شيع المئات من نشطاء حراك الريف، أمس الجمعة 18 غشت الجاري، بمقبرة ثغانمين، جنازة الناشط عبد الحفيظ الحداد الذي أثارت وفاته جدلا بسبب حديث عائلته عن تعرضه لغيبوبة نتيجة استنشاقه الغازات المسيلة للدموع التي ألقتها الشرطة على المتظاهرين يوم 9 غشت الجاري بالحسيمة. وفور الانتهاء من دفن جثمان الراحل، انطلق المشيعون في مسيرة احتجاجية تتهم قوات الأمن بالتسبب في وفاة الحداد، قبل أن يقرر المتظاهرون وقف المسيرة بعد تحرك قوات الأمن نحوهم لفض الاحتجاجات. وتوفي، أول أمس الخميس، بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، عبد الحفيظ الحداد، سائق سيارة الأجرة المنحدر من الحسيمة، وذلك بعد أن نُقل إليه من مستشفى محمد الخامس بالحسيمة، فيما وصف المحامي بهيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، عبد الصادق البوشتاوي، الحداد ب "الشهيد"، قائلا في تدوينة له: "الشهيد عبد الحفيظ الحداد في ذمة الله وجثمانه في الطريق إلى الحسيمة". يُشار إلى أن عبد الحفيظ الحداد يقطن بحي سيدي منصور بالحسيمة، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء ويعمل سائقا لسيارة أجرة، وتدهورت حالته الصحية ليلة الأربعاء الماضي، ليتم نقله في اليوم الموالي إلى المستشفى، وهو مصاب بمرض الربو، الأمر الذي جعل الغازات المسيلة للدموع تزيد في تدهور وضعه الصحي. وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، قد نفى أن يكون الحداد قد دخل إلى مستشفى محمد الخامس بعد استنشاقه الغاز المسيل للدموع مساء يوم التاسع من غشت الجاري بمناسبة الأحداث التي عرفتها المدينة، معتبرا أن هذه الأخبار تبقى عارية من الصحة ولا تمت إلى الحقيقة بأي صلة. وأوضح الوكيل العام في بلاغ له، أنه بعد التحريات الجارية في الموضوع تبين أن سبب تواجد المعني بالأمر بالمستشفى المذكور يرجع إلى معاناته من مرض الربو، حيث كان يتابع علاجه بالمؤسسة الاستشفائية المذكورة، وله ملف طبي بها حسب ما أكدته زوجته أثناء الاستماع إليها من طرف الضابطة القضائية، مشيرا أن المعني بالأمر قد تم نقله أول أمس إلى المستشفى الجامعي بوجدة لاستكمال العلاج.