نظم مستشفى العياشي لأمراض التهاب المفاصل بمدينة سلا،يوم الخميس، الأيام المفتوحة، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب المفاصل، واستقبل عموم الناس ومهنيي الصحة، بهدف التحسيس بصحة العظام والمفاصل بشكل عام. وقال رشيد بحيري، طبيب رئيسي بالمستشفى، إن "الروماتويد المفصلي يشكل إشكالية حقيقية للصحة العمومية بالمغرب"، مشيرا إلى أنه يصيب بين 0.5 و1 في المائة من السكان، أي 150 ألفا إلى 350 ألف شخص. ويتميز هذا المرض، المعروف عموما باسم الروماتيزم، والذي يصيب المناعة الذاتية، بآلام يرافقها تورم في المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى العجز الكلي، حسب بحيري، إذ يفضي إلى تدهور خطير في جودة حياة المرضى، كما يقلص من أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات. وأبرز بحيري في تصريح للصحافة، أنه، إضافة إلى هذه الإعاقة، يشكل الروماتويد المفصلي عبئا على المستوى الاجتماعي، إذ أنه مسؤول عن توقف مزاولة الأشخاص المصابين لنشاطهم المهني في غضون السنوات الثلاث الأولى من الإصابة، كما أنه مسؤول عن ارتفاع معدلات الطلاق، والهدر المدرسي، خاصة لدى الفتيات من أجل الاهتمام ورعاية أمهاتهن المريضات. من جهتها، اعتبرت نجية حجاجي حسوني، رئيسة قسم أمراض الروماتيزم وعميدة كلية الطب والصيدلة بالرباط، في تصريح مماثل، أن هذا اليوم المفتوح بمستشفى العياشي يشكل فرصة أمام الجميع لاكتشاف "كواليس" المستشفى وزيارة أقسامه، كما ستمكن هذه الأيام الزائرين من الحصول على معلومات مرتبطة ببعض الابتكارات في مجال البحث والتجهيزات، وكذلك الخدمات الخاصة. في السياق ذاته، أوضحت ليلى نجدي، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة داء الروماتويد، أن حالة الأشخاص ذوي الحركة المحدودة تحث على التحرك بشكل حقيقي لتحسين جودة حياة المغاربة المصابين بالروماتيزم والتهاب المفاصل. وقالت إن "مخطط عملنا يعطي الأولوية للوصول إلى العلاج، والتخفيف من كثرة المساطر الإدارية، خصوصا تلك التي تتعلق بحضور المريض شخصيا، قصد إيداع ملفات تعويض العلاجات الطبية، وتأخر أو رفض معالجة الملفات من طرف الهيئات التي تسيّر التأمين الصحي، الإجباري والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي". و يقدم هذا اليوم كذلك، حسب رئيسة الجمعية، فرصة لتجديد المطالبة بالمساواة في التكفل بأمراض التهاب المفاصل الروماتويدي والروماتيزم المزمن، كما هو الشأن بالنسبة للأمراض الأخرى طويلة الأمد، التي يعترف بها التأمين الصحي الإجباري، موضحة أن هذا الاعتراف لا يخصّ فقط رسم المستخدم (المصاريف التي يتحملها الأجير)، لكن أيضا، التسجيل في العلاجات الجديدة، وتقرير التحاليل البيولوجية، ولائحة الأدوية والعلاجات التي يحصل تعويضها.