أعلنت الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي، أن مرض الروماتيزم، المعروف شعبيا باسم "البرودة"، يصيب، سنويا، 500 ألف مغربي.واستعرضت البروفسور ناجية حجاج حسوني، عميدة كلية الطب والصيدلة بالرباط، ورئيسة الجمعية، في ندوة صحفية بالدارالبيضاء، أول أمس الاثنين، بمناسبة اليوم العالمي لداء التهاب المفاصل (12 أكتوبر)، نتائج دراسة أنجزتها الجمعية تحت عنوان "دراسة وتتبع الروماتيزمات الحديثة غير المتفارقة بالمغرب"، كشفت عن الجوانب الوراثية، والسريرية، والعلاجية للروماتويد المفصلي بالمغرب. ووجه أعضاء الجمعية نداء للهيئات الصحية لإعادة النظر في نسبة السداد بالنسبة لهذا المرض الطويل الأمد، ولإدراجه في قائمة الأمراض المسددة تكاليفها بنسبة 100 في المائة. وأوضحت حجاج أن هذا المرض، الذي يصيب حوالي 500 ألف شخص في المغرب، غالبيتهم من النساء (80 في المائة)، يتطور من خلال تدمير مفاصل المرضى، والتسبب في آلام، وانتفاخات، وتشوهات تؤدي إلى العجز. وأفاد هؤلاء أنه يمكن وقف هذا التطور إذا حصل التكفل بعلاج المرض مبكرا، وبطرق علاجية مناسبة. وأكد المتدخلون أن التكفل بالمرض وتغطيته صحيا بنسبة 70 في المائة، فقط، ليس كافيا، خاصة أن غالبية المرضى المغاربة ليست لهم الإمكانيات لدفع 30 في المائة المتبقية، ولا لدفع جميع التكاليف، ريثما يجري التسديد. وقالت البروفسور حجاج، وهي، أيضا رئيسة "الرابطة الإفريقية لجمعيات أمراض الروماتيزم"، وعضو اللجنة التنفيذية ل"الرابطة الدولية لجمعيات أمراض الروماتيزم"، إن "المرضى يضطرون للتخلي عن العلاج، وانتظار عجز لا مفر منه، بما يحمله من آثار كارثية على الحياة الشخصية والأسرية والاجتماعية للمرضى، مثل فقدان الوظيفة، والطلاق، وانقطاع الأطفال عن الدراسة". وحسب استطلاع للرأي، أنجزته "الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي"، فإن الصحافيين المغاربة يشاطرون هذا الرأي، إذ يرى 79 في المائة من المستجوبين أنه من غير المعقول ولا الطبيعي أن يجري التكفل بمرض الروماتويد المفصلي بنسبة 70 في المائة فقط، رغم أنه مرض مزمن، ومكلف ماديا، ولهذا يجب التكفل بتسديد تكاليفه بمعدل الأمراض الطويلة الأمد. وأظهرت الدراسة أن 86 في المائة منهم يعتقدون أن المريض المغربي ليست له القدرة على دفع مبلغ العلاج مسبقا. و اقترح 73 في المائة منهم توفير تغطية صحية بنسبة 100 في المائة لمرض الروماتويد المفصلي، كحل لمشاكل الحصول على العلاج. وطالبت "الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد المفصلي"، الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بإعادة النظر في نسبة سداد تكاليف الأمراض الطويلة الأمد، وإعفاء المرضى من تسبيق المصاريف. يذكر أن هذا المرض، الذي يصيب المناعة الذاتية بآلام، ترافقها انتفاخات في المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه، وأحيانا عجز كامل، يسبب تدهورا كبيرا في جودة حياة المرضى، والأسوأ من ذلك، أنه يقلص أمد العمر بخمس إلى 10 سنوات. وإلى جانب هذا العائق الكبير، أبرزت الدكتورة نفيسة لزرق، في هذا اللقاء العلمي، أن المرض يشكل عبئا اجتماعيا كبيرا، إذ يكون مسؤولا عن التوقف عن النشاط المهني ابتداء من الثلاث سنوات الأولى للمرض، كما أنه مسؤول عن زيادة نسبة الطلاق، ومعدل الهدر المدرسي، خاصة بين الفتيات الصغيرات، اللواتي ينقطعن عن الدراسة لرعاية أمهاتهن المريضات. وأضافت أن الروماتويد المفصلي، يكون سببا في ظهور أمراض أخرى مصاحبة له، مثل الإرهاق، وفقر الدم، وارتفاع احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وأمراض الكلي، والرئة، والدماغ.