تبدو النفايات المنزلية، ككل نفايات، عبارة عن عبارة وسخة وقذرة، في الوقت الذي تكون فيه الكهرباء ضوءا ونورا، لكن أن يتم تحويل النفايات المنزلية إلى كهرباء، فهذا أمر فيه الكثير من الضوء ونور العقل أيضا. مناسبة هذا الاستهلال هو خبر الإعلان عن قرب انطلاق الأشغال لإنجاز أول محطة لإنتاج الكهرباء من النفايات المنزلية بمدينة إيفران من إنجاز مجموعة مغربية يابانية، وهي المحطة التي تكون الأول من نوعها في المغرب، والتي لا يمكن لكل من يحب النور، ويلعن الظلام، إلا أن يتمنى أن تتلوها محطات ومحطات أخرى، خاصة وأنه لاتنقصنا النفايات ولله الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه، بل لا يمكنه إلا أن يتمنى أيضا أن تطال النفايات الأخرى غير المنزلية مما لايخفى على أحد يتمتع بحواس البصر والنظر والشم واللمس أيضا، وحيث يكون في الشوارع أو المقاهي والفنادق أو المدارس والجامعات إلخ إلخ... لكن مادمنا بصدد النفايات المنزلية بالضبط وتحديدا وتخصيصا، فإنه لا يمكن لكل من يحب النور، ويلعن الظلام، إلا أن يتمنى أيضا أن يطال هذا التحويل للنفايات إلى كهرباء، نفاية منزلية قد تتغافلها مثل هذه المحطات، ويتعلق الأمر بالتلفزيون المغربي الموجود في كل منزل والذي يموله المغاربة بالكهرباء، لكنه لم يرد يوما لا أن يعلن الظلام ولا أن يلعن الشيطان. أليست هذه هي أكبر نفاية جديرة بالتحويل إلى نور وضوء!؟