تباينت ردود أفعال المجتمع الدولي بين الارتياح المصحوب بالحذر إزاء إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في عملية عسكرية قامت بها قوات بلاده في باكستان. وأكد أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أندريس فوج راسموسين، أن مقتل بن لادن يعتبر "نجاحا كبيرا" بالنسبة لأمن الدول الحلفاء والبلاد التي انضمت إلى ما عرف بمكافحة للإرهاب. واعتبر رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك أن مقتل بن لادن يمثل "خطوة هامة" في سبيل محاربة تنظيم القاعدة وتحسين الأحوال الأمنية على الصعيد الدولي. كما ذكر رئيسا المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي والمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان مشترك أن "أسامة بن لادن كان مجرما مسؤولا عن هجمات إرهابية وحشية حصدت حياة آلاف الأشخاص الأبرياء". من جانبه، ذكر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن مقتل أسامة بن لادن يعتبر "خطوة للأمام" في سبيل مكافحة الإرهاب، ولكنه أشار إلى ضرورة الاستمرار في "الترقب" تحسبا لخطر شن هجمات ردا على العملية الأمريكية. وانضم وزير الخارجية الألماني الليبرالي جيدو فيسترفيله إلى مهنئي الولاياتالمتحدة، قائلا في أول رد فعل لبرلين : "إن القضاء على المناورات الدموية لذلك الإرهابي تعتبر نبأ سارا لكافة المدافعين عن السلام والحرية في العالم". وفي نفس السياق، أفاد مسئول رفيع المستوى بالاستخبارات الروسية بأن تصفية زعيم تنظيم القاعدة تعتبر "حدثا هاما" في مكافحة الإرهاب الدولي. وبالمثل، أعربت الحكومة الإيطالية عن "ارتياحها" ل"القضاء" على أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم، وقال وزير خارجيتها فرانكو فراتيني إنه "نصر كبير للولايات المتحدة والمجتمع الدولي كله في محاربة تنظيم القاعدة والإرهاب". كما هنأ نائب رئيس الوزراء البلجيكي والمسؤول عن الشؤون الخارجية ستيفن فنكير الرئيس الأمريكي وإدارته على العملية التي أودت بحياة بن لادن، مشيرا إلى أن "القضاء على زعيم تنظيم القاعدة المسئول عن الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك يعد مرحلة تاريخية في مكافحة الإرهاب". بدوره، أكد الرئيس التركي الإسلامي المعتدل عبد الله جول أنه "راض تماما" على نبأ مقتل بن لادن في الهجوم الأمريكي الذي دعمته باكستان، مضيفا أن "الجميع لا بد أن يتحملوا مسئولية أفعالهم". من جهة أخرى، اعتبر وزير الدفاع السويسري أولي ماورر أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة لن يغير الكثير في الوضع الأمني الحالي على الصعيد العالمي ولن يقلل خطر الإرهاب. وفي رد فعل مشابه، قال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان إن مكافحة الإرهاب دوليا لم تنته بمقتل زعيم القاعدة، مشيرا إلى أنه سيرفع مستوى الطوارئ في القواعد العسكرية اليابانية. ونقلت وكالة (كيودو) الرسمية عن كان، قوله إنه يتعين على اليابان القيام بدور هام في محاربة الإرهاب على الصعيد الدولي. أما رجل الدين الأصولي الإندونيسي أبو بكر بشير، أحد الزعماء الروحيين في "الجماعة الإسلامية"، الذراع المسلحة لتنظيم القاعدة في شرق آسيا، قال إنه "لو ثبت صحة نبأ مقتل بن لادن، هذا لن يعني أن القاعدة ماتت معه". وأضاف أن "الجهاد سيمضي للأمام لأنه ليس حركة سياسية بل قوة مستمدة من الشريعة". كما شكك علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية بالبرلمان الإيراني، في صحة نبأ مقتل بن لادن، وقلل أيضا من أهمية هذا الخبر، مشيرا إلى أن واشنطن أعلنت عن مصرعه مرات عديدة خلال السنوات العشرة الماضية، دون أن تثبت صحة ذلك فيما بعد. وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن فجر اليوم مقتل أسامة بن لادن في عملية قادتها بلاده في بلدة أبوت أباد الواقعة شمالي العاصمة إسلام آباد. وقال أوباما في كلمة متلفزة، إن مقتل بن لادن، تأثرا بإصابة بطلقة نارية في الرأس، يعتبر "أعظم إنجاز للولايات المتحدة"، موضحا أن قوة خاصة أمريكية نفذت العملية دون وقوع ضحايا بين صفوفها. يذكر أن بن لادن كان مدرجا على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي لأكثر المطلوبين منذ عام 1999 وذلك بعد عام على إدانته بالمسؤولية عن مقتل أكثر من 200 شخص في هجومين استهدفا سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا. ويُنظر إلى بن لادن باعتباره مدبر الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر/أيلول 2001 بالولاياتالمتحدة واستهدفت برجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وأسفرت عن سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل.(إفي)