في تجربة فريدة من نوعها، أعطيت بمدينة فاس، يوم الخميس الأخير، انطلاق العمل بمشروع استخراج الغاز الحيوي من النفايات المنزلية والصناعية بالمطرح العمومي للمدينة. ويقضي هذا المشروع، الذي تزامن مع تخليد الذكرى الأربعين ليوم الأرض، بإنتاج الغاز الحيوي المستخدم في إنارة المنطقة البيئية، انطلاقا من نفايات المطرح العمومي، الواقع بنفوذ الجماعة القروية عين البيضاء بعمالة فاس. وأفاد مهندس ضمن فريق عمل التقنيين المشرف على هذا المشروع، الممول من طرف قطاع البيئة بوزارة التجهيز ووزارتي الداخلية والطاقة والمعادن، أن تقنية استخراج الغاز الحيوي من النفايات الصلبة، تتم انطلاقا من عملية التفاعل بين المكونات الكيماوية والكربوطاقية للنفايات، من خلال اعتماد تقنية إعادة استغلال المكونات الطاقية للأزبال وتثمين المتحول منها. ويعالج المطرح العمومي لمدينة فاس أزيد من 1000 طن من النفايات الصلبة يوميا، منها حوالي 900 طن من النفايات المنزلية. وما يعاب على الموقع الجديد للمطرح قربه من التجمعات السكنية بفاس وبعض المنشآت الصحية (المستشفى الجامعي) والسياحية (حامة سيدي حرازم والمخيم السياحي الدولي بطريق صفرو )، فضلا عن المركب الرياضي الجديد، وهو ما يتسبب في أضرار بيئية، خاصة انبعاث روائح كريهة عند هبوب رياح الشرقي وتسرب المياه الملوثة إلى باطن الأرض... بيد أن انطلاق العمل بمشروع تثمين جزء هام من النفايات وإعادة استغلالها لإنتاج الغاز، من شأنه أن يقلل من حجم هذه الآثار، من خلال التقليل من الكميات المتفدقة على المطرح، وهو ما سيسمح بإعادة تحويل نسبة هامة من النفايات، قبل أن تؤدي إلى تلويث المجال المحيط بها، بينما يؤكد المشرفون على المطرح أنه تم اتخاذ مختلف التدابير للوقاية من تلوث مختلف العناصر البيئية من ماء وهواء وتربة وغطاء نباتي.