أفادت مصادر "المغربية" أن أعضاء "الجمعية المغربية لمرضى الروماتوييد"، التقوا، أخيرا، بعبد الحكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة في مجلس المستشارين في الرباط، للنقاش حول الطرق الممكنة لايصال صوتهم، ومطالبهم إلى الوزارات المعنية، لتمتيعهم بتغطية صحية شاملة.نداء استغاثة إلى مجلس المستشارين (أرشيف) ويندرج اللقاء مع عبد الحكيم بنشماس، حسب ما تحدثت عنه ليلى نجدي، رئيسة "الجمعية المغربية لمرضى الروماتوييد" في تصريح ل"المغربية"، في إطار مرحلة جديدة من الإجراءات المقرر اتباعها من طرف الجمعية الرامية إلى حشد الدعم لإنقاذ المرضى من مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية بمناسبة مواجهتهم للمرض، من خلال عقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات مع ممثلي الفرق السياسية بالغرفتين الأولى والثانية، ومطالبة الوزراء المعنيين بعقد لقاءات مباشرة معهم للتداول حول قضايا المرضى. وأشارت رئيسة الجمعية، وهي في الوقت نفسه مريضة تحمل داء الروماتوييد، إلى أن من نتائج اللقاء، الاتفاق على مجموعة من التدابير، ضمنها طرح أسئلة شفوية في قبة البرلمان بشأن المعايير المتبعة من لدن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في ضمان التغطية الصحية الشاملة لبعض الأمراض دون غيرها، إلى جانب الإصرار على عقد ندوة صحفية، قريبا، في الرباط لتدارس معضلة هذا المرض وسبل تحمله، وانتظار جواب وزارة الصحة على طلب عقد لقاء مع وزيرة الصحة حول ما تضمنه الملف المطلبي للمرضى. الإعاقة المبكرة وتحدثت ليلى نجدي عن أن أعضاء الجمعية عبروا عن انشغالهم بافتقارهم إلى التحمل الشامل من لدن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ما يضطرهم إلى تحمل 30 في المائة من نفقات العلاج، مع التزامهم بالدفع المسبق للمصاريف، مبينة أن ذلك يؤثر على ميزانيات أسرهم، وبالتالي يعجل ببلوغهم مرحلة العجز عن الاستمرار في العلاج ما يفتح أمامهم باب الإعاقة مبكرا. وعبرت نجدي عما وصفته بارتياحها من اللقاء المذكور، لتلقي أعضاء الجمعية وعودا بدعمهم والدفاع عنهم لملائمة نسبة التغطية الصحية مع حجم المرض، لكونه مرضا مزمنا وخطيرا يتسبب في تحويل الإنسان المصاب بالداء إلى شخص معاق، بسبب صعوبة ولوجه للعلاج لتكلفته الباهظة، مؤكدة على أن الحصول على الأدوية الجديدة الخاصة بوقف الالام والالتهاب ووقف تطور المرض، يكلف إنفاق 12 ألف درهم في الشهر الواحد، علما أن المريض يحتاج إلى فترة علاج مدتها سنة. ويذكر أن مرض الروماتويد المفصلي، أو (البرودة، بالاصطلاح الشائع) يصيب ما بين 175 و350 ألف مغربي، بمعدل 1 في المائة من عدد السكان، و80 في المائة منهم نساء، تتراوح أعمارهن بين 35 و55 سنة. ويعتبر الروماتويد أكثر أمراض الروماتيزم المزمنة شيوعا عبر العالم، بنسبة 38 في المائة بين أمراض الروماتيزم الالتهابية المزمنة، ويمكن أن يصيب الإنسان في أي سن من حياته، إلا أن الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 35 و55 سنة يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة به. ويفيد الأطباء المختصون، أعضاء "الجمعية المغربية لمرض الروماتويد"، أن الداء "مرض خطير، يتطلب علاجا طويلا، وأهم علاج وقائي له، هو الكشف المبكر، استنادا إلى الأهمية البالغة لعلاجه خلال الستة أشهر للإصابة، تفاديا لتشوه المفاصل، وبلوغ مرحلة تدميرها"، ولذلك يعتبر مشكلا للصحة العمومية بالمغرب، إذ تشير تقديرات دراسات، أجرتها مصلحة أمراض الروماتيزم بمستشفى العياشي بسلا، برئاسة البروفيسور نجية حجاجي حسوني، ونشرت نتائجها، أخيرا، إلى أن الروماتويد المفصلي "يمس بين 0.5 و1 في المائة من السكان بالمغرب، أي 175 ألفا إلى 350 ألف شخص، 70 في المائة منهم من النساء، بين 35 و70 سنة". شبح الموت ومن أعراض هذا الداء، آلام مصحوبة بانتفاخ على مستوى المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب. ويتسبب المرض، أحيانا، في العجز الكلي، إذ يفضي إلى تدهور خطير في حياة المرضى، كما يقلص أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات، ويتسبب في توقف 50 في المائة من المصابين عن العمل، بعد 5 سنوات من المرض، في حال عدم العلاج.