أدى حريق مهول شب مساء أول أمس الاثنين بمحمية ولجة تانسيفت بمراكش، إلى إتلاف أزيد من مائة نخلة وعدد كبير من المغروسات . الحريق الذي امتد على مساحة هكتارين من المحمية، يعد الثاني من نوعه الذي اندلع في ظرف وجيز بهذا الموقع البيئي المصنف دوليا كمحمية ذات بيولوجية ، بعد الحريق الأول الذي تسبب خلال شهر غشت الماضي في إتلاف أزيد من 200 نخلة بعد أن امتدت ألسنة النيران إلى مساحة تناهز خمسة هكتارات التهمت فيها غطاء نباتيا متنوعا . ومازالت المنظمات البيئية تدق ناقوس الخطر بفعل التهديدات المحدقة بمحمية ولجة تانسيفت التي تعتبر الواحة الرطبة الوحيدة بالمنطقة التي تزخر بتنوع نباتي وحيواني كبير يضم أصنافا نادرة من الزواحف و الطيور . وهي التهديدات التي تزداد شراسة يوما بعد يوم من قبل المضاربات العقارية التي تسعى إلى خلق مبررات إلغاء الاحتفاظ بها كمحمية طبيعية ومن ثمة الإجهاز عليها وتحويلها إلى إقطاعيات إسمنتية . ورغم النداءات المتكررة التي وجهها الفاعلون المدنيون للمسؤولين بمراكش قصد تمكين محمية واحة ولجة تانسيفت من حماية أكبر تحصنها في وجه المضاربات التي تستهدفها، وتقطع نهائيا مع ما يفتح باب الأمل لديها بأن تتحول إلى موقع للاستثمار السياحي، إلا أن السلطات إلى اليوم مازالت مصرة على تجاهل هذا المطلب الذي يسعى إلى ضمان حق مراكش وساكنتها، وكذا حق الأجيال المقبلة في حفظ تراث طبيعي و بيئي جد هام ، وصيانته وضمان استمراره .