يبلغ عدد المغاربة المصابين بالروماتيزم المفصلي والذين لا يستفيدون من تغطية صحية شاملة، وفق التقديرات الحالية، ما بين 87.000 و 350.000 شخص. وبعثت الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي رسالة إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي تطالب فيها الصندوق برفع نسبة التعويض عن المرض إلى 100 في المائة عوض 70 في المائة المعتمدة حاليا. وكشف محمد صالح بنونة، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي، في تصريح ل«المساء»، أن المرض الذي تصنفه هيئات التأمين بالمغرب مرضا مزمنا لا يستفيد المصابون به من التغطية الطبية على غرار باقي الأمراض المزمنة. وأضاف معلقا:«لم نتوصل إلى حد الآن بجواب من أية هيئة مسؤولة حول الرفع من نسبة التغطية لتصبح كاملة. لا يستفيد هذا المرض من مستوى الوعي المطلوب لدى عامة الناس، ولا يتم اكتشاف هذا المرض إلا في مراحل متقدمة جدا، وتحد التعقيدات من حظوظ نجاح العلاجات». وتابع: «قام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بتوسيع تغطيته الطبية للأمراض طويلة الأمد إلى 98 في المائة دون إدخال الروماتويد المفصلي الذي لا يتم تقديره بنفس درجة الأمراض الخطيرة والمزمنة الأخرى». وقام معهد باستور في الشهر الماضي، من أجل تحسين تشخيص المرض، بمنح تخفيض في أسعار التحاليل الطبية اللازمة للمرضى المصابين بالروماتويد. وتشير التقارير الطبية إلى أن إزالة التسعيرة المنخفضة المفروضة على المرضى المنخرطين هي «ضرورة حيوية»، لما يسببه المرض من تدهور ملحوظ في نوعية حياة للمرضى، إذ يخفض هذا المرض أمد الحياة من 10 إلى 5 سنوات. ويتوقف الأشخاص المصابون بالمرض عن مزاولة نشاطهم المهني خلال الثلاث سنوات الأولى من المرض، فيما يتوقف الأطفال الذين يعانون من الروماتويد المفصلي عن الدراسة، وقد ارتفع عدد حالات الأزواج الذين تطلقوا أيضا بسبب هذا المرض. وتطالب الجمعيات المتكفلة بالمرضى بأن يتم التعجيل بالتكفل العلاجي المسبق بالمرضى «الذين يدفعون مبالغ خيالية من جيوبهم لينتظروا عملية استردادها التي تتأخر في غالب الأحيان، ولا يستفيدون من الدفع المسبق عوض ترك تسوية التكاليف العلاجية بين الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصيدلية». وأفاد مصدر من وزارة الصحة بأنه مازال لم يتم التنسيق مع هيئات التأمين والتغطية الصحية لمراجعة الضريبة على القيمة المضافة المفروضة على الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، وهي الضريبة التي تطالب الجمعيات بإلغائها أو تعويضها بضرائب أخرى. جدير بالذكر أن مصطلح «التهاب المفاصل» يضم الأمراض التي من خصائصها الرئيسية حدوث التهابات موضعية وزيادة حجم المفاصل التي تغدو مؤلمة ومتصلبة، نتيجة تدهور الغضروف بالعظام.