على امتداد أيام الثورة المصرية التي انطلقت منذ الثلاثاء الماضي، تأكد لنجوم الثقافة والفن والإعلام بأرض الكنانة، حضور فاعل، سواء من خلال تصدر المظاهرات، أو إصدار البيانات أو الظهور على شاشات الفضائيات العربية. وقد كان لهذا الحضور وقع على جموع المتظاهرين وأثر في التغطيات الإعلامية، نظراً لرمزية الأسماء ولانتشارها الجماهيري. أول الأسماء الفنية التي استأثرت بالاهتمام، على هذا المستوى، الفنان عادل إمام الذي أعلن، أول أمس، لقناة «الجزيرة» عن تضامنه مع انتفاضة الشارع المصري، وثقته في هذا «الشباب الجميل» الذي ينخرط في الحدث مطالباً بالعدالة والكرامة. وكانت هذه مناسبة أخرى جدد فيها «الزعيم» نفيه لما كانت بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية قد نقلته عنه، من قبيل اعتباره «مظاهرات الشباب عملا غوغائياً». وكان قد أكد في تصريحات أخرى بأن «من حق الشباب التعبير عن أنفسهم والمطالبة بما يريدون على أن يكون ذلك في إطار سلمي». واعتبر «ما يحدث الآن من مظاهرات واحتجاجات مختلفة من الممكن أن يكون درساً عظيماً للدولة والمتظاهرين معا، فيما لو تم التعامل معها بشكل إيجابي». الممثل الشاب عمرو واكد، كان الإسم الأبرز ضمن المشاركين فعلياً في الانتفاضات، فقد شكلت صورته في مقدمة المظاهرات مادة دسمة للإعلام، وكان قد عبر عن تضامنه مع مواطنيه، مشيرا إلى تعرض شقيقه إلى الاعتقال دون أن يعلم إلى حد الآن مكان اعتقاله. أما الممثلة شريهان التي احتجبت عن الظهور لفترة طويلة إثر إصابتها بمرض مزمن، فقد أدلت لإحدى القنوات الفضائية بتصريح باركت فيه حركة الشارع المصري، وعبرت عن رغبتها في التبرع بالدم لفائدة الضحايا لولا أنها مصابة بداء السرطان. من جهة أخرى، كان الفنان خالد الصاوي قد دعا يوم الثلاثاء الماضي إلى تنظيم وقفة تضامنية يشارك فيها المنتمون إلى جميع المهن الفنية. وقد تمت هذه الوقفة فعلا يوم الخميس 27 يناير تم خلالها تعبير الفنانين عن تضامنهم مع الشعب المصري، وإعلانهم الانتماء الى «الثوار». وإثر ذلك، تم توقيع بيان تضامني شاركت فيه مجموعة من الأسماء، وضمنها الفنانة منى زكي. أما الفنان أحمد عز، فقد قرر في نفس سياق التضامن، إلغاء العرض الخاص لفيلمه الجديد «305 سعادة» الذي كان مقرراً تقديمه، يوم الأربعاء الماضي، وهو من إخراج محمد ياسين، وتؤدى فيه دور البطولة إلى جانب أحمد عز، الفنانة الشابة دنيا سمير غانم. ومنذ انطلاق المظاهرات، برز في المشهد اسم الإعلامي محمود سعد، معد ومقدم برنامج «مصر النهار ده»، إثر قرار التلفزيون المصري منحه «إجازة مفتوحة». وقد صرح سعد بأنه فوجىء بصدور هذا القرار الذي «يعود الى خلاف في وجهات النظر بينه وبين قيادة إعلامية كبيرة في التلفزيون المصري، على خلفية صيغة التعامل مع الأحداث»، مضيفاً بأنه «يثق في الشباب المصري وقدرته ووعيه على تنظيم مظاهرات سلمية، وأن هذا الجيل سينجح في ما فشل فيه جيل سعد والأجيال السابقة». اتحاد كتاب مصر من جانبه، أصدر يوم الخميس الماضي، بيانا حيى فيه «الجماهير المصرية على سلوكها الوطني خلال اليومين الماضيين» (الثلاثاء والأربعاء) ، معلنا تضامنه الكامل مع تلك «الانتفاضة المجيدة»، مؤكداً «مشاركته الكاملة لها في مطالبها المشروعة»، ومدينا «الأسلوب القمعي في التعامل معها» ومؤيداً «المطالب الدستورية التي عبرت عنها جماهير الشعب على نحو يكفل التداول السلمي للسلطة».