يترقب عدد من الأطباء المختصين في علاج الأمراض المرتبطة بداء الروماتوييد المفصلي، الذي يطلق عليه عامة الناس "برودة المفاصل"، أو "الروماتيزم"، الترخيص النهائي لتسويق دواء "توسيليزوماب"، من قبل وزارة الصحة، كعلاج من الجيل الثالث، خلال أبريل الجاري، ردا على ملف رفعه مختبر "روش" لصنع الأدوية - فرع المغرب، إلى وزارة الصحة. وذكرت مصادر طبية، ل"المغربية"، أن وزارة الصحة منحت ترخيصها الأولي بتسويق هذا العلاج الجديد في المغرب، بعد مراجعة الدراسة العلمية حول الدواء، إلا أن تسويقه في الصيدليات تأخر بسبب استمرار المفاوضات بين الوزارة والمختبر الصيدلي حول السعر بالنسبة إلى العموم. ويوجد الدواء الجديد على شكل حقن، تكلف ما بين 60 و70 ألف درهم سنويا، ويرتقب أن يسترجع المرضى المنخرطون في تعاضدية الضمان الاحتياط الاجتماعي 90 في المائة من مصاريفه، واسترجاع 70 في المائة بالنسبة إلى المنخرطين في مؤسسة الضمان الاجتماعي، بينما يظل الإشكال مطروحا بالنسبة للمرضى، الذين لا يتوفرون على أي نوع من التغطية الصحية. وقالت البروفيسور فدوى علالي، أخصائية في علاج أمراض الروماتوييد في مستشفى العياشي في سلا، ل"المغربية، إن الدواء الجديد عبارة عن مضاد حيوي أحادي، وخلاصة لتطوير جزيئة جديدة تسمى "توسيليزوماب"، وهو قادر على منع ظهور التهابات المفاصل، ويساعد على منع تفاقم تدمير المفاصل، ويحسن القدرات الجسدية للمصابين بالروماتوييد المفصلي، مبينة أنه يؤخر بلوغ المصاب إلى مرحلة الإعاقة، كما يحد من تشوهات المفاصل، ويقي من الشعور بالآلام الحادة نتيجة المرض. وذكرت علالي أن أطباء الروماتوييد ومرضاهم يعولون على استعماله لوقف تطور المرض، والاستفادة من خصائصه ونجاعته في وقف الآلام الشديدة المترتبة عنه، ووقف تدمير المفاصل وتشوهاتها. ويوجد هذا الدواء على شكل حقن، من جرعات مختلفة، توصف مقاديرها حسب درجة الإصابة، ومستوى تأثر المفاصل، لمدة علاجية لا تتعدى 6 أشهر، تمنح خلالها حقنة واحدة في الشهر. وسبق ل"الجمعية المغربية للصحافة الطبية" أن تناولت هذا الموضوع بالنقاش، وأبرز المتدخلون أن دواء "توسيليزوماب" يروج حاليا في الاتحاد الأوروبي، وعدد من الدول الأسيوية، مثل الصين، واليابان، إذ يعتبر انطلاقة جديدة بيوتقنية للتكفل الطبي بالروماتوييد المفصلي، ويعتمد على علاجات حيوية، مشتقة من مواد مماثلة أو مشابهة للجزيئات، التي ينتجها الجسم أثناء عمله العادي، في علاج الروماتوييد المفصلي، وفي ظهور الالتهابات الروماتيزمية. ويعتبر مرض الروماتوييد المفصلي مشكلا للصحة العمومية بالمغرب، إذ تشير تقديرات دراسات، أجرتها مصلحة أمراض الروماتيزم بمستشفى العياشي بسلا، برئاسة البروفيسور نجية حجاجي حسوني، ونشرت نتائجها، أخيرا، إلى أن الروماتوييد المفصلي يمس ما بين 0.5 و1 في المائة من السكان بالمغرب، أي 175 ألفا إلى 350 ألف شخص، 70 في المائة منهم من النساء، بين 35 و70 سنة. من أعراض هذا الداء، آلام مصحوبة بانتفاخ في المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب. ويتسبب المرض، أحيانا، في العجز الكلي، إذ يفضي إلى تدهور خطير في حياة المرضى، كما يقلص أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات، ويتسبب في توقف 50 في المائة من المصابين عن العمل بعد 5 سنوات من المرض، في حال عدم العلاج.