طالب مسؤول فرنسي، أخيرا، من الوزير الأول الفرنسي بالتدخل بقوة لرفع السلطات الجزائرية لحظر تفاح "آلب" في الجزائر. وحسب ما نشرته وسائل إعلام جزائرية اليوم الأحد، فإن رئيس منطقة "آلب كوت دازور" الفرنسية، كريستيان ايستروزي، طالب من الوزير الأول التدخل لدى السلطات الجزائرية من أجل رفع الحظر على استيراد تفاح منطقة "آلب". ورأت وسائل الإعلام في الجارة الشرقية للمغرب، في هذا الطلب أنه بداية خلافات جديدة، قد تؤجج توترا جديدا في العلاقات بين البلدين، وخصوصا أن هذا الطلب يأتي بتزامن مع اتهامات فرنسية للجزائر بتقديم دعم مادي للحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال لوسائل الإعلام، أثناء زيارته الأخيرة للجزائر إن "الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي، إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، إنه وحشية حقيقية وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا بحقهم هذه الممارسات". وأوضحت المصادر ذاتها أن طلب المسؤول الفرنسي جاء على شكل "أمر" يجب أن يوجه للسلطات الجزائرية، مضيفة أنه جاء بعد الأزمة التي يعيشها منتجي التفاح في هذه المنطقة بعد وقف عمليات استيرادها من طرف الجزائر، فحسب ما جاء في بيان المسؤول الفرنسي، فإن السوق الجزائرية كانت تمثل 40 بالمائة من مبيعات تفاح منطقة "آلب". وقالت وسائل إعلام جزائرية عن تصريحات كريستيان ايستروزي، إن هذا المسؤول الفرنسي لا يزال يعتبر الجزائر مستعمرة فرنسية، حيث ذهب إلى حد المطالبة بوضع "كوطة" 20 ألف من التفاح، التي يجب على الجزائر استيرادها من هذه المنطقة الفرنسية. وهاجمت المصادر ذاتها ايستروزي الذي يعد من بين أحد كوادر الحزب الجمهوري، حيث اعتبرته معروفا بكراهيته لكل ما هو جزائري، متهمة إياه بإصدار مرسوم بلدي يوم كان عمدة مدينة نيس لمنع إظهار الأعلام الجزائرية عشية لقاء المنتخب الجزائري ضد ألمانيا في كأس العالم. وكانت تصريحات المرشح الرئاسي إيمانويل ماكرون، حول استعمار فرنسا للجزائر، فجرت ضجة كبيرة في فرنسا، إذ أنها تسببت في هجوم خصومه المرشحين الآخرين عليه، وكذا مختلف الفعاليات السياسية الفرنسية بما فيها اليمين المتطرف، متهمين إياه بتلقي الدعم المادي من الجزائر لتمويل حملته الانتخابية، مقابل إطلاقه التصريحات التي اتهم فيها بلاده باقتراف جرائم إنسانية في الجزائر.