسبب غلاء ثمنهامغاربة يدخلون عالم الإعاقة بسبب عجزهم عن التشافي من داء الروماتوييد المفصلي وذلك في ظل عدم تمتع شريحة عريضة من المصابين بالتغطية الصحية عن المرض، بينما يعاني المؤمنون منهم مشاكل مالية لأداء الثلث المؤدى عنه. ذكرت مصادر من جمعية المرضى ل"المغربية"، أن المصابين بالداء يواجهون صعوبات للولوج إلى الأدوية، لعجزهم في غالب الأحيان عن الاستمرار في أداء الثلث المؤدى عنه، والمحدد في 10 في المائة، في ظل ضرورة انتظارهم التوصل بالتعويض، ما يؤثر على ميزانياتهم، لدرجة أن كثيرا منهم يضطرون للتوقف عن العلاج، علما أن المصاريف السنوية تتراوح ما بين 7 و8 ملايين في السنة، ضمنها الاختبارات المخبرية والفحوصات. ويطالب المصابون بداء الروماتوييد المفصلي، حسب ما تحدث عنه محمد صالح بنونة، رئيس "الجمعية المغربية للروماتويد المفصلي"، ل"المغربية"، بضرورة العمل على تحسين النصوص المنظمة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لإدماج الثلث المؤدى عنه، وتمتيع جميع المصابين بالتغطية الصحية الشاملة، لأن كثيرا من المصابين لا يخضعون لأي نظام تعويضي عن الصحة، وينتمون إلى طبقات تشكو مشاكل مالية واجتماعية. وأوضح محمد صالح بنونة، أن أغلب المصابين بالداء في المغرب، لا يلجون إلى العلاجات الحديثة للداء، لغلاء ثمنها، رغم أن الدراسات المنجزة حولها، أثبتت نجاعتها في التقليص من مضاعفات المرض. تفاديا للإعاقة وتكمن نجاعة هذه الأدوية، حسب المصدر ذاته، في أنها تعمل بشكل إيجابي على التخفيف من عبء المرض لدى المصابين، وخفض تكاليفه المباشرة في إضعاف الإنتاجية، وفي الرفع من جودة الحياة، وتأجيل دخول المصابين بها إلى عالم الإعاقة. وذكر محمد بنونة أن المرض يشكل مشكلة صحة عمومية في بلدان المغرب العربي، حسب ما كشفت عنه مجموعة من المداخلات الطبية في لقاء سابق، شاركت فيه "الجمعية المغربية للروماتويد المفصلي"، أسفر عنه اتخاذ قرار تأسيس "فيدرالية مغاربية للروماتويد المفصلي"، تمهيدا لإنجاز دراسة إقليمية لتقييم الأثر الحقيقي للمرض على ميزانية أنظمة الصحة المغاربية، بغية توحيد استراتيجية محاربة هذه الآفة، التي ما تزال غير معروفة بشكل جيد، تبعا لأن للمرض أثرا اقتصاديا سلبيا على ميزانيات الصحة في الدول المغاربية في مجال التكفل بعلاج الروماتويد المفصلي. ويعتبر أطباء الجمعية المذكورة مرض "الروماتويد" أنه مرض مزمن، يمكن له أن يتطور بشكل خطير، إذا لم يأخذ المصاب العلاج المناسب له في الوقت المناسب، إذ أنه من الأمراض التي يقال إن أول علاجاتها الناجعة، تشخيصها المبكر. . ومن أهم أعراض المرض، انتفاخ المفاصل، وتشوهها أو توقفها عن العمل، حسب الحالات، من أهم المفاصل التي يمسها المرض، مفاصل اليدين والرجلين، وباقي الأعضاء، ما قد يؤدي إلى الإعاقة. ويؤكد المتخصصون أن المرض يصيب الإناث أكثر من الذكور بنسبة 31 في المائة، بينما يظل السبب الأساسي غير معروف حتى لدى الباحثين في المجال، في الوقت الذي تشير فيه بعض الدراسات الطبية إلى عمل جهاز المناعة ضد أنسجة الجسم من ضمنها المفاصل. ويعرف مرض "الروماتويد" بأنه أحد الالتهابات المزمنة التي تنشأ عن خلل في الجهاز المناعي للجسم، يصيب الأغشية المبطنة للمفاصل، خاصة الصغيرة، مثل مفاصل اليدين والرسغين، وفي الحالات المتقدمة من المرض يزيد الوضع ويتفاقم، ليحدث تلفا تدريجيا للمفاصل، واعوجاجا وتشوها في بعضها. التهاب المفاصل ويتميز مرض "الروماتويد" بأنه يبدأ تدريجيا بتيبس والتهاب مفاصل اليدين والساقين، يليه حدوث انحراف في مسار اليد عكس مساره الطبيعي، مع حدوث خلع في مفاصل اليد مع الشعور بآلام متواصلة، خاصة أثناء النوم، كما يتسبب في فقدان حركة المفصل، وأخيرا إصابة المفاصل في أنحاء متفرقة من الجسم بتشوهات، مثل مفاصل اليدين والركبتين والكاحلين والرقبة والحوض. ويجدر بالذكر أن "الجمعية المغربية للروماتويد المفصلي" تعتبر أول جمعية مدنية طبية تعنى بالداء المذكور، جل أعضائها من المصابين بالروماتويد المفصلي، إلى جانب أطباء يطمحون إلى تخفيف ألم الإصابة بالداء على المصابين، من خلال تحسيس المسؤولين بأهمية إدراج علاجات المرض ضمن لائحة الأدوية المسترجعة مصاريفها. ويعود تأسيس الجمعية إلى شهر ماي 2007، استطاعت خلالها، بشهادة أعضائها المرضى، أن تراكم تجربة من خلال تنظيمها لسلسلة من الأنشطة.