علم موقع "الأول" من مصدر جد مطلع أن الشكاية موضوع البحث من قبل وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بالحسيمة مع عبد الصادق البوشتاوي، المحامي وعضو هيئة الدفاع عن معتقلي "حراك الريف"، تقدمت بها عائلة عبد الحفيظ الحداد سائق الأجرة المنحدر من الحسيمة الذي توفي عقب إحدى المظاهرات بالحسيمة، وكذلك بخصوص جمع تبرعات مالية لفائدتها لم تتوصل بها. ويجهل لحد الساعة تفاصيل الشكاية التي من المتوقع أن يستمع وكيل الملك بخصوصها إلى المحامي البوشتاوي، حيث أفاد نفس المصدر أن جلسة الاستماع للمحامي ستتم حسب القانون بحضور نقيب هيئة المحامين بتطوان، التي ينتمي إليها المحامي البوشتاوي يوم الاثنين المقبل. من جهته، قال المحامي عبد الصادق البوشتاوي إن "الشكاية موضوع الإستماع إليّ فيها، هي شكاية كيدية، في جميع الأحوال وإذا كانت بالفعل قد قدمتها عائلة الحداد، فما فعلته كان مساعدةً مني لزوجة الحداد التي اتصلت بي، حيث وقفت إلى جانبها بشكل تطوعي ونضالي". مضيفا: "لقد كتبت تدوينة مباشرة بعد الإغماء على الحداد بسبب الغاز المسيل للدموع، بطلب من زوجته التي ذكرت لي فيه أنه كان مصابا بمرض الربو إلا أن استنشاقه للغاز المسيل للدموع بإحدى تظاهرات الحسيمة كان سببا مباشراً في المضاعفات التي أدت لوفاته، وهذا ما نقلته العديد من المواقع الإلكترونية". وتابع البوشتاوي "أنا نقلت ما قالته لي زوجة الحداد والتدوينة التي نشرتها على صفحتي، كانت سببا في نقل الحداد إلى مستشفى الجامعي محمد الخامس بوجدة". أما بخصوص التبرعات المالية، فيقول البوشتاوي: "لقد أكدت لي زوجة الحداد، أنها هي وأخوها لا يملكان الوسائل المادية لنقل زوجها إلى المستشفى، وعلى إثر ذلك قامت بالاتصال بشخص تعرفت عليه مؤخرا بإمزورن، بغرض إمدادها بمبلغ مالي من عند شخص أخر ليسلمه لها، بعد ذلك اكتشفت أنه لم يسلمها المبلغ". وأوضح البوشتاوي قائلا: "أنا مرتاح البال وأعلم أن الطريق التي أسلكها ستكون مليئة بالمزيد من الشكايات سواء من أشخاص مدفوعين ومسيرين من قبل المخزن، أو بشكل مباشر من أعوان السلطة، إلا أنني ماض في مهمتي وهي الدفاع عن الحراك ونشطائه، من أجل ترسيخ دولة الحق والقانون". مضيفاً أنه "من الممكن أن تكون نتيجة ذلك مثل ما حصل مع الصحفي حميد المهداوي، ويكلفني ذلك السجن، وأنا مستعد لذلك في سبيل الوطن ودولة الحق والقانون". وكان عبد الحفيظ الحداد، سائق سيارة أجرة منحدر من الحسيمة، قد لفظ أنفاسه الأخيرة يوم 18 غشت الماضي، بالمستشفى الجامعي، بمدينة وجدة، بعد يوم واحد على نقله إليه من مستشفى محمد الخامس بالحسيمة. وكان عدد من نشطاء الحراك بالريف، قد تناقلوا صور الحداد وهو في غيبوبة، مشيرين في تعليقات مصاحبة لصوره، أنه دخل في غيبوبة نتيجة استنشاقه للغاز المسيل للدموع في إحدى الاحتجاجات التي عرفتها الحسيمة، غير أن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بمدينة الحسيمة، سرعان ما كذب هذه الأخبار، مؤكدا في بلاغ له، أن الحداد دخل في غيبوبة جراء مرضه بالربو، وأن له ملفا طبيا في مستشفى محمد الخامس، الذي كان يعالج فيه.