«الليلة يمكنني أن أعلن للشعب الامريكي وللعالم أن الولاياتالمتحدة قد قامت بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الارهابي، والارهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال». . بهذه الجملة الخبر، أطل الرئيس الامريكي باراك أوباما أمس من شاشات التلفزيون ليزف النبأ بنهاية رجل أسطورة صنعته المخابرات الامريكية في ثمانينات القرن الماضي، وانقلب بعدها السحر على الساحر منذ تسعينيات نفس القرن الى اليوم. وفي مسار هذه السنوات من صراع واشنطن مع هذه الشخصية التي استوطنت أفغانستان وتنقلت الى باكستان، كانت هناك محطات دموية أبرزها تفجيرات 11 شتنبر 2011 التي أودت بحياة ثلاثة آلاف أمريكي وزرعت رعبا يوميا في الولاياتالمتحدةالامريكية . والحرب على أفغانستان التي تستمر الى اليوم ،حصدت المئات من الجنود الامريكيين والغربيين وآلاف الافغانيين، في حين كان بن لادن مختبئا في قصر يقع في حي بلال في بلدة ابوت آباد التي تبعد عن العاصمة الباكستانية بمسافة 80 كيلومترا. وقد شاركت في عملية قتله أربع طائرات هليكوبتر، انطلقت من قاعدة جوية باكستانية شمالي البلاد كما تم قتل ثلاثة رجال، يعتقد أن أحدهم نجل بن لادن وأيضا تم قتل امرأة و جرح أخرى. ولم تبلغ الادارة الامريكية السلطات الباكستانية عن تفاصيل العملية بسبب حساسية التطورات. وجاءت العملية بعد تعقب الاستخبارات الأمريكية لرجلين مقربين من بن لادن منذ عدة أعوام عبر معلومات استخباراتية تم جمعها من عدة مصادر من بينها معتقلون في غوانتانامو، وفي غشت 2010 عثرت الاستخبارات على المجمع السكني الذي يأوي الرجلين وحينها زادت الشكوك في أنهما قد يأويان شخصية مهمة في تنظيم القاعدة. واستهدفت العملية المجمع الذي تبلغ مساحته 3 آلاف متر مربع وتحيط به جدران عالية تحيط بها أسلاك شائكة وكاميرات مراقبة، وتقع في منتصف المجمع بناية تتكون من ثلاثة طوابق. وبعدما هبطت المروحيات خارج المجمع هبط منها رجال وتحدثوا إلى السكان باللغة المحلية «البشتو»، ثم طلب منهم إطفاء الأضواء وعدم مغادرة منازلهم. وبعد قليل سمع دوي إطلاق نيران كثيف وأسلحة ثقيلة. وذكرت تقارير أن إحدى المروحيات التي شاركت في العملية تحطمت أثناء الهجوم وذلك بعد تعرضها لإطلاق نيران. وأشارت وكالة اسوشيتدبرس للأنباء الى أن هناك بوابتين للمجمع الذي لم يكن مجهزا بخطوط هواتف أو خدمة الانترنت. ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إنهم شاهدوا ألسنة نيران داخل البناية بعد انتهاء الهجوم، وأضافوا أنه كانت هناك نساء وأطفال داخل المجمع. وصرح أحد السكان المحليين ل»بي بي سي» بأن المجمع بني منذ 10 أو 12 عاما وبناه رجل من البشتون، ولم يكن سكان المنطقة على علم بهوية ساكني المجمع.