قالت "الجمعية المغربية لمحاربة مرض الروماتوييد" إنها عملت على بلورة برنامج للولوج إلى التشخيص والعلاج لفائدة المصابين بالروماتوييد المفصلي، للتكفل مجانا بالنفقات الطبية لبعض المرضى، الذين لا يتوفرون على دخل أو تغطية صحية. ويأتي ذلك، عقب اتفاقية توصلت إليها الجمعية مع أحد مختبرات صنع الأدوية العالمية، الذي تعهد بتخصص غلاف مالي سنوي للمرضى المعوزين، إلى جانب الشراكة المبرمة مع بعض مختبرات التحاليل البيولوجية، التي وعدت بإجراء تخفيضات على قيمة التحاليل، التي يحتاجها المصابون بالداء. ولم يحدد المبلغ الإجمالي لقيمة النفقات الطبية، التي ستتحملها الجمعية، بينما يجري حديث عن أن المبلغ قد يصل إلى 20 مليون سنتيم سنويا لكل مريض، يتضمن كلفة الأدوية وقيمة التحاليل البيولوجية والكشوفات الطبية بواسطة الأشعة. وموازاة مع هذه الاتفاقية، قالت الجمعية المغربية لمحاربة الروماتوييد إنها تتحمل ما تبقى من الثلث المؤدى عنه لفائدة 100 مريض، من الذين استفادوا من العلاج البيولوجي لمقاومة الداء، مع متابعة صحتهم، طيلة فترة خضوعهم للعلاج، حسب ما أفادت به ليلى نجدي، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة الروماتوييد، "المغربية"، أخيرا، في الدارالبيضاء، على هامش إحياء الجمعية لليوم الوطني الرابع لمرض الروماتوييد. وذكرت نجدي أن الجمعية ستستمر في مطالبة الجهات المسؤولة بتمتيع المصابين بالروماتوييد المفصلي بالتغطية الصحية الكاملة، ليتاح لهم استخدام الأدوية البيولوجية الحديثة، باعتبارها آخر الابتكارات العلاجية، والمعروفة بتكلفتها المرتفعة، التي تصل إلى 16 مليون سنتيم عن فترة علاج تصل إلى سنة، إلى جانب الاستفادة من التطورات الحاصلة في الجراحة في مجال الروماتوييد، التي تسمح بتجاوز اعوجاجات المفاصل وتشوهاتها المعيقة للحركة العادية. وأجمع المتدخلون، خلال اللقاء المذكور، على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة، من وزارة الصحة، والوكالة الوطنية للتأمين الصحي، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لوقف معاناة المرضى مع غلاء الأدوية والمشاكل الصحية. وكشفت مداخلات الأطباء والمصابين بالداء أن الروماتوييد المفصلي يشكل إشكالية حقيقية للصحة العمومية بالمغرب، إذ يتسبب في إصابة 70 في المائة من المرضى بإعوجاج مفاصلهم، خلال السنتين الأوليين للإصابة. ووفق التقديرات الحالية والدراسات المنشورة، فإن الروماتوييد المفصلي يصيب بين 0.5 و1 في المائة من السكان، أي 350 ألف شخص بالمغرب، أغلبهم من الفئات الشابة والنشيطة، بين 35 و45 سنة، و80 في المائة منهم نساء، تتراوح أعمارهن بين 35 و55 سنة، إذ يصيب المرض 4 نساء مقابل رجل واحد. ويعتبر مرض الروماتويد من أكثر أمراض الروماتيزم المزمنة شيوعا عبر العالم، ويمثل ما نسبته 38 في المائة من بين أمراض الروماتيزم الالتهابية المزمنة، ويمكن أن يصيب الشخص في أي سن من حياته، إلا أن الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 35 و55 سنة يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة. ومن أبرز أعراض المرض، الذي يصيب المناعة الذاتية للمصاب، الشعور بآلام، يرافقها تورم في المفاصل، وصعوبة في الحركة، ثم تشوه العضو المصاب. وفي بعض الأحيان، يؤدي المرض إلى العجز الكلي، إذ يفضي إلى تدهور خطير في جودة حياة المرضى، وبالتالي، يقلص أمد الحياة من 5 إلى 10 سنوات. ويشكل الروماتوييد المفصلي عبئا على المستوى الاجتماعي، لأنه مسؤول عن توقف المصابين عن مزاولة نشاطهم المهني في غضون السنوات الثلاث الأولى من الإصابة، كما أنه مسؤول عن ارتفاع معدلات الطلاق بين النساء المصابات، وعن الهدر المدرسي، خاصة لدى الفتيات، من أجل الاهتمام ورعاية أمهاتهن المصابات.