في إطار التزامه المستمر بدعم الفلسطينيين، باشرت وكالة بيت مال القدس الشريف توزيع مساعدات غذائية على العائلات المتضررة في القدس، بما في ذلك الأسر النازحة من قطاع غزة، ضمن برنامجها السنوي خلال شهر رمضان المبارك. وتأتي هذه المبادرة، التي تشرف عليها لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المنطقة. وقد شملت المساعدات توزيع وجبات غذائية في قرية الجديرة وضواحي القدس، بالإضافة إلى طرود غذائية أساسية للعائلات في قرية النبي صموئيل، إلى جانب دعم دور الأيتام والملاجئ والمراكز الاجتماعية. وأشاد عدد من المستفيدين بهذه المبادرة، مؤكدين أنها تخفف من الأعباء المعيشية خلال الشهر الفضيل. كما أوضح محمد الصياد، رئيس جمعية رعاية المكفوفين بالقدس، أن هذه المساعدات تساهم في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، فيما أكد ضياء الحسيني، رئيس إحدى الجمعيات الخيرية، أن هذه العملية السنوية تزرع الأمل في نفوس العائلات المقدسية المحتاجة. من جهته، صرّح محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، أن الحملة تستهدف العائلات المحتاجة في البلدة القديمة للقدس، ومخيمي شعفاط وقلنديا، والقرى المحيطة، حيث تتكون الطرود الغذائية من 22 صنفًا من المواد الأساسية لتلبية احتياجات الأسر طوال الشهر الكريم. ووفقًا لبيان صادر عن الوكالة، فإن هذه العملية تستمر طيلة رمضان، وتشمل توزيع السلال الغذائية على 3,000 عائلة فلسطينية، بالإضافة إلى تقديم آلاف وجبات الإفطار الساخنة للمحتاجين، ورواد المسجد الأقصى المبارك. ويتم تحديد قوائم المستفيدين بعناية من قبل أخصائيين اجتماعيين لضمان التوزيع العادل، بإشراف مكتب تنسيق برامج الوكالة في القدس. وقد حضر إطلاق هذه المبادرة شخصيات مغربية ومقدسية، من بينها محمد جمال البوزيدي، رئيس الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين، إضافة إلى شخصيات دينية واجتماعية. وفي سياق آخر، أطلقت وكالة بيت مال القدس الشريف كرسي الدراسات المغربية في جامعة القدس، لتعزيز التبادل الأكاديمي ونشر الثقافة المغربية في فلسطين. وقد شهد حفل التدشين حضور مسؤولين وأكاديميين فلسطينيين، حيث أكدوا أن هذه المبادرة تعزز الروابط الثقافية والاجتماعية والتاريخية بين المغرب وفلسطين. ويأتي هذا الدعم المغربي في سياق حرص المملكة على دعم صمود الفلسطينيين، من خلال مشاريع تنموية وإنسانية، تعكس متانة العلاقات التاريخية بين الشعبين.