من المرتقب أن يصدر ترخيص من قبل وزارة الصحة، لترويج دواء، مكون من جزيئة مطورة ل"توسيليزوماب" في المغرب، الخاص بعلاج أمراض المفاصل، خلال الشهر الجاري، حسب ما أفادت به "المغربية" مصادر طبية أخصائية في علاج أمراض الروماتويد المفصلي في مستشفى سلا.يعول عدد من الأطباء الأخصائيين في علاج المرض المذكور، على تداول الدواء المذكور، لاستخدامه في وقف أثر التشوهات التي تصيب مفاصل مرضاهم، في الوقت الذي لا يزال فيه المرض مجهول الأسباب بشكل واضح ومضبوط، ما جعله يصنف ضمن أمراض المناعة الذاتية، التي تعد نتيجة رد فعل غير طبيعي لنظام دفاع جهاز المناعة للفرد، الذي يهاجم، دون سبب معروف، خلاياه، الأنسجة أو الأعضاء. وتكمن أهمية تشبث عدد من الأطباء بالعلاج المذكور، حسب ما أفاد به نجم الدين ياسر، أخصائي في التواصل الطبي، خلال دورة تكوينية، نظمتها "الجمعية المغربية للصحافة الطبية"، أخيرا، أن المكون الأساسي للدواء، يمنع مستقبل مادة "أنترلوكين 6"، وهي الجزيئة التي يجري إنتاجها من قبل الجسم، التي تكون سببا في الالتهابات والألم وفي تدمير المفاصل، التي تعد أحد أعراض الروماتويد المفصلي، إذا ما جرى إنتاجها بإفراط. وأكد نجم الدين ياسر، خلال شروحاته أن نجاعة الدواء، ثبتت فعاليتها ونجاعتها خلال العديد من الدراسات السريرية علاج الروماتويد المفصلي. مادة "أنترلوكين 6" وأسهب الأخصائي ذاته في شرح مدى تسبب مادة "أنترلوكين 6" في الشعور بآلام المفاصل وتدمرها مع مرور الوقت على الإصابة دون علاجها، إذ "جرى تحديد دور الأنترلوكين 6" المعروف علميا بالصيغة المختصرة (IL-6) ، كسبب رئيسي للإصابة به. ويتعلق الأمر بجزيئة "السيتوكين"، المفتاح في فيزيولوجية مرض الروماتويد المفصلي". وأبرز أن هذه الجزيئة، تلعب حسب الدراسات العلمية، "دور الرسول البيولوجي بين الخلايا المعنية بهذا المسلسل، غير أن الإنتاج المفرط ل (IL-6)، يفضي إلى التهابات واختلال في المفاصل المصاحب للروماتويد المفصلي، وللتمظهرات العامة من قبيل التعب، وفقر الدم، وارتفاع أخطار مرض القلب والشرايين". جزيئة "توسيليزوماب" كشفت نتائج الدراسة العلمية المقدمة خلال المؤتمر السنوي للجامعة الأميركية لأمراض الروماتيزم (ACR)، أكتوبر الماضي، أن المرضى المصابين بهذا الداء، الذين يعالجون ب"توسيليزوماب" و"ميتوتريكسات" (MTX) تراجع الضرر المفاصل ب 81 في المائة لديهم، بالمقارنة مع المرضى الذين عولجوا فقط ب"ميتوتريكسات"، الدواء الذي يعتمد حاليا، مبينة أن المرضى يحظون بتراجع اختلالات المفاصل، وبإمكانهم عيش حياتهم دون الأعراض المصاحبة لهذا الداء. وأظهرت خلاصات الدراسة أن "توسيليزوماب" "يتوفر على ميكانيزم مبتكر موجه للمستقبلات البشرية للأنترلوكين 6 (IL-6)، باعتبار الجزيئة تفرض نفسها كخيار واعد في علاج الروماتويد المفصلي"، استنادا إلى أن هذا الجسم المضاد الأحادي الجزيئة، قادر على منع المستقبل (IL-6)، أثبت فعاليته ونجاعته خلال العديد من الدراسات، آخرها أطلق عليها Lithe، وأثبتت أن هذا الدواء يمنع تفاقم تدمير المفاصل، ويحسن من القدرات الجسدية للمرضى المصابين بالروماتويد المفصلي". وخلصت الدراسة إلى أن المكون المذكور، "يعد انطلاقة جديدة بيو تقنية وطبية في التكفل الطبي بالروماتويد المفصلي، يدرج في إطار العلاجات الحيوية المشتقة من مواد مماثلة أو مشابهة للجزيئات التي ينتجها الجسم أثناء عمله العادي، في علاج الروماتويد المفصلي، وبالأخص في الالتهابات الروماتيزمية، وبأنه يشكل طفرة نوعية في الأساليب العلاجية للمرضى، الذين يبلغ عددهم بحوالي 500 ألف شخص، منهم 70 في المائة نساء". وأتاح مزج التطور البيوتكنولوجي من جهة، والمعرفة الجيدة بهذا الداء من جهة أخرى، إلى تطوير جزيئة جديدة تسمى "توسيليزوماب". الأعراض الجانبية من الأعراض الجانبية للعلاج المذكور، حسب ما رد به نجم الدين ياسر، على سؤال "المغربية"، مضاعفات جانبية على مستوى الجهاز الهضمي، متمثلة في الشعور بالغثيان أو القيء، ومشاكل في المعدة، وصفها بالخفيفة والعادية، مشيرا إلى أنه لا يوجد دواء في العالم لا يتسبب في أعراض جانبية. من جهتها، قالت البروفيسور نجية حجاجي حسوني، رئيسة مصلحة أمراض الروماتيزم بمستشفى العياشي بسلا، أن الأعراض الجانبية غير المرغوب فيها عند استعمال الدواء، "تنحصر بالأساس في التهابات للكبد التي تبقى عادة خفيفة، دون حصول تلف الكبد أو حدوث آثار على مستوى وظائف هذا الوضع". داء الروماتويد المفصلي يشكل الروماتويد المفصلي، إشكالية حقيقية للصحة العمومية بالمغرب. ووفق التقديرات الحالية والدراسات، التي قامت بها مصلحة أمراض الروماتيزم بمستشفى العياشي بسلا، برئاسة البروفيسور نجية حجاجي حسوني، ونشرت نتائجها، أخيرا، فإن الروماتويد المفصلي، يمس ما بين 0.5 و1 في المائة من السكان، أي 175 ألفا إلى 350 ألف شخص بالمغرب. ومن أعراض الداء، آلام مصحوبة بانتفاخ على مستوى المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى العجز الكلي، إذ يفضي إلى تدهور خطير في جودة حياة المرضى، يقلص من أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات. وإضافة إلى هذه الإعاقة، فإن الروماتويد المفصلي، يشكل عبئا على المستوى الاجتماعي، إذ يتسبب لعدد من الأشخاص في التوقف عن مزاولة نشاطهم المهني في غضون 3 سنوات الأولى من الإصابة، وأزواج تطلقوا بسبب هذا الداء، كما أن أطفال المصابين يوقفون تمدرسهم في أغلب الحالات، قصد الاهتمام بأمهاتهم المريضات. يشار إلى أن "الجمعية المغربية للصحافة الطبية"، تأسست شهر يوليوز من سنة 2008، لتمكين الصحافة من لعب دور الشريك في أي استراتيجية ترمي إلى التربية الصحية للمواطنين، وأن تكون وسيطا بين مختلف الفاعلين العاملين في القطاع، سواء كان عموميا، خاصا أوجمعويا.