قررت الجمعية المغربية للبحث ومساعدة المرضى المصابين بالروماتيزم، والجمعية المغربية للروماتيزم، تنظيم حملة وطنية، من 23 أبريل الجاري إلى نهاية 2013، للدعوة إلى الوقاية من الروماتوييد المفصلي، برعاية وزارة الصحة. وجاء تنظيم الحملة الوطنية بسبب التزايد المضطرد لعدد المصابين بالداء، والتحاق عدد منهم بعالم الإعاقة، بسبب التشخيص المتأخر، إذ يمس المرض 300 ألف شخص، 80 في المائة منهم نساء، بين سن 35 و70 سنة. ويشارك في دعم هذه المبادرة الممثل رشيد الوالي، بحمله للقب سفير الحملة الوطنية، إذ سترافق صورته جميع الملصقات والوصلات التحسيسية حول الوقاية من الداء. كما تنضم لدعم الحملة المصورة الفوتوغرافية ليلى علوي، بعرض فني يحمل اسم "ميلي ميلو"، يضم بورتريه عن مرضى الروماتوييد والتشوهات التي تصيب مفاصلهم، ستعرض طيلة شهر، في مقر مؤسسة عبد الرحمان السلاوي. وقالت البروفيسور فدوى علالي، أستاذة أمراض الروماتيزم بمستشفى العياشي، بسلا، إن الحملة ترمي إلى تحسيس الرأي العام بالمرض، الذي مازال غير معروف لدى شريحة عريضة من المواطنين، وتوعيتهم بأهمية التشخيص الطبي المبكر، عند الإحساس بالآلام الأولى للإصابة بالروماتيزم، لتفادي التأخر في العلاج، الذي يسبب اعوجاجا في المفاصل. وأوضحت علالي، في تصريح ل"المغربية"، أن اكتشاف الداء في الشهور الستة الأولى يقي المريض شل حركته بسبب التشوهات والاعوجاجات للمفاصل، إذ يتسبب المرض في توقف مزاولة المصابين نشاطهم المهني في غضون 3 سنوات الأولى من الإصابة، كما أنه مسؤول عن ارتفاع معدلات الطلاق والهدر المدرسي، خاصة لدى الفتيات، قصد الاهتمام بأمهاتهن المريضات. وذكرت علالي أن الهدف الثاني من الحملة الوطنية، هو تحسيس مهنيي الصحة، عبر دورات تكوينية، بالرباط، والدارالبيضاء، وفاس، ومراكش وطنجة وأكادير، تهم الأطباء العامين والصيادلة ومساعدي الصيادلة، لتعريفهم بأعراض الداء، للمساهمة في التشخيص بتوجيه المرضى صوب اختصاصيي أمراض الروماتيزم. وبررت علالي إشراك الصيادلة في الحملة بحثهم على المساعدة في التشخيص المبكر، عند طلبهم أدوية مضادة مسكنة للآلام التي يشعرون بها، بينما يحتاجون إلى تشخيص طبي متخصص لتحديد أسباب الآلام. ومن الأهداف المسطرة، أيضا، تأسيس شبكة للمهنيين حول المرض، وإعلام مؤسسات التأمين عن الصحة للتكفل العلاجي بالمرضى، منذ المراحل الأولى للإصابة بالداء. يشار إلى أن مرض الروماتوييد المفصلي يعتبر مشكلا للصحة العمومية بالمغرب، إذ تشير دراسات، أجرتها مصلحة أمراض الروماتيزم بمستشفى العياشي بسلا، برئاسة البروفيسور نجية حجاجي حسوني، إلى أن الروماتويد المفصلي يمس بين 0.5 و1 في المائة من السكان بالمغرب، أي 175 ألفا إلى 350 ألف شخص، 70 في المائة منهم من النساء، بين 35 و70 سنة. ومن أعراض هذا الداء آلام مصحوبة بانتفاخ المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب. ويتسبب المرض، أحيانا، في العجز الكلي، إذ يفضي إلى تدهور خطير في حياة المرضى، كما يقلص أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات، ويتسبب في توقف 50 في المائة من المصابين عن العمل بعد 5 سنوات من المرض، في حال عدم العلاج. يشار إلى أن الروماتوييد المفصلي يرتبط عادة باحمرار وسخونة وتورم وألم عند الملمس. ويمكن أن يصيب الالتهاب أي مفصل من جسم الإنسان، لكن أكثرها إصابة، هي التي تتحمل وزن الجسم، أي الأرجل أو الركبتان والأرداف والعمود الفقري، كما يمكن أن يصيب مفاصل اليد. وتتسبب التهابات المفصل والآلام الحادة المصاحبة له في عدم قدرة المريض على الاستعمال الطبيعي للمفاصل المصابة، ما يؤدي إلى العجز. ويتميز المرض، الذي يصيب المناعة الذاتية، بآلام يرافقها تورم في المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى العجز الكلي، ويفضي إلى تدهور خطير في جودة حياة المرضى، كما يقلص أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات.