أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة قتلت زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الأحد في عملية كومندس قرب اسلام اباد واشاد بمساعدة السلطات الباكستانية. وقال أوباما في بيان ألقاه من البيت الابيض "هذا المساء بإمكاني أن أعلن للأميركيين والعالم أن الولاياتالمتحدة قامت بعملية أدت الى مقتل اسامة بن لادن قائد القاعدة والإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الابرياء". وأضاف أوباما أن بن لادن قتل في أبوتاباد المدينة الواقعة شمال إسلام أباد. وبعد نحو عشرة سنوات من اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر، أكد باراك أوباما أن "العدالة تحققت" محذرا في الآن نفسه مواطنيه من أن القاعدة ستواصل التعرض للولايات المتحدة رغم مقتل زعيمها. ورغم غزو افغانستان نهاية 2001 والإطاحة بنظام طالبان الذي كان يؤوي قيادة القاعدة، فقد تمكن حتى البارحة بن لادن من النجاة وتفادى محاولات تحديد مكانه. وكشف أوباما في كلمته أنه أبلغ من فريق من المخابرات في آب/ اغسطس الماضي باحتمال وجود خيط يوصل إلى بن لادن. وأوضح "لقد تطلب الأمر عدة اشهر لتبين هذا الخيط. لقد التقيت مع فريقي للأمن القومي عدة مرات لبحث المعلومات المرتبطة بتحديد مكان بن لادن في مجمع مباني في قلب باكستان". وأضاف "أخيرا في الأسبوع الماضي قررت أنه أصبح لدينا ما يكفي من المعلومات للتحرك وأذنت بعملية تهدف إلى إلقاء القبض على اسامة بن لادن وإحالته إلى القضاء". وتابع "اليوم (الأحد) شنت الولاياتالمتحدة عملية محددة الهدف ضد هذا المجمع في باكستان. ونفذته مجموعة صغيرة من الأميركيين بشجاعة ومهارة فائقتين. لم يصب أي أميركي" في العملية. وأوضح "بعد تبادل لإطلاق النار قتلوا اسامة بن لادن واخذوا جثته". وأشاد أوباما بالمساعدة التي قدمتها باكستان.
وحين كان أوباما يلقي كلمته تجمع مئات الأشخاص أمام البيت الأبيض في قلب واشنطن للتعبير عن الفرح. كيف قتل بن لادن إلى ذلك، سرب معهد ستراتفور للدراسات الاستخباراتية المعروف بقربه من المخابرات المركزية الأميركية بعض التفاصيل عن العملية التي استهدفت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقال في تقرير مقتضب إن بن لادن قتل في عملية نفذتها قوات أميركية خاصة في مدينة أبوت باد الواقعة على بعد 56 كيلومترا عن العاصمة إسلام آباد، وسط معلومات عن تعاون استخباراتي باكستاني في تقديم المعلومات الخاصة بالعملية. وبحسب ستراتفور، كان بن لادن يختبئ في مبنى جديد لا يزيد عمر بنائه عن خمس سنوات مما يعني أنه أعد أصلاً كمخبأ لبن لادن. وبحسب شهود عيان في المدينة، شاركت طائرات هليكوبتر أميركية وسقطت إحداها في العملية التي تمت بين الساعة الواحدة والثانية بعد منتصف ليل الأحد بتوقيت غرينتش، مشيرا إلى أن المعلومات الأولية ذكرت أن بن لادن وأحد أبنائه كانا مختبئين في منزل تحت حراسة مشددة لكن دون أي اتصالات لحظة وقوع العملية. وينقل التقرير عن مسؤولين أميركيين قولهم إن العملية استغرقت أربعين دقيقة اشتبك فيها بن لادن وحراسه مع المجموعة المغيرة التي قتلت بن لادن وعددا من حراسه وسط معلومات عن مقتل ابنه أيضا لدى اقتحام المجمع. اللافت للنظر في تقرير ستراتفور قوله إن الاستخبارات الباكستانية قدمت عوناً معلوماتيا لكن الحكومة الباكستانية لم تعرف بتفاصيل العملية مسبقاً، مما يشير إلى أن الخطة بقيت طي الكتمان حتى لحظة تنفيذها. وذكرت مصادر إعلامية أخرى أن مدير المخابرات المركزية الأميركية ليون بانيتا -المرشح لتولي منصب وزير الدفاع خلفا لروبرت غيتس- استدعي إلى الكونغرس في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين (بتوقيت غرينتش) للإدلاء بتفاصيل العملية. ردود فعل مرحبة بمقتل بن لادن في عواصم العالم ورحب العديد من عواصم العالم الاثنين بإعلان واشنطن مقتل بن لادن في باكستان وحذر بعضها من أن تصفية بن لادن لا تعني نهاية التهديد الإرهابي. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان إن "نبأ مقتل بن لادن يشكل مصدر ارتياح كبير لشعوب العالم". وأضاف أن بن لادن "كان مسؤولاً عن ابشع الفظاعات الإرهابية في العالم: اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر (2001) والكثير من الاعتداءات الاخرى التي حصت ارواح آلاف الاشخاص بينهم الكثير من البريطانيين". وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن مقتل بن لادن يشكل "انتصارا للديموقراطيات كافة التي تحارب آفة الإرهاب البشعة". وأضاف في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية "أن فرنساوالولاياتالمتحدة مثل باقي البلدان الأوروبية تتعاون بشكل وثيق في مكافحة الإرهاب. إنه نبأ يسعدني شخصيا بشكل كبير". لكن الوزير الفرنسي حذر من أن غياب بن لادن لا يعني غياب تهديد الاعتداءات. وتابع "سنكون يقظين اكثر مما مضى. ان التهديد الإرهابي عال وشهدنا ذلك للاسف في مراكش قبل ايام". وقال "بالتاكيد ان المعركة لم تنته ضد أبشع الأفعال الجبانة مهاجمة الأبرياء".
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان "دولة إسرائيل تشارك الشعب الاميركي فرحته بعد تصفية بن لادن". واضاف البيان ان رئيس الوزراء الإسرائيلي "يهنىء الرئيس الاميركي باراك أوباما على هذا الانتصار للعدالة والحرية القيم المشتركة للبلدان الديموقراطية التي قاتلت جنبا الى جنب الإرهاب". واعتبرت المانيا خبر مقتل بن لادن "نبأ سارا لكل الذين المسالمين والذين يفكرون بحرية في العالم". وفي روما قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في بيان ان مقتل بن لادن "نصر للخير على الشر وللعدالة على الوحشية". وقال وزير الداخلية الهندي بي شيدمبرام في بيان "نأخذ علما بقلق بالجزء الذي يعلن في بيان الرئيس الاميركي باراك أوباما ان العملية التي قتل فيها اسامة بن لادن جرت في ابوت آباد في عمق الداخل الباكستاني". واضاف ان "هذا الامر يثير قلقنا من ان إرهابيين ينتمون الى منظمات عديدة يجدون ملاذا في باكستان". (وكالات)