أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، صباح الاثنين 2-5-2011، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في عملية عسكرية برية شاركت فيها قوات أمريكية على بعد نحو 80 كيلو مترا من ضواحي إسلام أباد. وأشار أوباما إلى أن قواته جلبت معها جثة بن لادن للولايات المتحدة وتم التأكد فعليا من هويته بعد فحص الحمض النووي. وفي البيان الذي ألقاه من البيت الأبيض، قال أوباما: "هذا المساء بإمكاني أن أعلن للأمريكيين والعالم أن الولاياتالمتحدة قامت بعملية أدت الى مقتل أسامة بن لادن قائد القاعدة والإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء". وتابع "القوات الأمريكية قامت بعملية سرية جريئة في إسلام أباد، ولم يصب أي فرد من الاستخبارات بهذه العملية وبعد فحص الجثة تأكد من أنه بن لادن". ملابسات مقتل بن لادن وقال مسؤول عن الأمن القومي الأمريكي لرويترز أن فريق القوات الأمريكية الخاصة الذي طارد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة كانت لديه أوامر بقتله وليس اعتقاله. وأضاف المسؤول أنها كانت مهمة قتل موضحا أنه لم تكن هناك رغبة في اعتقال بن لادن حيا في باكستان. وحول ملابسات مقتل زعيم القاعدة أعلن مسؤولون أمريكيون أن بن لادن قتل برصاصة في الرأس بعد مقاومة شديدة منه على إثر عملية لعناصر من الكومندوس استهدفت مقر إقامته المتكون من 3 طوابق في منطقة "إبت آباد" على بعد 80 كلم شمالي العاصمة الباكستانية إسلام أباد. وأضاف المصدر ذاته أن العملية استغرقت 40 دقيقة من دون خسائر تذكر من جانب الأمريكيين. وفقدت مروحية خلال العملية بسبب "عطل فني" ما أجبر أعضاء الكومندوس على استخدام مروحية أخرى استخدمت في العملية. والمجمع السكني الذي قتل فيه زعيم القاعدة بني قبل نحو خمس سنوات محاط بأسلاك شائكة وعلى مقربة من قاعدة عسكرية باكستانية ولا تعرف الولاياتالمتحدة منذ متى كان يقطنه بن لادن. وفور إعلان النبأ، عبّر آلاف من الأميركيين عن فرحهم في مسيرات عفوية أمام البيت الأبيض، حسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وعلى هتافات "يو اس اي، يو اس اي" تجمع سكان واشنطن وقد رفع بعضهم العلم الأمريكي بشكل تلقائي أمام مقر الرئاسة للاحتفال بمقتل زعيم تنظيم القاعدة. وقال جون كيلي (طالب-19 عاما) "لم يسبق أن شعرت بمثل هذا الإحساس، هذا نبأ انتظرناه منذ فترة طويلة". وأكد خبراء ومحللون أن هذا الإنجاز الذي وصفه أوباما بالتاريخي سوف يساعده ويدعمه في الداخل كما في الخارج لاسيما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة التي يخوضها في ظل منافسة شرسة. وكان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد توعد مرارا بمحاكمة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 ولكنه لم يتمكن قط من فعل ذلك قبل تركه الرئاسة في أوائل 2009. وقال المسؤولون الأمريكيون إنه بعد البحث دون جدوى عن بن لادن منذ اختفائه في أفغانستان أواخر عام 2001، قُتل وتم انتشال جثته. والاحتفاظ بجثة بن لادن ربما يساعد في إقناع أي مشككين في موت بن لادن. ترحيب بوش وفي أول تعليق له على النبأ، وصف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بأنه "إنجاز مهم". وأضاف بوش الذي كان في الرئاسة وقت وقوع هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 إن "القتال ضد الإرهاب مستمر لكن الليلة أمريكا بعثت برسالة لا لبس فيها ألا وهي أن العدالة ستحقق مهما طال الوقت". وفي باكستان، أكد مسؤول في المخابرات الباكستانية الاثنين لوكالة فرانس برس أن أسامة بن لادن قتل في "عملية فائقة الحساسية"، دون تقديم المزيد من الإيضاحات على الفور. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته "نعم أؤكد أنه قتل". وردا على سؤال حول احتمال مشاركة المخابرات الباكستانية في العملية اكتفى المسؤول بالقول "كانت عملية من طبيعة فائقة الحساسية في مجال الاستخبارات".