شيع المئات من نشطاء حراك الريف، أمس الجمعة في مقبرة ثغانمين، جنازة عبد الحفيظ الحداد الذي أثارت وفاته جدلا بسبب حديث عائلته عن تعرضه لغيبوبة نتيجة استنشاقه الغازات المسيلة للدموع التي ألقتها الشرطة على المتظاهرين يوم 9 غشت الجاري بالحسيمة. وفور الانتهاء من دفن جثمان الراحل، انطلق المشيعون في مسيرة احتجاجية تتهم قوات الأمن بالتسبب في وفاة الحداد، قبل أن يقرر المتظاهرون وقف المسيرة بعد تحرك قوات الأمن نحوهم لفض الاحتجاجات. وردد المحتجون شعارات من قبيل: "الشهيد خلا وصية لا تنازل عالقضية"، "الحداد مات مقتول والمخزن هو المسؤول"، "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله". وتوفي، أول أمس الخميس، بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، عبد الحفيظ الحداد، سائق سيارة الأجرة المنحدر من الحسيمة، وذلك بعد أن نُقل إليه من مستشفى محمد الخامس بالحسيمة، فيما وصف المحامي بهيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، عبد الصادق البوشتاوي، الحداد ب"الشهيد"، قائلا في تدوينة له: "الشهيد عبد الحفيظ الحداد في ذمة الله وجثمانه في الطريق إلى الحسيمة". وأوضح المحامي المذكور في اتصال سابق لجريدة "العمق"، أن الحداد دخل في غيبوبة تامة بسبب الغاز المسيل للدموع التي استعملتها قوات الأمن ضد المتظاهرين يوم 9 غشت، إضافة إلى حقنه بحقنة غير مناسبة لحالته بمستشفى محمد الخامس. وأضاف "رفعا لكل لبس، فإن عبد الحفيظ الحداد وإن كان مصابا بالربو المزمن، فإنه كان يعيش بشكل طبيعي مع استعمال البخاخ، ومما فاقم من حالته هو استنشاقه للغاز المسيل للدموع يوم 9 غشت، يضاف إليه الحقنة والدواء غير المناسب لحالته الذي منح له بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة يوم 11 غشت، وبالتالي دخوله في غيبوبة تامة حسب ما أكدته زوجته مرارا ومازالت تؤكده". يُشار إلى أن عبد الحفيظ الحداد يقطن بحي سيدي منصور بالحسيمة، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء ويعمل سائقا لسيارة أجرة، وتدهورت حالته الصحية ليلة الأربعاء الماضي، ليتم نقله في اليوم الموالي إلى المستشفى، وهو مصاب بمرض الربو، الامر الذي جعل الغازات المسيلة للدموع تزيد في تدهور وضعه الصحي، حسب البوشتاوي. وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة، قد نفى أن يكون عبد الحفيظ الحداد قد دخل إلى مستشفى محمد الخامس بالحسيمة بعد استنشاقه الغاز المسيل للدموع مساء يوم التاسع من غشت الجاري بمناسبة الأحداث التي عرفتها المدينة المذكورة، معتبرا أن هذه الأخبار تبقى "عارية من الصحة ولا تمت إلى الحقيقة بأي صلة". وأوضح الوكيل العام في بلاغ له، أنه "بعد التحريات الجارية في الموضوع تبين أن سبب تواجد المعني بالأمر بالمستشفى المذكور يرجع إلى معاناته من مرض الربو، حيث كان يتابع علاجه بالمؤسسة الاستشفائية المذكورة، وله ملف طبي بها حسب ما أكدته زوجته أثناء الاستماع إليها من طرف الضابطة القضائية"، مشيرا أن المعني بالأمر قد تم نقله أول أمس إلى المستشفى الجامعي بوجدة لاستكمال العلاج.