أثارت تصريحات لوزير الاقتصاد الفرنسي السابق والمرشح في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، أدان فيها "بربرية" فرنسا إبان استعمارها للجزائر، غضب اليمين المتطرف في فرنسا. ودعا ماكرون، في زيارته للجزائر في وقت سابق هذا الأسبوع، بلاده للاعتذار عن جرائم الماضي، لا سيما تلك التي ارتكبت إبان حرب استقلال الجزائر التي انتهت في عام 1962، وتابع قائلا: "كان الأمر وحشيا حقا وهو جزء من الماضي يجب أن نواجهه حتى نعتذر أيضا لمن تضرروا". وقالت صحيفة ال"فايننشال تايمز"، إن ماكرون تطرق إلى أكثر المراحل حساسية في التاريخ الفرنسي في مقابلته مع صحيفة "لوفيغارو"، التي تصنف ضمن يمين الوسط، وقوله إن 132 عاما من الاستعمار الفرنسي للجزائر شهدت "جرائم وأفعالا بربرية" يمكن أن تصنف اليوم بوصفها "جرائم ضد الإنسانية". وأفادت الصحيفة بأن المجازر وعمليات التعذيب التي تُتهم السلطات الفرنسية بارتكابها خلال سنوات استعمارها للجزائر، ما زالت تشكل موضوع خلاف حاد بين البلدين، لا سيما مع رفض الحكومة الفرنسية لفكرة الاعتذار. وأثارت تصريحات ماكرون ردود فعل غاضبة من منافسيه كزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، التي قالت معلقة: "هل هناك ما هو أسوأ -عندما تريد أن تكون رئيسا- من الذهاب للخارج واتهام البلاد التي تريد قيادتها بارتكاب جريمة ضد الإنسانية؟".. فرنسوا فيون مرشح المحافظين، شجب هذه التصريحات ووصفها بأنها تنم عن "كراهية لتاريخنا". وردا على تصريحات ماكرون قال فيون في خطاب بأحد مؤتمراته الانتخابية: "هذا الاستياء من تاريخنا.. هذا الندم المستمر.. ليس لائقا بمرشح لرئاسة الجمهورية". من جهته قال جيرار دارمانين المقرب من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والنائب عن الحزب الجمهوري (اليميني) في تغريدة: "العار لإيمانويل ماكرون الذي شتم فرنسا في الخارج (بقوله) إن الاستعمار الفرنسي كان جريمة ضد الإنسانية". أما اليميني جان بيار رافارين، فقال: "إيجاد تعارض بين الفرنسيين وإخراج هذه القصص بغرض التقسيم أو إعادة التعبئة، أرى أن وراء ذلك أغراضا انتخابية، ليس جديرا برئيس دولة أن ينبش جراحا لا تزال مؤلمة جدا". واتهم المسؤول في الجبهة الوطنية، واليران دو سان غوست، ماكرون ب"طعن فرنسا من الخلف". وعاش الجزائريون تحت الحكم الفرنسي لمدة 132 عاما (منذ 1830) حتى انتصروا في حرب استقلال دموية في 1962، وتقول الحكومة الجزائرية إن 1.5 مليون جزائري قتلوا في الصراع.